سَلامٌ على تلكَ المحاسنِ والحُلي | |
|
| وتلكَ السَّجايَا الغُرِّ والخُلُقِ العذْبِ |
|
سَلامُ مُحبٍّ تَطَّبيهِ صَبابَةٌ | |
|
| إليكَ على بُعْدٍ من الدّارِ أَو قُرْبِ |
|
أَيَا عُمَرَ الحَمراتِ والمُدرِكَ العُلَى | |
|
| بِمنصبهِ العالي ومَنزلهِ الرَّحْبِ |
|
أَبُثُّكَ ما بي من هَوًى منكَ زائدٍ | |
|
| وَشَوْقِ قَنُوطٍ بِالملامةِ والعَتْبِ |
|
عَهِدْتُكَ سَمْحاً بالتَّواصِلِ واللِّقَا | |
|
| فَصِرْتَ ضَنِيناً بِالرَّسائلِ والكُتْبِ |
|
وَمَاليَ ذَنْبٌ أَستَحِقُ بهِ الجَفَا | |
|
| وإنْ كانَ لي ذَنبٌ فحُبُكُمُ ذَنبي |
|
وما ازددْتَ عِندِي جَفْوَةً بَعدَ جَفوَةٍ | |
|
| وَحَقِّكَ إلا ازددْت حبّاً على حُبّي |
|
أَيَا طَيفَهُ زُرْني لِيسكُنَ مَضْجَعِي | |
|
| وَيَا شَخصَهُ عُدْني لِتُطفِى لَظَى كَرْبي |
|
وَيَابارِقاتٍ من رُباهُ ألا أومضِي | |
|
| وَيَا نَسَماتٍ مِن حِمَاهُ ألا هُبّي |
|
فَتىً كفُّهُ تَهمِي وَنُعماهُ تَبتدِي | |
|
| وألفاظُهُ تَسبي وآدابُهُ تَصْبِي |
|
أَنَمُّ من الرَّيحانِ والبَانِ ذِكْرُهُ | |
|
| وأَذكَى من الجَادِيِّ بالمَنْدَلِ الرَّطْبِ |
|
لَهُ كَلِماتٌ نَشْرُها ومذاقُها | |
|
| كَراحِ النَّدامَى أَو كَرَيحانةِ الشَّرْبِ |
|
أَلَذُّ إلى الأَجفانِ من سِنَة الكَرى | |
|
| وأَسْحَرُ للألبابِ مِن حَدَقِ السِّرْبِ |
|
شُجَاعُ القُوافي مائِلٌ بِبَداهَةٍ | |
|
| يَروحُ بِلا طَعْنٍ وَيَغْدُو بِلا ضَرْبِ |
|
إذا حَاكَ شِعْراً أو رَواهُ مُحَرَّراً | |
|
| فَمَن أَحمدُ الكِندِيُّ أو عامِرُ الشَّعْبي |
|
سَقَى اللَّهُ مِصْراً ما سَقَى عَذَبَ الحِمىَ | |
|
| وَلا أَخطأتْها صيّبَاتٌ من السُّحْبِ |
|
ولا بَرِحَتْ مُخضَلَّةَ الدَّوْحِ والثَّرَى | |
|
| مُعَنبّرَةَْ الأَرجاءِ مِسْكِيةَ التُّرْبِ |
|
أَحِنُّ إلى أَطلالِها ورُبُوعِها | |
|
| وَمَا دارُهَا دارِي ولا شِعْبُها شِعْبي |
|
ولكِنْ لِمَن قَدحَلَّها وَثَوَى بِها | |
|
| وَإنْ غَابَ عَن عَيني فَمازالَ عن قَلبي |
|
سَأَشكُرُ مِنه نِعْمةً عُمَرِيَّةً | |
|
| وَعَارِفَةً حَسْبي صَنائِعُها حَسْبي |
|
وأَذكُرُ أيَّاماً لَهُ وَلَيالِياً | |
|
| رَأَيْتُ بِهِنَّ السَّرْجَ أَذكَى من الشُهْبِ |
|