قد رعت يا ريب المنون فؤادي |
وأثرت في الأحشاء قدح زنادِ |
ورميت عن قوس النوائب أسهماً |
تصويبها لم يخطر في الأكبادِ |
ورفعت أخباراً بمحمول الأسى |
نادت بوضع بلائها في النادي |
قد عاد طرف الفضل مطروفاً بها |
وفؤاده ما إن له من فادي |
نبأ نبا سيف التصبر حينما |
رفع الحديث مصحح الإسناد |
وهوت بصدمته حصون تجلدي |
وعدت عليَّ من الهموم عوادي |
وبدت نوائب شد عادي رزنها |
فسطت بشداد وفتكة عادي |
عمد المنون يروع أفئدة الوري |
بأجل من للدين خير عمادِ |
وانهد ركن للحقيقة طالما |
كان المجاز لطالب المداد |
وانقض من أفق المعارف كركب |
طمست به الأعلام كل رشادِ |
وألمَّ ريب الدهر في رجب بمن |
كان الربيع ومنهل القصاد |
فحكي المحرّم حل بشهر صارماً |
منه الهلال لآل طه الهادي |
ومعالم التقوى تغير رسمها |
وحدوده جهلت لذي استرشادِ |
وعروض أهل الفضل غير ضربه |
سببٌ ألمَّ بعمدة الأوتادِ |
شمس الشريعة والطريق محمد |
عين الزمان وقدوة الزهادِ |
العارف المولى الرشيد ومن همى |
أبداً وليُّ نداه الورادِ |
صافي السريرة لا يكدر سرَّه |
خطيب يروع سطاه قلب جمادِ |
جلدٌ على وقع الخطوب بهمةٍ |
تردى الأسود الغلب يوم جلادِ |
كم قل منه الرأي سود حوادث |
والبيض ما سلت من الأغمادِ |
كم علمت أخلاقه من أمه |
كرم السيول وصولة الأسادِ |
كم من مريد نال من إرشاده |
لمصاعد العلياء كل مرادِ |
كم بالرياضة راض نفساً للتقي |
ملكت بروض الأنس كل قيادِ |
كم أسعف العاني وأسعد طالباً |
وافاه للإسعاف والإسعاد |
كم فاز راجيه بغمر سحابه |
والآن لا يرجو ورود ثمادِ |
هو قايم فيما به نيل المنى |
ومجاهدٌ في الله حق جهادِ |
هو عالم برضا الإله وجازم |
بصلاحه حذفت حروف فسادِ |
يا سعد قد شقيت نفوس بعده |
راقت مشاربها بقرب سعادِ |
وغدا الطريق لنيل سعدي دونه |
لمريده في الحب خرط قتادِ |
حضرت همومٌ حين غاب وأصبحت |
أهل الفضائل ذات وجدٍ بادي |
جمع الشريعة والحقيقة فاغتدى |
يهدي إلى الخلاق بالإرشادِ |
نادي المعارف بعده ما فيه من |
يوم النداء يجيب صوت منادي |
تكبو غوادي القطر دون لحاقهِ |
إن أعربت يمناه فعل جوادِ |
وضعوا الهموم على البرية حينما |
رفعوه محمولاً على الأعوادِ |
هفت النجوم لنعشه فبناته |
قدت من الظلماءِ ثوب حدادِ |
وعلى الجرة جزيل مصابه |
فغدا السها ساء حليف سهادِ |
لله تربٌ ضمه فلقد غدا |
بأريج طيب الند أطيب نادي |
شق اليراع توقعاً لمصابه |
وغدا الحداد يمدَّه بمدادِ |
قد كان روض دراية ووقاية |
وعناية وهداية ورشادِ |
راعت قلوب الأولياء وفاته |
لفوات من أصمى قلوب أعادي |
قد ضاق حصر صفاته لأولي النهي |
هيهات يحصى الرمل بالتعداد |
سد الطريق بفتح أبواب الأسى |
عما نومل من هدى وسدادِ |
يا من إلى الفردوس سار مقرباً |
أدنيت أتراح الورى ببعادِ |
وتركت كلا بعد بعدك عانياً |
بغلاظ أحزان عليه شدادِ |
فعليك من مولاك صيب رحمة |
تهمى غواديها مدى الإمادِ |
والروح والريحان كلٌ منهما |
أبداً لروحك رائح أو غادي |
ما أبيضت الأحداق بعدك حينما |
برزت لها الدنيا بوجه سوادِ |