لَقَد بَاكَرتْني رَوضةٌ أَدَبيَّةٌ | |
|
| تَغَنَّى بِها طَيْرُ الثَّناءِ وَغَرَّدا |
|
فَبِتُّ وقد هَشَّ الخَلِيلُ بِوصلِها | |
|
| وأَرشقني منها الأَراكَ المُبَرَّدا |
|
أُقبِّلُ مِنها مَبْسَماً طابَ مَوْرِداً | |
|
| كَما قَبَّلَ المُشتاقُ خَدّاً مُوَرَّدا |
|
أَيَأْتي بها شَيخُ الفَضائِل فَاضِلاً | |
|
| سَدِيدَ القَوافي زاخِراً ومُقَصِّدا |
|
أَرَى عُمرَاً أَولَى الكَرامَةَ أَحمداً | |
|
| وَمَن غَيرُهُ أَولى بإكرامِ أَحمَدا |
|
سِراجٌ هدَى اللَّهُ الشَّهابَ بِنورهِ | |
|
| وَلَولاهُ في نَهْج البَلاغَةِ ما اهتَدَى |
|
تَكادُ العَذارَى يتخذْنَ قَلائِداً | |
|
| مُنظمّةً من شِعْرهِ لَو تَجيَّدا |
|
أَتَرجُو بَناتي لحاقاً نساءَهُ | |
|
| وأَبناؤُهُ قد أَحرَزَتْ قَصَبَ المَدَى |
|
وَهَلْ يَرْتَجِي غَيرَ المظفَّرِ نَازِحٌ | |
|
| وَقد أَشبهَ المنصورَ بَأْساً وسُؤْددا |
|
فَأَدنى سِراجَ الدّينَ مُستمِعاً لهُ | |
|
| فَأَنسى حَبيباً حِينَ أَنشا وأَنشَدا |
|
وَسَاقَطَ ذاكَ الدُّرَّ من لَهَواتهِ | |
|
| نَظيماً ولولا نَظمُهُ لَتَبدّدا |
|
وَرَنَّحَ أَعطافَ النَّدامى ولم يُدرْ | |
|
|
وقُمنا وَوَجهِي لِلسِّفارةِ أَبيضٌ | |
|
| بِمن سَادَ في نَظْمِ القَريضِ وَسَوَّدا |
|
وأَعرِفُهُ أَسخى الملوكِ شَمائِلاً | |
|
| وأَسَمَحُهمْ نَفْساً وأَبسَطُهمْ يَدا |
|
ولكِنْ هِيَ الأوراقُ يُحْرَمُها الفتَى | |
|
| قَرِيباً ويَجني زَهْرَها المَرْءُ مُبعَدا |
|
فَلا تَيأسِ المُدَّاحُ مِن صَدَقاتِه | |
|
| فَإنْ فاتَ يَوماً جُودُهُ لم يَفُتْ غدا |
|