يا قوت خد بريحان العذار بدا |
دمعي به لولو الأجفان قد نقدا |
وافي يقود فؤادي للغرام بمن |
قتيل وجنته لا يبتغي قودا |
بدر بقتل محبيه غدا بطلاً |
أنسى به سيرة البطال من شهدا |
في خده أنس القلب القتيل به |
ناراً بها لمريد الحب كل هدى |
والخال حقق أفعال المجوس لنا |
إذ كان لنار من خديه قد عبدا |
مع أنه قد أرانا أي معجزةٍ |
أما ترى الماء في نارٍ له جمدا |
ذو جنةٍ حرر الحسن البديع سوى |
سامي المقام سليم الذوق منتقدا |
محمد خير محمود بكل ثنا |
به تسامت معاني من لهُ حمدا |
استوقف النجم حيراناً بطلعته |
والبدر وجداً لازم السهدا |
باللطفقد سحرا الألباب منطقه |
وحل بالدر ما قد كان منعقدا |
شمائل دونها لطف الشمول بها |
راح النسيم ذكياً نشره وغدا |
أبدى جديد عذار في محاسنهِ |
أمسى خليع عذار من له شهدا |
كأنه النمل يبغي شهد مبسمه |
أو طلسمٌ لكنوز الدر قد رصدا |
مديحٌ سلس الأجفان ناضرهُ |
إذ كان مُرسله للهايم السندا |
وردٌ تطعم بالريحان حيرني |
ومن رأى الورد بالريحان قد وردا |
سيف السلو نبا في حب وجتيه |
لمَّا كساها بديع العارض الزردا |
لام حمت عين راء ميم مبسمه |
بالنون من حاجب المقلب قد قصدا |
أمسى الدخان على نيران عارضهِ |
يبدي لنا زخرفاً بالنور قد وقدا |
به تمكن طرفي من محاسنه |
وطالما صد منه النور من قصدا |
كالشمس مشرقة لا تجتلى فإذا |
لاحت بغيم رأها الطرف معتمدا |
يا من على البعد أسدى لي تفضلهُ |
ما راح نظمي قدماً في علاك سدى |
بحلية المسك قد أحييت سنة من |
أولى البريّة منه بالتقى رشدا |
فاهناء بإطلاق ريحان العذار على |
ورد به الصبُّ ورد الأُنس قد وردا |
ما أشرق البدر في جنح الظلام وما |
قال المؤرخ ريحان العذار بدا |