في حب كل رشيق القد معتدل |
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ |
وهمتي لدنيَّ قط ما لمحت |
وحلية الفضل زانتني لدى العطل |
ولست أصبو إلا إلي من |
لم تبدي سلوي المحب بالمن |
غزالة جفنها الغزال الغزلي |
بشدة الباس منه رقة الغزل |
سبحان رب قدير جاعل بقضا |
للعاشقين بأحكام الغرام رضا |
ولا يميلون العذال إن نصحت |
فلا تكن يا فتى بالعذل معترضا |
ودع قلوباً إلى الغواني |
تصبو وتنشي بها الأغاني |
من كل من ثغرها ينشئ الصبابة لي |
بنهلةٍ من غدير الخمر والعسل |
من الثنايا التي تغتر عن شنب |
بدت لنا الراح في تاج من الحب |
وفي الدياجي لنا أقداحها قدحت |
فخرجت حلة الظلما باللهب |
فقم أدرها بكف امرد |
أجاب طوع المحب أمرد |
ودع جهولاً غدا يبكي على الطلِ |
دعا فلباه قبل الركب والابل |
سل نسمةً نفسها طابت لنا نفساً |
ونادها فعساها أن تجيب عسى |
يا نسمة لأحاديث الحمى شرحت |
قلب المعنى بذاكي نشرها أنسا |
إذ جاء يهدي نشر الغوالي |
عن ربة الخال والدلال |
من دعتني وقد سارت على الجمل |
باللمح من خلل الأستار والكل |
هيفاء في حبها لم تبق لي رمقاً |
يهتزُّ بين وشا حبها قضيب نقا |
حمايم الحلى في أفنانه صدحت |
تدعو لسكر التصابي فيه من عشقا |
فكم محب لما تثنى |
بالعجب أمسى بهِ معنىَّ |
بسيل في حبها نفساً على الأسل |
برشفةٍ من نبال الأعين النجل |
يا حسن صدغ لها في الخد نعطف |
طير على الغصن أم همزٌ على الألف |
والخال في وجنة بالطيب قد نفحت |
خويدمٌ أسودٌ في الروضة الأنف |
والنهد في الصدر قد تحقق |
فكل صبٍّ به تعلق |
يصبو إليه بقلب بالغرام ملى |
من لا يعول في الدنيا على رجل |
كم فتنة في الهوى جاءت من الدعج |
ما بين معترك الأحداق والمهج |
وبالجفون التي للقلب قد جرحت |
أنا الفتيل بلا إثم ولا حرج |
وليس لي أخذٌ بثاري |
منها ولا محمدٌ لناري |
أبيت فيها أغاني كل معتقل |
بمثله غير هباب ولا وكل |
كم رحتُ أشكو لصدي وهو المجيب |
ما أتبع ألمن لوام الهوى بأذى |
وأوجه القصد في وجه الشجي كلحت |
وفي عيون الأماني للسحب قذي |
فكم محب حليف صبر |
قد مرَّ عيشا بحلو ثغر |
يا حبذا نفحات منه بالعلل |
يدبُّ منها نسيم البرءُ في عللي |
بورده المشتهي أن فاح عاطره |
باكر صبوحك أهني العيش باكره |
وأنظم بضوء الثنايا للغران وضحت |
عقداً ينافس شعري الأفق شاعره |
جيد التهاني بهِ يقلد |
لذي الكمال الفتي محمد |
من قصرت عن ثناه الشمس في الحمل |
وسار طيب ثناه سيرة المثل |
بدر المعالي الذي ثغر المنى ابتسما |
بنوره وبهِ عقد الهنا انتظما |
وعرفه نسمات البان قد سرحت |
منه بطيب شميم زادها شمما |
لذاك قلبي بها تعرف |
وكل نشرٍ بها تشرف |
من خلقهِ عن ضللنا في سري الأمل |
فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل |
شمائل دونها أنشر الشمول شذي |
وطلعةٌ لعيون العالمين غذى |
لو أنها لمحت صيغ الدجا لمحت |
ومن سناها كمال البدر قد أخذا |
والشهب منها تمتد نوراً |
والكون يذهو بها سروراً |
وإن تجلت فبدر التم في خجل |
والشمس لم تلقها إلا على وجل |
لله والده السامي بكل علا |
مولى بهِ الليالي وشمل المجد قد وصلا |
تواضعٌ منه في اعتلاء |
سما بهِ أنجم السماء |
فقل لمن منه بالتكلبف لم يصل |
ليس التكحل في العينين كالكحل |
من سادة جاوزوا متن السها شرفاً |
وورد معروفهم للمرتجين صفا |
وقد أناروا طريق المجد فاتضحت |
للسالكين وشادوا للعلى غرفا |
فطيب مسك الثناء يضوع |
بهم دوماً ولا يضيع |
لذا تراني في حل ومرتحل |
أتلو ثناهم وأمشي مشية المثل |
قوم لمغناهم قد سارت الشعرا |
كالنمل يهدون آيات الهنا زمرا |
وفي حماهم بضاعات الثنا ربحت |
وكل من أمهم بالعز قد ظفرا |
فسر إليهم وأرجُ الأماني |
وقد المدح والتهاني |
وإن أردت عطاياهم بلا ملل |
دع التفاصيل واسألني عن الجمل |
وامدح فتى المجد محي الدين نجل عمر |
من بالصفا في حماه قد قضيت عمر |
وفي البرايا مساعي فضله نجحت |
وشاد بيت المعالي بالتقى وعمر |
وخلقه السهل طاب نشراً |
ووجهه قد أنار بدرا |
فقل لمن بسواه بات ذا أ |
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل |
أما الحسين فمزرى طلعته القمر |
بالخلق والخلق مزري نسمة السحر |
لغير علياه نفسي قط ما جنحت |
فإن ذاك ذنبٌ غير مغتفرِ |
إذ قد حباني الوداد محضاً |
وعن مساوى المحب أغضى |
به الأماني سعت نحوي بلا كسل |
فما أقول لشيء ليت ذلك لي |
ينشئ المعاني بلفظ جل باهره |
تنوب عن ثغر من تهوي جواهره |
كم من صدور لأرباب الهوى شرحت |
فهل جناها من العنقود عاصره |
بها فؤادي يهيم سكراً |
ولم أخامر ولله خمرا |
إذ لست أرضي بسكر والشبيبة لي |
فكيف أرضي وقد وات على عجل |
وذو اللطائف عبد القادر ابهجا |
بهِ المنى وذكا روض العلى أرجا |
وقد علا همةً في المجد ما برحت |
إليَّ المعالي لمن قد رامها درجا |
أما نجيبٌ فقد تفرد |
بحسن لطف ولاح فرقد |
ونور عثمان في أفق الجمال حلى |
وعم جميعاً لجيد الفضل خير حلى |
يا آل بيهم القوم الألي شرعوا |
لنا فعال لها فوق السها رفعوا |
وافيت أهديكم عذراء قد صدحت |
بمدحكم حيث طبعى فيه منطبع |
وشاحها ناطقٌ بشكري |
للفضل منكم دوام عمري |
وإن قضيت فأوصى من يكون ولي |
والشكر من قبل الإحسان لا قبلي |
زفافُ نجلكم سامي الكمل بدا |
عيداً بهعاد كل الخير وأطردا |
والكون أحواله فيه قد انصلحت |
وقد أجاب ندا من أمه لندى |
به ربيعٌ بدا ربيعاً |
بالفضل قد عمنا جميعا |
وقد تفرغ فيه كل ذي شغلٍ |
يبدي التهاني بقلب بالسرور ملي |
لا زال في ربعكم الموقد كل مني |
يسعون سعي الصفا فيه وعيد منى |
ما السن الشعر أهدتكم بما مدحت |
دراً بهِ الغواني المجد أي غنا |
أو عاد خل والعود أحمد |
يهدي التهاني إلى محمد |
وقال في نظمه التاريخ لاح علي |
للبدر ليلاً زفاف الشمس في الحمل |