خَلِيلىَّ لَيسَ الشَّوقُ أَن تَشحَطَ النَّوَى | |
|
| بإِلفَينِ دَهراً ثُمَّ يَلتَقِيانِ |
|
ولَكنَّما الهِجرانُ أَن تَجمَعَ النَّوَى | |
|
| وتُمنَعَ مِنّى أَن أَرَى وتَرَانِى |
|
وَكُنّا كَرِيمَى مَعشَرٍ حُمَّ بَينَنَا | |
|
| هَوىً فَحَفِظناهُ بِحُسنِ صِيَانِ |
|
وَقالَ زَمِيلِى يَومض سالِفَةِ النَّقا | |
|
| وَعَيناىَ مِن فَرطِ الهَوَى تَكِكفَانِ |
|
أَمِن أَجلِ دارٍ بَينَ لُوذانَ والنَّقَا | |
|
| غَداةَ اللِّوَى عَيناكَ تَبتَدِرانِ |
|
فَقُلتُ أَلاَ لا بَل قُذِيتُ وَإِنَّما | |
|
| قَذَى العَينِ مِمّا هَيَّجَ الطَّلَلانِ |
|
فَيا طَلحَتَى لُوذانَ لا زالَ فِيكُما | |
|
| لِمَن يَبتَغِى ظِلَّيكُما فَنَنَانِ |
|
وَإِن كُنتُما قَد هِجتُما بارِحَ الهَوَى | |
|
| وَدَنَّيتُما ما لَيسَ بالمُتَدَانِى |
|
خَلِيلَىَّ إِنِّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما | |
|
| فَهَل أَنتُما بالمُتَدَانِى |
|
فَقالا أَنِمتَ اللَّيلَ ثُمَّ دَعَوتَنا | |
|
| ونَحنُ غُلاما شُقَّةٍ رَجِفَانِ |
|
فَقُم حَيثُ تَهوَى إِنَّنا حَيثُ نَشتَهِى | |
|
| وَإِن رُمتَ تَعرِيساً بنا غَرِضَانِ |
|
خَلِيلَىَّ لَيسَ الرَّأىُ فِى صَدرِ واحدٍ | |
|
| أَشِيرا عَلَىَّ اليَومَ ما تَرَيَانِ |
|
أََأَركَبُ صَعبَ الأَمرِ إِنَّ ذَلُولَهُ | |
|
| بِنَجرَانَ قَد أَعيا بِكلِّ مَكانِ |
|
خَلِيلَىَّ مِن أَهلِ اليَفاعِ شُفِيتُما | |
|
| وَعُوفِيتُما مِن سَيِّىءِ الحَدَثَانِ |
|
أَلا يا احمِلانِى بارَك اللهُ فِيكُمَا | |
|
| إِلَى حاضِرِ القَرعاءِ ثُمَّ ذَرَانِى |
|
أَحَقّاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ ماشِياً | |
|
| بِذِى الأَثلِ حَتَّى يُحشَرَ الثَّقَلانِ |
|
ولا لاهِياً يَوماً إِلَى اللّيلِ كُلِّهِ | |
|
| بِبِيضٍ لَطِيفَاتِ الخُصُورِ غَوانِى |
|
يُمَنِّينَنا حَتَّى تَزِيغَ عُقُولُنا | |
|
| وَيَخلِطنَ نمَطلاً ظاهِراً بِلَيانِ |
|
مِنَ النَّاسِ حَتَّى تَزِيغَ عقُولُنا | |
|
| وَيَخلِطنَ مَطلاً ظاهراً بِلَيانِ |
|
خَلَيلَىَّ أَمَّا أُمُّ عَمرٍو فَمِنهُما | |
|
| وَأَمَّما عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلانِى |
|
مَنُوعانِ ظَلاّمانِ لا يُنصِفانِنِى | |
|
| بِدَلَّيهما والطَّرفُ قَد خَلَبانِى |
|
أَفِى كُلِّ يَومٍ أَنتَ رامٍ بِلادها | |
|
| بِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقا |
|
بَرَى الحُبِّ جِسمِى غَيرَ جُثمانِ أَعظُمِى | |
|
| بَلِينَ وَإِنِّى ناطِقٌ بِلِسانِي |
|