بَدَت لِعَيني بِالسُتورِ وَالكِلَل | |
|
| ثَمَّ اِختَفَت بِرَفعِها عَنِ المُقَل |
|
غَزالَةٌ بَينَ الصَريمِ وَاللَوى | |
|
| عَلَّمني الوَجدُ بِها نَظمَ الغَزَل |
|
بَذَلتُ فيها مُهجَتي وَلَيتَها | |
|
| تَقَبَّلَت مِنَ المَحِبِّ ما بَذَل |
|
تِلكَ الَّتي ما حَدُثَت صَبابَتي | |
|
| بِحُبِّها لَكِنَّها مِنَ الأَزَل |
|
واحِدَةُ الحُسنِ الَّتي عَن حُسنِها | |
|
| سارَت تَفاصيلُ الجَمالِ وَالجُمَل |
|
مَحجوبَةٌ يُظهِرُها حِجابُها | |
|
| كَالشَمسِ يَجلوها عَلى الطَرفِ الطَفَل |
|
لَيسَ لَها بِالحُسنِ مِثلٌ إِنَّما | |
|
| تَمَثَّلَت عِندَ الظُهورِ بِالمَثَل |
|
مَوصوفَةٌ بَينَ الوَرى وَحُسنُها | |
|
| تَحتَ النُعوتِ وَالصِفاتُ ما دَخَل |
|
مَلحوظَةُ الذاتِ بِعَينِ ذاتِها | |
|
| وَباطِنُ المَلحوظِ مِنها قَد جُهِل |
|
وَظاهِرُ الحُسنِ الَّذي باطِنُهُ | |
|
| ظاهِرُهُ باطِنُ حُسنٍ قَد كَمَل |
|
وَهيَ وَإِن بانَ لَنا جَمالُها | |
|
| عَنِ الكَيانِ بِالعَيانِ لَم تَزُل |
|
بَدَت بِخَمسٍ وَاِختَفَت بِخَمسَةٍ | |
|
| وَأَظهَرَت خَمساً بِها المُرتابُ ضَل |
|
هامَ بِها بَنيَ الظَلامِ وَالضِيا | |
|
| وَصَدَّ عَنها إِذا دَعَتهُ في الظُلَل |
|
وَما دَرى بِأَنَّ عَينَ حُسنِها | |
|
| بِالضالِ عَينُ حُسنِها بِذي الأَثَل |
|
خَلَّفَها مَن خَلفِهِ سافِرَةً | |
|
| وَأُمَّ مَعنىً مِن مَعانيها عَطِل |
|
وَفَرَّ عَنها إِذ دَعَتهُ وَاِنثَنى | |
|
| بِجَهلِهِ يَطلُبُها عِندَ الطَلَل |
|
فَاِعجَب بِهِ مِن عاشِقٍ مُغَفَّلٍ | |
|
| يَجهَلُ مِن ذاتِ الخِمارِ ما عَقَل |
|
فَاِبعُد بِهِ وانِحُ سَبيلي وَاِطَّرِح | |
|
| عَنكَ المَراءَ في الشُكوكِ وَالجَدَل |
|
وَاِسلَم كَإِسلامي لَها تَسلَم بِها | |
|
| في قَصدِها مِنَ العَناءِ وَالكَلَل |
|
وَإِن عَراكَ خَبَلٌ في قَصدِها | |
|
| فَاِتلُ أَساميها يَزُل عَنكَ الخَبَل |
|
وَعُذ بِها مِن غَفلَةٍ عَن أَمرِها | |
|
| في سَترِها تُعقِبُ في الكَشفِ الخَجَل |
|
وَاِعمَل بِمَسنونِ الهَوى في مِلَّتي | |
|
| وَاِرفُض فُروضَ غَيرِها مِنَ المِلَل |
|
وَاِسلُك سَبيلي في هَواها نَحوَها | |
|
| وَلا تَمَل دونَ الحِمى إِلى الطَلَل |
|
وَاِتَّخِذِ القَبيلَةَ شَطرَ وَجهِها | |
|
| فَهيَ لِأَهلِ العِشقِ مِن أَسنى القِبَل |
|
وَقُل إِذا قُمتَ إِلى صَلاتِها | |
|
| حَيَّ عَلى خَيرِ الصَلاةِ وَالعَمَل |
|
حَيَّ عَلى مَعرِفَةِ الحُسنِ الَّذي | |
|
| قَد وَهَبَ الحُسنَ لِرَبّاتِ الكِلَل |
|
وَجَهتُ وَجهي لِلَّتي جَمالُها | |
|
| عَن جِهَةِ الأَوصافِ بِالتَحديدِ جَل |
|
مُستَسلِماً مُسَلِّماً لِأَمرِها | |
|
| مُعتَصِماً بِحَبلِها مِنَ الزَلَل |
|
وَاِتلُ ثَناها راكِعاً وَساجِداً | |
|
| عَساكَ تَحظى بِالقُبولِ وَلَعَل |
|
وَدُم عَلى فِعلِ الصَلاةِ تَتَّصِل | |
|
| بِمَن إِلَيها بِالصَلاةِ قَد وَصَل |
|
لِأَنَّها مَعرِفَةُ السِرِّ الَّذي | |
|
| باطِنُهُ اِسمٌ عَلى مَعناهُ دَل |
|
وَصُم لَها بِالصَونِ لِلسِرِّ الَّذي | |
|
| حُمِّلتَ مِنها عَن جَهولٍ ما حَمَل |
|
تَحَظَ بِسِرِّ الصَونِ في سَبيلِها | |
|
| وَما عَلَيهِ مِن مَعانيها اِشتَمَل |
|
وَقَنِّعِ النَفسَ وَكُن مُذكِياً | |
|
| عَلى مَواليها بِما عَنكَ فَضَل |
|
تَزَكّو بِإِخراجِ الزَكاةِ فَتَجِد | |
|
| مَعنى الزَكاةِ سينَ ميمٍ ما اِنفَصَل |
|
وَزُر حِمىً حَلَّ بِهِ جَمالُها | |
|
| تَستَغنِ عَن حَثِّ السَرى إِلى الجَبَل |
|
وَلا تَزُر مَعهَدَ رَبعٍ قَد خَلا | |
|
| وَزُر حِمىً عَنهُ سَناها مَاِنتَقَل |
|
فَذَلِكَ الحَجُّ الَّذي إِن نِلتَهُ | |
|
| نِلتَ حَجّاً لَم تَنَلهُ بِالإِبِل |
|
وَاِجهَد عَلى مَرضاتِها النَفسَ وَكُن | |
|
| مُجاهِداً بِالسَيفِ فيها مِن عَدَل |
|
وَلا يُخيفَنَّكَ في طِلابِها | |
|
| بيضُ ظُبى الهِندِ وَلا سُمرُ الأَسَل |
|
وَلا يَصُدُّنَّكَ عَن مَورِدِها ال | |
|
| عَذبَ النَميرَ مَصَّةٌ مِنَ الوَشَل |
|
وَكُن لِما شَرَعتَهُ في حُبِّها | |
|
| مُتَّبِعاً مَطرَحاً عَنكَ الكَسَل |
|
تَرقَ إِلى الباطِنِ مِن ظاهِرِ ما | |
|
| شَرَعتُهُ فَعِندَما اِصمَت وَاِعتَزِل |
|
وَاِقطَع أَخا الجَهلِ وَصِل كُلَّ فَتى | |
|
| شَبَّ عَلى دينِ الغَرامِ وَاِكتَهَل |
|
مِن آلِ حَمدانَ الَّذينَ في الهَوى | |
|
| بِصِدقِهِم يُضرَبُ في الناسِ المَثَل |
|
خَزّانِ أَسرارِ الغَرامِ مَلجَأَ ال | |
|
| عُشّاقِ مِن أَهلِ الشِقاقِ وَالجَدَل |
|
قَومٌ أَقاموا سُنَنَ الحُبِّ الَّذي | |
|
| جاءَت بِهِ مِن عِندِ لَمياءَ الرُسُل |
|
تَلوا زُبورَ حُكمِها كَما أَتى | |
|
| وَرَتَّلوا فَرَقانَها كَما نَزَل |
|
أولَئِكَ القَومُ الَّذينَ صَدَّقوا ال | |
|
| حُبَّ فَفازوا بِالوِصالِ المُتَّصِل |
|
أَووا إِلى كَهفِ سُلَيمى فَجَنّوا | |
|
| مِن نَحلِها الزاكي بِها أَزكى العَسَل |
|
وَعَن سَبيلِ قَصدِها ما عَدَلوا | |
|
| وَلا أَجابوا دَعوَةً لِمَن عَذَل |
|
أَهلُ الوَفا وَالصِدقِ إِخوانُ الصَفا | |
|
| كَواكِبُ الرُكبانِ أَقمارُ الحِلَل |
|
دارُهُم لِلعاكِفينَ قِبلَةٌ | |
|
| وَتُربُ مَغناها مَحَلٌّ لِلقُبَل |
|
وَقَد حَوَت عِلماً وَحِلماً وَتُقى | |
|
| في طِيِّ أَمنٍ وَاِنخِلاعٍ وَجَذَل |
|
فَاِنزِل بِها إِن جِئتَ زَوّارَ الحِمى | |
|
| يا سائِقَ العيسِ فَدَع حَثَّ الإِبِل |
|
وَالثَم ثَرى مَن لي بِأَن أَلثُمَهُ | |
|
| نِيابَةً عَنِ الشِفاهِ بِالمُقَل |
|
وَطُف بِها سَبعاً وَقِف مُستَكنِفاً | |
|
| لَهيبَةَ العِزِّ بِها وَاِخضَع وَذُل |
|
وَاِستَجلِ بَدراً في حِماها لَم يَزَل | |
|
| عَن اِكتِمالِ حُسنِهِ مُنذُ اِكتَمَل |
|
وَاِجلُ قَذى عَينَيكَ مِن تُرابِها | |
|
| فَهوَ لِأَبصارِ القُلوبِ قَد صَقَل |
|
وَاِرغَب إِلى مُوافِقٍ في حُبِّها | |
|
| تَظفَر في التَوبَةِ مَعَ حُسنِ العَمَل |
|
فَهيَ لَنا ذاتُ العِمادِ فَإِلى | |
|
| عِمادِها الجَأ آمِناً مِنَ الوَجَل |
|
وَقُل سِلامُ اللَهِ في كُلِّ ضُحىً | |
|
| عَلَيكُم يا ساكِني هَذا المَحَل |
|
لَبَيكُمُ لَبَيكُمُ مِن مُغرَمٍ | |
|
| أَضَلَّهُ البُعدُ وَغَرَّتهُ السُبُل |
|
عَلَّلَهُ القَلبُ بِأَن يَصحَبَهُ | |
|
| بَعدَكُم حَتّى رَحَلتُم فَرَحَل |
|
وَحالَت وَالعَساءُ بَينَ قَلبِهِ | |
|
| وَبَينَهُ وَاِنقَطَعَت مِنهُ الحِيَل |
|
فَما اِرتَوى مِن بَعدِ غُدرانِكُم | |
|
| فُؤادي الصادي وَلَم يَلقَ البَلَل |
|
وَقَلَّ ما أَبقى الضَنا مِن جِسمِهِ | |
|
| وَإِن تَمادى هَجرُكُم يَفنى الأَقَل |
|
يُعَلِّلُ النَفسَ بِآمالِ اللِقا | |
|
| وَلَيسَ تَشفى بِالتَعاليلِ العِلَل |
|
ساقَ بِهِ إِلى السُياقِ قَلبُهُ | |
|
| وَعادَ عَنهُ نادِماً لَمّا فَعَل |
|
فَكانَ في أَفعالِهِ كَقاتِلٍ | |
|
| أَصبَحَ يَبكي رَحمَةً لِمَن قَتَل |
|
وَهَكَذا اِشرَح يا رَسولي قِصَّتي | |
|
| لِكُلِّ مَن عَن حالَتي مِنهُم سَأَل |
|
وَنادِ في ناديهِمُ مُبَلِّغاً | |
|
| رِسالَةَ المُشتاقِ بَلَغتَ الأَمَل |
|
وَقُل لَهُم عَبدَكُمُ الصَبُّ الَّذي | |
|
| ما حالَ عَن عَهدِكُم وَلَم يَحُل |
|
يَسِأَل وَصلاً وَصَلاةً مِنكُم | |
|
| تُقضى لَهُ مِن قَبلِ أَن يَقضى الأَجَل |
|
تُهدى لِكُلِّ مَلكٍ مُمَجَّدٍ | |
|
| مِن أَهلِها حاوي عِلمٍ وَعَمَل |
|