إن كنتَ لي صاحباً قِف لي بهبود |
وقل لعينكَ في أطلالها جودي |
عسى الدّموعُ إذا اتهلَّت غوابها |
تطفي لهيبَ سليبَ اللّبِ معمود |
منازل أنكرتنا بعد معرفةٍ |
قد أخلفتها النوى من بعد تجديد |
تخالَفَتْ زفراتي والدَموعُ بها |
فهنَّ ما بين تصويبٍ وتصعيدِ |
ورُبّ هاتفةٍ هاجت جوى حَرِقٍ |
على الغصونِ بتسجيعٍ وتغريدِ |
فقلتُ إذا أعلَنَتْ بالنوحِ نادبةً |
رفقاً فإلفكِ باقٍ غير مفقودِ |
لو كنتِ بالوجدِ مِثلي ما اكتحلتِ ولا |
خضّبتِ يداً ولا طُوّقت بالجيد |
وليلةٍ بتُّ أجلوها بشمسِ ضحىً |
صهباءَ تخبركَ عن نُوحٍ وعن هُودِ |
مع كلّ هيفاء مصقول ترائبُها |
ماستْ بقدٍ كغصن البان أملودِ |
تخالفها إن شدتْ والكأس دائرةٌ |
قد أُوتيتْ نغمةً من آل داوود |
عاينتُ ذاك ووقتي يانعُ نضِرٌ |
والعيشُ غضّ وعصري ناعمَ العودِ |
بان الشبابُ فَبُنَّ الغائياتُ ومَنْ |
يشبْ يَجدْ طولَ همٍ ثُم تنكيد |
لو كانَ يُرجى لماضي العيشِ مُرتجعٌ |
لقلتُ باللَّه يا أيامَنا عُودي |
وجسرةٍ لا يكادُ الطرف يُدرِكُها |
جاءت تلاطمُ جُلموداً بجلمودِ |
تُزري على عاصفاتِ الرّيحِ رِقلتُها |
وتستخفُّ بسيرِ الضُمّرِ القُودِ |
لا تشتكي الأينَ من سهلٍ ولا وَعرٍ |
ولا تملُّ من الإيجاف بالبيدِ |
ناديتُها ووميض البرق يُؤنِسها |
والليلُ يجزعُ منه كلَّ صنديد |
إلى عليّ بن بدران الجواد خدّي |
ربّ المكارم نجّاز المواعيدِ |
حلف السحائب فلاّل النوائبِ |
بذَال الرَّغائب مأوى كلّ مطرودِ |
فتىً جرى وسحاب الجوَّ فانبجست |
كفاهُ إذْ ضنَّ صَوبُ المزنِ بالجودِ |
يبيتُ في طلبِ العلياءِ منفرداً |
قد كحّلتْ منهُ أجفانٌ بتسهيدِ |
كسبُ الثَّناءِ له إِلفّ تعشَّقهُ |
وليس بثنيه عنهُ فرطُ تفنيدِ |
حمدتُ دهراً به قد كان عَرَّفني |
وقبلُه كانَ دهري غير محمودِ |
لا فضلُه كان في عيني بمحتقرِ |
ولا الجميلَ الذي أولى بمجحودِ |
وافى إليَّ كتابٌ منه خلتُ بهِ |
قلائداً في نحورِ الخرّدِ والغيدِ |
أو كالرّياضِ تَبدّا زهرُها بَهجاً |
أو لؤلؤٍ من خلال السلكِ منضودِ |
فرحتُ من لفظهِ المنظومِ ذا طربٍ |
كأنني ثملٌ من بنتِ عُنقودِ |
فضائلٌ كالنجومِ الزُّهرِ مشرقةً |
تجلُّ عن حصرِ أوصاف وتعديدِ |
هو الخديجي ذو المجدِ الأثيل ومن |
أضحى به الدّينُ في عز وتأييدِ |
عن هالَتِ الحسنِ الميمونِ طائرُهُ |
ينبئك من غيرِ تنقيصٍ وتزييدِ |
عمِّ الخصيبي ذي العلم المتين ومَنْ |
شادَ التُّقى والمعالي أيّ تشييدِ |
بحران بالفضلِ كلٌ راحَ ذا شرفٍ |
وذا معينٍ على الآباد مورودِ |
أنتم عمومتنا حقّاً وذكركُمُ |
به غدونا نغذّي كلَّ مولودِ |
وفي نمير الكرام الغرِّ مجتمعٌ |
أهل الصَّلاحِ وأهلُ السَّادةِ الصِّيد |
الباذلون لمن يغشى ديارَهَمُ |
أموالهم حين لا جودٌ بموجودِ |
بني نميرٍ رضاكمُ مُنتهى أملي |
وأنتمُ دونَ خلقِ الله مقصودي |
أيامكم هي أيّامي وقولكم |
قولي ومعبودُكم في السرّ معبودي |
سرٌّ خفيٌّ جليلٌ لا يُحاطُ بهِ |
ولا يقاسُ بتمثيلٍ وتحديدِ |
وباطنٌ ظاهرٌ إن غاب عن بصري |
فإن معناهُ باقٍ غير مفقود |
عرفته عن يقينٍ بات يجذبني |
إلى حقائقه من غير تقليد |
وها أنا عن يقينٍ في أبي حسنٍ |
في ظلّ عزٍ على الأيام ممدودِ |
ولا أقولُ كما قالت مضللةٌ |
من النصارى بتبعيضٍ وتجسيدِ |
ولا أقول بفرعونٍ وصاحبهِ |
ولا النساءِ ولا بالخصية السودِ |
إن الذي بات يرجو غير دينكُمُ |
ديناً فذاك شقيٌ غير مسعودِ |
أبرأ إلى الله من ضدٍ يُعانِدكُم |
أو منكرٍ عن جنابِ الحقّ مطرود |
تراه في صورةِ الأحيا فتحسبُه |
حيّاً وذلك ميتُ غيرُ ملحودِ |