تنفيذُ حكمك في فؤادي يا قمرُ |
لم يخل في شرع المحبة من نظر |
الفت وفك مثل عطفك في الهوى |
يا جايراً فينا وبالعدل اشتهر |
يا من غدا حرم العيون وكعبةً |
تقضي لحجاج الجمال بها عمر |
يا أبيض الوجه الذي من قدّه |
قد هزَّ أسمر صير المضني سمر |
يا خاطراً في خاطري عطفٌ لهُ |
خطارهُ ترك القلوب على خطر |
يا بدر تم بادرت عشاقه |
فيه الرشا لأولي الملامة بالبدر |
يا من عبارة عبرتي في حبه |
تبدي براعتها لمن يهوى العبر |
يا من أسر هواه ما سور الهوى |
فغدا معنى القلب فيه بما أسر |
يا ظبي أنس قد تناقض فعله |
إذ كان أنس ما يكون إذا نفر |
وبكسرة الأجفان منه لمن صبا |
قد فل جيشاً للتصبر وأنتصر |
قمر القلوب ضياء صبح جبينه |
لما أنجلى بسماء طلعته قمر |
ورضابه الأشهى وصبري دونه |
لله ما أحلى جناه وما أمر |
قد مد قصر الحسن في خدٍ به |
نارٌ على العشاق ترمى بالشرر |
يا من بأوزار الوغى من جفنه |
يرجو التخلص منه كلالا وزر |
عيناه قد حكمت بطيب نعاسها |
أني أبيت ملازماً فيه السهر |
وعلى جار قوامهُ فكأنه |
لم يرو أخبار القضايا عن عمر |
السيد السند الذي هو بهجة |
في غرة الأيام بالوجه الأغر |
والعالم العلامة الندب الذي |
نظم المعاني العلوم بما نثر |
مولى حماه لكل طالب حاجةٍ |
وطنٌ به يقضى لذي أمل وطر |
إنسان عين أولي الفخار وفضله |
في جفن غانية الكمال بدا حور |
بحر غدا براً لرتجي بره |
لله ما أحنى نداه وما أبر |
عم الورى بالغمر وافي سببه |
ولهم بأنواع العوارف قد غمر |
يخفي صنائعه ويعبق نشرها |
والمسك مهما زاد إخفاء ظهر |
جرت به العلياء ذيل فضائلٍ |
بإضافة رفعت لها قدرا بحر |
وجرت به الشهبا بميدان العلى |
فكبت لها الشقرا وما لحقت أثر |
درر المديح لجبهة العليا به |
حلت بعقد نظامها أبهى غرر |
كم فقرة من لفظه وقرينةٍ |
قوبت بها لفقير جدواه فقر |
تنشى اليسار بيمينه وتفي بما |
عقدت إذا حلت وتجبر ما انكسر |
أبداً تصيب سهام ثاقب رأيه |
غرض المنى والسيف أليس له خبر |
يا ليت شعري هل يوفي قدره |
نظم الدراري في القريض لمن شعر |
سورية وافي لبيروت بها |
سوراً له بالمجد قد تليت سور |
ولكسرها جبرت معالي عزه |
حتى انثنت تختال في أبهى حبر |
فتباشرت بقدومه أهل المنى |
تبدي الهنا والبشر عم به البشر |
قد واصل الأحكام بالأحكام في |
فصل الفضاء موقفاً حكم القدر |
مولى من القوم الألى لكنا فهم |
يأوي إليها كل شهم معتبر |
واكفهم أبدا سحائب جودها |
تحيي رجا من كان ينتجع المطر |
وربوعهم تنشئ الربيع لطالب |
ولو اغتدى في كل خير من صور |
يا بحر فضل قد غدا جيدُ العلي |
متحلياً منه بأنواع الدرر |
لله درك من إمام لفظه |
در وكم للسحب من جدواه در |
نظم القوافي في ثناك روية |
تنشى انسجام بدائع فيه الفكر |
فاستجل بكرا من نظامي بكرت |
تبدي الثناء بكل معنى مبتكر |
في حلبة الشعراء غير جريها |
في وجه أرباب الذكا ممن غير |
لا زلت تخطر في رياض العزما |
بك دوحة المعروف قد ألقت ثمر |
وأصبحت بيروت ترفل بالصفا |
أرخ لعدل جاء يؤثر عن عمر |