سَررتُ موهِناً نَحوي فَأَبدَت مَسَرَّتي | |
|
| وَحَيَّت فَأَحَييتَني بِحُسنِ التَحِيَّةِ |
|
وَمَنَّت فَمَنَّت في مَآبي إِلى الحِمى | |
|
| فُؤادي بِوَصلِ الوَصلِ بَعدَ القَطيعَةِ |
|
فَآيَسَني بَعدُ المَسافَةِ بَينَنا | |
|
| وَتَقصيرُ نَضوُ السَعي مِن قُربِ أَوبَتي |
|
وَأَطمَعَني في وَصلِها بَعدَ هَجرِها | |
|
| تَفَضُّلُها المُحجوبُ عَن عَينِ مُنيَتي |
|
وَإِن حَمَلَتني ناقَتي نَحوَ دارِها | |
|
| وَصَلتُ وَإَلّا مُتُّ في دارِ غُربَتي |
|
عَزيزَةُ وَصلٍ عَزَّني الصَبرُ بَعدَها | |
|
| فَقابَلتُ عِزَّ الوَصلِ مِنها بِذِلَّتي |
|
عَلَقتُ هَواها في الظِلالِ فَعَلَّقتُ | |
|
| أَمانِيَّ في إِعراضِها بِمَنِيَّتي |
|
وَما أَعرَضَت عَنّي وَحَقِّ وِصالِها | |
|
| لِغَيرِ اِحتِرامي في الهَوى وَخَطيئَتي |
|
وَلَو لَم تَرَ الإِخلالَ مِنّي بِحَقِّها | |
|
| لِما مَنَعَتني الوَصلَ وَهيَ خَليلَتي |
|
وَكُنتُ بِها وَالقَلبُ في قَبضِ بَسطِها | |
|
| أَرى سائِرَ الأَكوانِ في قَبضِ بِسطَتي |
|
فَأَمسَيتُ في لَيلِ الجَفا بَعدَ وَصلِها | |
|
| أُرَدَّدُ في نارِ الجَوى بَعدَ جَنَّتي |
|
إِذا أَخرَجتَني مِن لِظاها مَطامِعي | |
|
| أُعادُ بِيَأسي وارِداً نارَ خيفَتي |
|
فَكَم جَسَدٍ أَنضَجتُ في نارِ هَجرِها | |
|
| وَتُبَدِّلُن مِنهُ جَديداً لِشَوقَتي |
|
وَكَم كَرَّةٍ كَرَّت عَلَيَّ بُكورِها | |
|
| تُرَدِّدُني في دَورَةِ بَعدِ دَورَةِ |
|
وَحَزَّني عَلى ما فاتَ مِن زَمَني بِها | |
|
| يُقَطِّرُ أَجفاني بِتَصعيدِ زَفرَتي |
|
أَلَمَّت فَلَمَّت بِالأَسى شَعَثَ الأَسى | |
|
| فَأَخلَقَ تَجديدُ الأَسى ثَوبَ جَدَّتي |
|
وَأَشفَت بِما شَفَّت بِهِ الجِسمَ مِن ضَنّي | |
|
| عَذولي عَلى وُجودي وَلَم تَشِفِ غِلَّتي |
|
وَأَهدَت لِعَيني في المَنامِ خَيالَها | |
|
| يُعاتِبُ جَفني بِالكَرى بَعدَ هَجعَتي |
|
وَقالوا سَلَوتَ الحُبَّ قُلتُ | |
|
| أَعوذُ بِالغَرامِ مِنَ السَلوانِ إِلّا لِسَلوَتي |
|
فَساءَ فُؤادي بِالتَوَدُّعِ ساعَةً | |
|
| وَرَدَّ سُروري بِالوُعودِ الجَميلَةِ |
|
وَلَولا اِعتِلاقي في الهَوى بِوُعودِها | |
|
| لَما سَلَّمَت مِن لَوعَةِ البَينِ مُهجَتي |
|
دَنَت في عُلاها مِن حَضيضِ مَقامِيَ ال | |
|
| لَذي هَبَطَت نَفسي بِهِ بَعدَ رَفعَتي |
|
وَأَبدا عِتابي لُطفُها بي عَلى الرِضى | |
|
| بِوَعرِ الفَلا مِن بَعدِ ظَلِّ الأَظَلَّةِ |
|
وَلاحَت بِمَعناها لِعَينيَ صورَةً | |
|
| وَما اِقتَرَنَت عِندَ الظُهورِ بِصورَةِ |
|
وَما اِنتَقَلَت عَن كَونِ تَجريدِ ذاتِها | |
|
| وَإِن شوهِدَت في حِليَةٍ مِثلَ حِليَتي |
|
تَعَلَّبُ أَبصارَ الوَرى وَقُلوبَهُم | |
|
| إِذا اِستَتَرَت بَعدَ الظُهورِ بِغَيبَةِ |
|
لِيَعرِفَها في البَدوِ مَن كانَ عارِفاً | |
|
| وَيُنكِرُها ذو الجَهلِ أَوَّلَ مَرَّةِ |
|
وَتُظهِرُ في حالِ المُكافاةِ فَضلَها | |
|
| عَلى عَدلِها في مُستَحَقَّ العُقوبَةِ |
|
حَكاني عَلى طَورِ التَجَلّي صَفاؤُها | |
|
| فَكانَت لِعَيني في جَلا العَينِ جَلوَتي |
|
فَما شَهِدَتهُ العَينُ مَعنىً فَذاتُها | |
|
| وَمِن هَيئَةٍ فَهيَ المِثالُ لِهَيئَتي |
|
حَميتُ حِمى سَمعي بِها عَن عَواذِلي | |
|
| بِصِدقِ مُوالاتي لَها وَحِمِيَّتي |
|
وَعاصَيتُ فيها العاذِلاتِ وَلَيتَها | |
|
| عَلى بَعضِ ما أَمَّلتُ مِنها مُطيعَتي |
|
وَأَصبَحتُ مِن وَجدي بِها وَتَتَيُّمي | |
|
| أَرى عَبدَها في الحُبِّ مَولىً لِنِعمَتي |
|
وَوِفقاً غَدا قَلبي لَجامِعُ حُسنِها | |
|
| فَأَضحى لَها مَنّي تَفاصيلُ جُملَتي |
|
فَصُنتُ صَباباتي بِها عَن أَقارِبي | |
|
| وَأَخفَيتُ أَمراضي بِها عَن أَطبَتي |
|
وَما بُحتُ بِالمَستورِ تَحتَ خِمارِها | |
|
| إِلى مائِلٍ في الحُبِّ عَن نَهجِ مِلَّتي |
|
وَما الصَومُ في شَرعِ الهَوى غَيرُ صَونِ ما | |
|
| تَحَمَّلَ الحُبِّ عَن كُلَّ مَيِّتِ |
|
وَباعَدتُ فيها الأَقرَبينَ مَقارِباً | |
|
| عَلى حُبِّها أَهلَ الشُعوبِ البَعيدَةِ |
|
وَهاجَرتُ فيها الهاجَرَينِ لِحُسنِها | |
|
| وَواصَلتُ فيها المولِعينِ بِلَوعَتي |
|
وَجاهَدتُ فيها النَفسَ حَقَّ جِهادِها | |
|
| بِصَبري عَلى ما سَرَّها مِن بَلِيَّتي |
|
وَفي الصَومِ أَدَّيتُ الزَكاةَ لِأَهلِها | |
|
| وَفي شَعبِهِم أَخرَجتُ في الفِطرِ فِطرَتي |
|
وَقُمتُ بِأَحكامِ الفَرائِضِ ظاهِراً | |
|
| وَأَتبَعتُها بِالنَفلِ بَعدَ الفَريضَةِ |
|
وَوالَيتُ مَن والى ذَوِيَّها مُادِياً | |
|
| عَلى الحُبِّ مَن عادى وَلِيَّ وَلِيَّتي |
|
وَدُنتُ كَما دانَ الدُعاةُ لِحُسنِها | |
|
| بِخَلعِ التُقى فيها وَلَيسَ التَقِيَّةِ |
|
وَلَمّا تَمادَت بَينَنا مُدَّةُ النَوى | |
|
| وَضاقَت بِحالي في التَباعُدِ حيلَتي |
|
جَعَلتُ صَلاتي في الغَرامِ بِذِكرِها | |
|
| إِلى وَصلِها بَعدَ القَطيعَةِ وَصِلَتي |
|
وَطَهَّرتُ أَعضائي بِعِرفانِ مَن عَلى | |
|
| مَراتِبُهُم في عالَمِ العِشقِ دَلَّتِ |
|
وَوَجَّهتُ وَجهي في اِتِّجاهي لِوَجهِها | |
|
| فَمِن حَيثُ ما اِستَقَبلتُها فَهيض قِبلَتي |
|
إِلَيها أُصَلّي قانِتاً لِمُفيضِها | |
|
| بِأَسمائِها الحُسنى التَثَبُّتِ |
|
وَحينَ رَأى عُشّاقُ سَلمى تَسُنُّني | |
|
| بِسُنَّتِها صاروا كَما شِئتُ شيعَتي |
|
تَجَلَّت فَجَلَّت ظُلمَةَ السُخطِ بِالرِذى | |
|
| وَحَلَّت فَحَلَّت مُرَّ عَيشٍ أَمَرَّتِ |
|
فَأَقبَلَ إِقبالي بِها حينَ أَقبَلَت | |
|
| وَأَدبَرَت لِما أَدبَرَت وَجهُ لِذَّتي |
|
وَأَبدَت لَعَيني في دُجى السَترِ نارَها | |
|
| لَيَكشِفَ عَنّي نورَها حُجبُ غَفلَتي |
|
فَصِحتُ بِأَصحابي اِمكُثو عَلَّنا نَرى | |
|
| هَدانا عَلى الأَنوارُ مِن نارِ عَلوَةِ |
|
وَلَمّا نَزَلنا وادِيَ القُدسِ أَشرَقَت | |
|
| عَلَينا شُموسُ الإِنسِ مِن بَعدَ وَحشَةِ |
|
فَبَشِّرني بِالبِشرِ قَلبي وَعِندَما | |
|
| دَعَتني بِعَبدٍ صِرتُ مَولىص لِرِفقَتي |
|
فَلَبَّيتُ داعيها وَأَسرَعتُ نَحوَها | |
|
| وَجِئتُ صَحابي مِن سِناها بِجَذوَةِ |
|
وَما كُنتُ لضو لَم تَهدِني لِسَبيلِها | |
|
| بِمُهدي الهَدى لِلناسِ مِن بَعدِ ضَلَّةِ |
|
وَلَمّا وَرَجنا ماءَ مَدينَ حَبِّها | |
|
| وَجَدنا عَلَيهِ لِلهُدى خَيرَ أُمَّةِ |
|
يَذودونَ عَنهُ كُلَّ سالٍ عَنِ الهَوى | |
|
| وَيَسقونَ مِنهُ كَلَّ صَبٍّ بِصَبوَةِ |
|
فَنِلتُ بِهِم عَلّاً عَلى نَهلِ الهَوى | |
|
| وَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَفوزَ بِنَهلَةِ |
|
وَمَلتُ عَلى رِيٍّ إِلى الظِلِّ اِبتَغى | |
|
| غِنى الفَقرِ مِن ذاتِ العَطايا السَنِيَّةِ |
|
مَحُجَّبَةٌ لِمّا اِختَلَفَت بِجَلالِها | |
|
| عَنِ الوَهمِ أَبداها الجَمالُ لِمُلَتي |
|
وَما اِحتَجَبَت عَنّي بِغَيري وَلا بَدَت | |
|
| بِغَيرِ حِجابٍ عِندَما لي تَبَدَّتِ |
|
فَأَثبَتُ في مَحوِ العَيانِ عَيانُها | |
|
| بِنَفيِ حُدودِ الأَينِ في حالِ رؤيَتي |
|
وَأَشهَدني غَيبي حُضوراً وَغَيبَةً | |
|
| وَحاشا لَها مِن غَيبَةٍ بَعدَ حَضرَةِ |
|
وَلَكِن كَلالُ الطَرفِ بِالسَقمِ في الهَوى | |
|
| أَراني مَغيبي في شَهادَتِيَ الَّتي |
|
وَإِن ضِياءَ الشَمسِ عِندَ طُلوعِها | |
|
| لَمُحتَجِبٌ عَن كُلِ عَينٍ عَمِيَّةِ |
|
وَشاهِدُ عَيني في عَياني لَذاتِها | |
|
| كَذاتي شَهيدٌ في حُضورٍ وَغَيبَةِ |
|
وَإِن كَذَبَ النَفسَ العَيانُ لِعَينِها | |
|
| تَبَصَّرتُ في رُؤيا الكَرى بِرَوِيَّتي |
|
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللُطفَ مِنها دَنا بِها | |
|
| خَيالاً لِعَيني بِالكَرى بَعدَ هَجعَتي |
|
فَجَرَّدتُ مَعناها المُصَوَّرُ إِذا بَدا | |
|
| كَصُورَةِ حَدِّ الأَينِ عَن كُلِّ صورَةِ |
|
وَنَزَّهتُ عَن كَونِ المَكانِ كَيانَها | |
|
| وَأَوصافَها عَن رُؤيَةِ الحَدَثِيَّةِ |
|
وَأَعطَيتُ مَعناها التَقَدُّمَ في الهَوى | |
|
| عَلى نورِها المَوصوفُ بِالأَزَلِيَّةِ |
|
وَأَفرَدتُهُ مِن غَيرِ فَصلٍ وَلم أَقُل | |
|
| مَعَ الوَصلِ إِنَّ النورَ غَيرَ المُنيرَةِ |
|
أُقيمُ لَها وَجهَ الزَمانِ مُصَلِّياً | |
|
| بِتَوجيدِها في ذاتَها الصَمَدِيَّةِ |
|
وَأَثبَتُ في المِثلِ الظُهرورَ إِذا اِخ | |
|
| تَفى المِثالُ وَأَنفي مَزجَهث بِالهَوِيَّةِ |
|
وَأَنكَرُ مِن لَيلى الحُلولَ بِحَلَّةِ | |
|
| تَرحَلُها عَنّا مَطايا المَنِيَّةِ |
|
وَلَستُ كِمَن أَمسَى عَلى الحُبِّ كاذِباً | |
|
| مُضِلّاً لِأَصحابِ العُقولِ السَخيفَةِ |
|
يَمينُ عَلى الجُهّالِ مِن عُصبَةِ الهَوى | |
|
| بِنَسبَتِهِ في الحُبِّ مِن غَيرِ نِسبَةِ |
|
وَيوهِمُ وَصلاً مِن سُلَيمى وَقَد رَمى | |
|
| بِهِ التيهُ عَنها مُبعِداً بِالرَمِيَّةِ |
|
وَيَزعُمُ طَوراً أَنَّهُ عَينُ عَينُها | |
|
| وَيُنكِرُ طَوراً أَنَّها فيهِ حَلَّتِ |
|
وَيُمسي لَها عَبداً بِدَعواهُ في الهَوى | |
|
| وَيُصبِحُ مَولاها بِغَيرِ مَزِيَّةِ |
|
فَيَجمَعُ ما بَينَ النَقيضَينِ جَهلُهُ | |
|
| وَذاكَ مُحالٌ في العُقولِ الصَحيحَةِ |
|
وَيَعدِلُ عَن عَدلِ الهَوى بادٍ عائَهُ ات | |
|
| تِحاداً لِأَعيانِ الوُجودِ الكَثيرَةِ |
|
وَكَيفَ يَصِحُّ الإِتِّحادُ وَشاهِدُ ال | |
|
| عَيانِ عَلى الأَضدادِ بَعضُ الأَدِلَّةِ |
|
وَما الحَقُّ إِلّا ما أَقولُ فَإِن تُرِد | |
|
| زَوالَ الصَدى رُد في الغَرامِ شَريعَتي |
|
وَخُذ في الهَوى عَنّي حَديثَ هَوى الَّتي | |
|
| مُحسِنُها عَن أَلسُنِ الوَصفِ جَلَّتِ |
|
بَديعَةُ حُسنٍ دَقَّ مَعنى جَمالِها | |
|
| وَعَنها بَدَت كُلُّ المَعاني الدَقيقَةِ |
|
قَضى جودُها فَيضَ الوُجودِ فَأَظهَرَت | |
|
| مَشيئَتُها قِدماً حِجابَ المَشيئَةِ |
|
فَقامَ لَهُ مِن نورِهِ بابُ رَحمَةٍ | |
|
| بَدَت عَنهُ ذاتَ الرُتبَةِ الأَلفِيِّةِ |
|
فَكانَ بِهِ كَونُ النَقيبِ وَعَن سَنا | |
|
| نَقيبُ الهُدى صارَ اِنتِجابُ النَجِيبَةِ |
|
وَعَنهُ بَدا مُختَصُّ عالَمِ قُدسِها | |
|
| وَعَنهُ تُبَدّى مُخلِصٌ في المَحَبَّةِ |
|
وَمُمتَحَنُ الحُبِّ الَّذي كَونُهُ بَدا | |
|
| بِمَخلِصِها أَبدى الفُطورَ لِفِطرَتي |
|
وَأَتقَنَ بِالإِقدارِ مِن رَبَّةِ الخَبا | |
|
| صَنائِحَ ما شاءَت بِغَيرِ رُوِيَّةِ |
|
بِدَورٍ بَدَت مِن غَيرِ نَقصٍ لِهَديِنا | |
|
| إِلى عودِ أَعيادِ اللِقا كَالأَهِلَّةِ |
|
وَأَبدَت سِراراً في العُيونِ وَلَم تَزَل | |
|
| عَلى الأَوجِ في أُفُقِ البُروجِ العَلِيَّةِ |
|
وَلَم تَسكُنِ الأَجسامِ عِندَ ظُهورِها | |
|
| لِأَبصارِنا بِالصورَةِ البَشَرِيَّةِ |
|
وَلا خَذَلتُ بِالقَهرِ بَعدَ اِنتِصارِها | |
|
| وَلا عَجَزَت في ذاتِها بَعدَ قُدرَةِ |
|
أَدِلَّةُ قَلبي في هَوى مَن بِحُسنِها | |
|
| عَلى حُسنِها كُلُّ الأَدِلَّةِ دَلَّتِ |
|
وَلَو لَم تَكُن عَينَ الدَليلِ لِعَينِها | |
|
| وَحُجَّتِها لَم تُبدِ فيها مَحَجَّتي |
|
وَلَستُ دَعِيّاً بِاِنتِسابي إِلى الهَوى | |
|
| وَقَد ثَبَتَت عِندَ المُحبّينَ نِسبَتي |
|
فَإِن شِئتَ أَن تَحظى بِحَلَّ رُموزِما | |
|
| عَقدتُ عَلَيهِ في الغَرامِ عَقيدَتي |
|
فَلُذ بِأَمينٍ لِيَميلُ عَنِ الهَوى | |
|
| يُبِن لَكَ بَعدَ الغَيِّ رَشدَ طَريقَتي |
|
فَإِن تَغدُ مَولوداً لَهُ رُحتَ والِداً | |
|
| لِنَفسٍ بِمَفهومِ الغَرامِ تَزَكَّتِ |
|
وَمَن قَطَعَ الأَميالَ في حُبِّ عُلوَةٍ | |
|
| تَناهى إِلى ميقاتِ أَهلِ المَحَبَّةِ |
|
وَلِما يَنَل عِنَ الوِصالِ وِصالَها | |
|
| مُيَمِّمُها إِلّا بِعَقرِ المَطِيَّةِ |
|
وَما الحَجُّ في شَرعِ الهَوى غَيرَ صورَةٍ | |
|
| تُعَبِّرُ عَن كَونِ المَعاني الخَفِيَّةِ |
|
سَبيلَ الهُدى لِسالِكينَ سَبيلَهُ | |
|
| وَأَميالَهُ وَأَقمارِ شَمسِ الأُبُوَّةِ |
|
وَخَيرُ دَليلٍ لِلرَشادِ دَليلُهُ | |
|
| وَصُحبَتِهِ لِلمُهتَدي خَيرُ صُحبَةِ |
|
وَزادَ التُقى عِندَ المُحِبّينَ زادَهُ | |
|
| وَمَركوبُهُم فيها مَطايا العَزيمَةِ |
|
وَمَشعَرُهُ المَستورُ عَن غَيرِ شاعِرٍ | |
|
| بِما اِقتَرَحَتهُ بِالغَرامِ قَريحَتي |
|
وَفي حِجرِهِ حَجرٌ عَلى كُلِّ لائِذٍ | |
|
| بِهِ أَن يُوالي عُصبَةَ العَصَبِيَّةِ |
|
صَفاهُ صَفاءُ القَلبِ مِن كَدَرٍ بِهِ | |
|
| وَمَروتُهُ فيها كِمالُ المُروءَةِ |
|
وَزَمزَمَهُ ميمٌ طَميسٌ بِمائِها | |
|
| يَزيلُ الصَدى عَن كُلِّ نَفسٍ زَكِيَّةِ |
|
وَكَعبَتُهُ ميمٌ بِنارِ بَياضِها اس | |
|
| تَعَدَّت لِإِبصارِ الجَمالِ بَصيرَتي |
|
وَغايَتُهُ عَن غايَةِ الحُسنش ظاهِرٌ | |
|
| لِباطِنِهِ المَحجوبُ عِن كُلِّ مُقلَةِ |
|
وَإِنّي لَمِمَّن حَجَّ كَعبَةَ حُسنِها | |
|
| وَأَكمَلَت حِجّي في هَواها بِعُمرَتي |
|
وَفي عَرَفاتِ الوَصلِ عَرَّفَني الهَوى | |
|
| مَقامَ اِزدِلافي في الغَرامِ بِزُلفَتي |
|
وَإِنّي لَفي أَوجِ الغَرامِ بِحُبِّها | |
|
| وَإِن سَفَّهُ الجُهّالَ بي نَقصُ رُتبَةِ |
|