بسادس شعبان جنى اليمين أينما |
وأبدي لنا فيه سنا البدر مطلعا |
وقد لاح من أفق الشام لناظري |
ضياءٌ به أفق المعالي تشعشعا |
وأرج من أرجليها طيب نفحةٍ |
بها ارج المسك الفتيق تضوعا |
وأبدت بالطيب أنفاس شمال |
شماءل والٍ مجده قد ترفعا |
مشير أولي العليا محمد راشد |
وزير برشد الخلق مراه أسرعا |
يثلث نور النيربين بهاؤه |
إذا شمته في الدست يوماً مربعا |
سريرته طابت بمحمود سيرةٍ |
بيان معانيها له العز إبداعا |
تنبه طرفاً للأنام بحكمةٍ |
فأمسوا بمهد الأمن والعدل هجعا |
أدار على سورية سور حزمهِ |
فأضحى حماها بالحي منه أمنعا |
وجلت به أحكامها إذ أرادها |
بحكمة وضاح الشمائل أروعا |
مهيبٌ يضيق الكون منه بهيبةٍ |
بها قد غدا ريعُ الفضائل أوسعا |
جلا همةً في مشكل الأمر همها |
يعيد دجى الأحداث صبحاً مشعشعا |
وأمسى بفرط الحزم أصف وقته |
فقبيل ارتداد الطرف يأتيه من دعا |
تزد مضاء الخطب أراءُ فكره |
بما حدُّه أمسي من السيف أقطعا |
وينشئ أفكاراً تبين معارفاً |
لقد وشح الدنيا سناها ووشعا |
به الشام في خد البسيطة سامةٌ |
أريج شذاها فاح مسكاً مضوعا |
لعز معاليه قد انقاد أمرها |
وقد كان قبلاً عن سواه ثمنعا |
وألقت له العلياء مقاليد حكمها |
فقام بأعباءِ الولاية مرعا |
وحوران حارث من سطاه فأقبلت |
إليه أهاليها لعلياه خضعا |
فاحكم فيها أمره وأعادها |
لحكم معاليه من الظل أطوعا |
فأخلص كلٌّ بالصنيع فلا يرى |
سوى خدٍ فتان الجفون مصنعا |
ولا ميل إلا في معاطف غادة |
تباهي ثناياها من الصب أدمعا |
لذاك صبت سوقاً سواحل حكمه |
إليه وكلٌّ نحوه قد تطلعا |
فمن عليها بالزيارة منعماً |
فأخصب واديها وبالخير أمرعا |
وكان لبيروت التقدم إذ بهِ |
غدا ثغرها قبل الجميع ممتعا |
وكيف وقد حلاه سامي مقامهُ |
فأصبح بالدر النظيم مرصعا |
فيا من بمراه بري الرشد قاصدٌ |
وفي حكمه ظبي مع الذيب قد رعى |
قدومك في بيروت عيدٌ أعادها |
جمالاً إليه طالب الرشد قد سعى |
بقيت بك الأيام تبدي تبسماً |
يحقق للراجي بعلياك ما ادعى |
ودمت إماماً جامع الفضل ما زهت |
غصون غدت في مسجد الروض ركعا |
وما مطلع النظم انتحى حسن مخلص |
براعته أبدت لشأنيك مقطعا |