اللَهُ أَكبر جاءَ النَصر وَالظفرُ | |
|
| وَالأَمن وَاليَمن لَما ساعَدَ القَدرُ |
|
وَاخضر رَوض الأَماني فَهِيَ حالية | |
|
| كَأَنَّما جَرَّ فيها ذَيلَهُ الخضرُ |
|
وَأَشرَق المَجلس المَسعود طالِعُهُ | |
|
| بِطَلعة عَن سَناها الطَرف يَنحَسِرُ |
|
أَعني الوَزير الَّذي أُعتابهُ وَزرٌ | |
|
| بِهِ الوِزارة كَالعَلياءِ تَفتَخِرُ |
|
إِذ لِلوزارة ناموس بِهَيبَتِهِ | |
|
| أَحياهُ لَما رَآهُ وَهُوَ مُحتضرُ |
|
ما زالَ مُنذُ غَدا التَوفيق يَصحَبُهُ | |
|
| لِبيضة الملك وَالإِسلام يَنتَصِرُ |
|
العَدل يَنشُر في دِيوانِهِ أَبَداً | |
|
| وَالشَرع يَأمُر وَالصَمصام يَنتَظِرُ |
|
وَالحَقُ يَعلو عَلى الأَخصام قاطِبة | |
|
| وَالعلم مُحتَرم وَالمال مُحتَقِرُ |
|
مَن يَغرس العَدل يَجِنّ النَصر عَن ثِقَة | |
|
| وَالعَدل يُثمر ما لا يُثمر الشَجَرُ |
|
تَعظيمُهُ العلم عَن فَضل وَمَعرِفَة | |
|
| ما عظم العلم إِلّا مَن بِهِ خَطَرُ |
|
كَم في السَماءِ نُجوم طالَ ما أَفلَت | |
|
| وَلِلعُلوم نُجوم لَيسَ تَنكَدِرُ |
|
صَدرٌ وَلا ضَجَرٌ فكرٌ وَلا حَصرٌ | |
|
| نَطق وَلا هَذر مَجد وَلا بَطرُ |
|
مَعارف صَدرت عَنها عَوارِفُهُ | |
|
| إِذ صَدرهُ البَحر لَكن لَفظُهُ الدُرَرُ |
|
أَلفاظُهُ وَزلال الماءِ بَينَهُما | |
|
| تَمازج وَنَسيم الرَوض وَالسحرُ |
|
وَخَطُهُ هُوَ وَالسحر المجوَّز قَد | |
|
| تَلازَما وَجُفون الغيد وَالحورُ |
|
لا يَستَطيع اِنصِرافاً عَن تَأَمُل ما | |
|
| يَملي وَيَكتُب لا سَمع وَلا بَصَرُ |
|
يَطوي مَحاسِنَهُ وَالطَيّ يَنشُرُها | |
|
| كَما تَبرج في أَكمامِهِ الزَهرُ |
|
مَفاخر لَيسَ يَخفيها تَواضعهُ | |
|
| وَلِلصَباح ظُهور لَيسَ يَستَتِرُ |
|
ذِكري مَناقبهُ في شَرح سيرَتِهِ | |
|
| مطول لَكن التَلخيص مُختَصَرُ |
|
إِن طالَعتَ كُتبهُ أَعداؤُهُ كَسرت | |
|
| فَقارَ أَظهُرِهم مِن خَوفِهِ الفُقرُ |
|
مِن كُلِ مَعنىً بِديوان يَقول لَهُ | |
|
| قَلب المُخاطب إِجلالاً وَيَنفَطِرُ |
|
حصن العِقاب غَدا مِن خَوف سَطوَتِهِ | |
|
| يَرتَج مِن قَبل أَن تَنتابُهُ النذرُ |
|
فَسَلموهُ وَأَخفى الجَرَس هاربهم | |
|
| أَن صَرصر الباز أَخفى سدعهُ النغرُ |
|
وَفَرَّ قعدان وَالأَقوام تَعذرهُ | |
|
| إِذ فَرَّ مِن أَسَد غَضبان يَهتَصرُ |
|
يَهَتَزّ في جفنِهِ وَالدار نازِحَةٌ | |
|
| شَوقاً إِلى وَدجيهِ الصارم الذكرُ |
|
قَد كانَ في صيتِهِ لِلقَوم مَوعِظَةً | |
|
| لَيتَ السَفيه بِغَير السَيف يَنزَجِرُ |
|
تَخافَتوا بَينَهُم إِذ زارَ أَرضَهُمُ | |
|
| بِالدارعين فَلو صَلوا لَما جَهَروا |
|
إِن مَرَّ مِنهُ خَيال في خَواطرهم | |
|
| ذابَت مَرارَتَهُم وَاِنحَلَت المررُ |
|
تَوحشوا فَرقاً حَتّى مَواردهم | |
|
| ما أَسأر البَقَر الوَحشيّ وَالحُمرُ |
|
فَهارب بِجِوار الرال مُعتَصم | |
|
| وَآخرٌ بِوجار الضَب مُنحجِرُ |
|
لَولا المَفاوز وَارتهم لَما وَأَلوا | |
|
| هَيهات لَم يَنجُ مِن مِيعادَهُ سقرُ |
|
فَالذُل إِن صَبَروا وَالرُعب إِن نَفَروا | |
|
| وَالقَتل إِن ظَهَروا وَالنار إِن قَبَروا |
|
أَما العصاة فَقَد ماتوا وَما دَفنوا | |
|
| خَوفاً وَأَما الأولى دانوا فَقَد نَشَروا |
|
وَحارَبَتهُ بَنو حَرب فَأَورَدَهُم | |
|
| مِن المنية وَرداً مالَهُ صَدرُ |
|
فَأَصبَحَت هامهم في البيد ساقِطَة | |
|
| كَما تَساقَطَ مِن أَغصانِهِ الثَمَرُ |
|
حَتّى إِذا اِحمَرَت الصَفراء مِن دَمِهم | |
|
| وَسالَ في كُل وادٍ جَدوَلُ كَدرُ |
|
زارَتهُمُ النار في الدُنيا معاجلة | |
|
| تِلكَ الرُبوع بِما خانوا وَما فَجَروا |
|
تَحصنوا بِجِبال الشامِخات فَما | |
|
| أَغنَت مَعاقلهم عَنهُم وَلا الحَذَرُ |
|
أَخفاهُمُ الرُعب وَالتَأمين أَظهرهم | |
|
| لَما اِستَغاثوا فَما غابوا وَلا حَضَروا |
|
كان السَبيل إِلى البَيت الحَرام وَقَد | |
|
| تَفاقَمَ الأَمر صَعباً كُلُهُ خَطَرُ |
|
حَتّى الطَواف عَلى طَيف الخَيال بِما | |
|
| ظَنوا مَحالاً فَخابَ الظَن بَل خَسِروا |
|
وَوكل اللَه بِالحَجاج متكلاً | |
|
| عَلَيهِ لا الخَوف يَثنيهِ وَلا الحَذَرُ |
|
يَرعاهُم بِجِنان ملؤهُ هِمَمُ | |
|
| بِلا فُتور وَطَرف كحلُهُ السَهَرُّ |
|
يَهنيهِ زادٍ بِبَحر الآل تَحملها | |
|
| سُفُنٌ وَما ثمذَ الواحٌ وَلا دسرُ |
|
وَبالروايا مياه في المَفاوز مِن | |
|
| أَفواهِها كَالسَحاب الجون تَنهَمِرُ |
|
قُل لِأَعاريب كَم روم وَكَم عَجَمٍ | |
|
| راموا الثَبات لَهُ يَوماً فَما قَدَروا |
|
فَلا يَغُرَنَّكُم بُعد الدِيار فَما | |
|
| عَلى الأَجادل بَعد الحين تَبتدرُ |
|
لا غُروُ فَالأَكرَم المِغوار يذكر في | |
|
| أَلقابِهِ الغُر وَالأَلقاب تَعتَبِرُ |
|
وَخَيلُهُ لا تَزال الدَهر ملجمةً | |
|
| لا الوَهم يَلحق مَسراها وَلا النَظَرُ |
|
تَسيل كَالبَحر إِلّا أَنَّها أَبَداً | |
|
| نيران حَرب عَلى الأَعداءِ تَستَعِرُ |
|
سِياطَها العَتب في الغارات إِن فَتَرَت | |
|
| وَالخَيل تَعتب فيما قَرر الأَثَرُ |
|
عَزت لَدَيهِ نَواصيها فَقَد غبطت | |
|
| جِباههنَّ خُدود الغيد وَالطُررُ |
|
مِن كُل طَرف إِذا ما الطَرف عايَنهُ | |
|
| تَقَسمَت لُبهُ الأَوضاح وَالغُرُرُ |
|
إِذا جَرى الماء مِن أَعطافِهِ عَرَقاً | |
|
| يَكادُ يَقدح مِن أَحداقِهِ الشَررُ |
|
أَعدَّ لِلحَرب قَلباً ما بِهِ وَجَلٌ | |
|
| وَمدَّ لِلمَجد باعاً ما بِهِ قصرُ |
|
قرعُ القَنا وَزَئير الأَسَد يُطربهُ | |
|
| عِندَ المَلاحم لا كَأس وَلا وَتَرُ |
|
إِن كَرَّ يَوماً رَأَيت الهَام طائِرة | |
|
| كَما تَدَحرج في مَيدانِها الأَكرُ |
|
مِن تَحتِهِ البَرق إِلّا أَنَّهُ فَرَسٌ | |
|
| في سَرجِهِ اللَيث إِلّا أَنَّهُ بَشَرُ |
|
لا يُشهر السَيف في خطب يُحاولهُ | |
|
| إِلّا عَلى وَقعة تَزهو بِها السَيرُ |
|
سَيفٌ تَبَسم لَما أَن بَكوا جَزعاً | |
|
| كَأَنَّما دَمَهُم في خَدِهِ خَفرُ |
|
لَو لَم يَكُن في الطِباع البَغي ما طَبعت | |
|
| زرق الأَسنة وَالهِندية البترُ |
|
فَاِستَقَر أيةَ أَنَزلنا الحَديد تَجد | |
|
| في طَيِها حُكماً فيهنَّ مُعتَبِرُ |
|
وَكَم أَساءَ ذوو جَهل فَعاملهم | |
|
| بِالحلم وَالحلم يَستَبقى بِهِ الظَفر |
|
بَحرٌ مِن الحلم عَن علم يُسدده | |
|
| وَالبَحرُ يَعلو وَما مِن طَبعِهِ الكَدر |
|
قَد عمنا صَفداً مِن قَبل مدحتِهِ | |
|
| مِن بَعد إِن كانَت الأَصفاد تَنتَظِرُ |
|
وَاِمتازَ رَسمي بِهِ وَالشَمس تَرفع عَن | |
|
| أَرض المَذَلة ظلّاً خَطُهُ السحر |
|
صَنعت لِلشُكر عقداً الَ ما وَأَدت | |
|
| أَبكاره قلة الأَفكار وَالغَير |
|
وَلَستُ أَمدح إِلّا عَن مُشاهَدة | |
|
| وَالخَبَر يُثبت ما لا يُثبت الخَبَر |
|
ما الفَخر في المَلبس المَنسوج مِن ذَهَب | |
|
| لِباس أَهل العُلا ما تنسج الفكر |
|
لا زالَ مُنتَشِراً بَعدَ الدُعاءِ لَهُ | |
|
| في كُل قُطر ثَناء نَشرَهُ عُطر |
|