لَمّا دَعاني الهَوى مِن رَبَّةِ الكِلَلِ | |
|
| صَرفتُ عَمَّن سِواها نَحوَها أَمَلي |
|
وَجِئتُ أَقصِدَها في أَوضِحِ السُبُلِ | |
|
| حَتّى إِذا شارَفَت بي قادَةُ الإِبِلِ |
|
نَجداً بَدَت نارُها عَن يُمنَةِ الجَبَلِ
|
فَظَنَّ صَحبي أَن دونَ الضِرامِ رَدى | |
|
| فَهَوَّموا وَقَصَدتُ النارَ مُنفَرِدا |
|
وَقَد تَيَقَنتُ في تَأميمِها رَشَداً | |
|
| وَفي اِقتِرابي لَها مِنها سَمِعتُ نِدا |
|
عَن جانِبِيَّ وَمِن خَلفي وَمِن قُبَلي
|
فَأَكثَرُ الصَحبَ مِن دونِ الحِمى وَقَفوا | |
|
| وَأَنكَروا بِاللِوى ما البَنقا عَرَفوا |
|
وَموهوا بِهَوى لَيماءَ وَاِنحَرَفوا | |
|
| عَنِ الطَريقِ وَلَم يَدروا بِمَن كَلِفوا |
|
فَعَوَّضوا بَعدَ طولِ الكَدِّ بِالقَفلِ
|
وَأَصبَحوا في مَدارٍ كُلَّما اِحتَمَلوا | |
|
| داروا وَفي دارِهِم دونَ الصَفا نَزَلوا |
|
دارٌ بِها الهَونُ وَالأَلآمُ وَالخَبَلُ | |
|
| لِأَنَّهُم عَن مَصاعي عَدلِها عَدَلوا |
|
مِن حَيثُ ضَلّو عَن الإِتيانِ في الظُلَلِ
|
راموا الوِصالَ وَعَن أَبوبِها اِنقَطَعوا | |
|
| وَجاحَدوا ما رَأَو مِنها وَما سَمِعوا |
|
فَغودِروا فِرَقاً مِن بَعدِ ما اِجتَمَعوا | |
|
| وَبِالدَعاوي عَلَيها ضَلَّةً رَجِعوا |
|
يُغوونَ عَن نَهجِها السُلّاكَ بِالحِيَلِ
|
فَاِبعِد بِهِم وَبِنَهجي في هَواكَ لُذِ | |
|
| وَبِاِسمِ وَجدي مِن شَرِّ الغُواةِ عُذِ |
|
وَاِصحَب لِمَن بِلَبّانِ الواجِدينَ غُذي | |
|
| وَخُذ أَوامِرَها في الحُبِّ مُتَّخِذي |
|
تُشهِدكَ شَمسُ ضُحاها الظُهرُ بِالطَفَلِ
|
فَتَغتَدي بِنَهارٍ لَيسَ يَغشاهُ | |
|
| لَيلٌ بِظِلٍّ لِلَيلى طابَ مَأواهُ |
|
لَم يَضحَ عَبدٌ بِهِ أَضحى وَمَولاهُ | |
|
| بِاللُطفِ مِنهُ تَوَلّاهُ وَوَلّاهُ |
|
وِلايَةً لَم يَكُن عَنها بِمُنعَزِلُ
|
سَرَت بِرحي إِلَيها بَعدَ ما أَسرَت | |
|
| وَسَرَّتِ الهَمَّ عَن قَلبي غَداةَ سَرَت |
|
وَمِن طَوِيِّ الثَرى لي في العُلى نَشَرَت | |
|
| وَأَظهَرَتني بِها لي عِندَما ظَهَرَت |
|
وَبِالمُنى آمَنتُ نَفسي مِن الوَجَلِ
|
في بَرقِ مَبسِمِها لَمّا أَضاءَ مَشَوا | |
|
| وَحينَ أَظلَمَ عَن نَهجِ السَبيلِ عَشوا |
|
وَاِستَغشَأوا مِن دُعاها ما عَلَيهِ نَشوا | |
|
| مِن رَفضِها وَبِمُستَنِّ الغَرامِ وَشوا |
|
إِلى عَداها بِزَورِ القَولِ وَالخَطَلِ
|
قالوا بِأَرخَصِ قَولي في هَواهُ غَلا | |
|
| جَهلاً بِمَن عَن مَقالِ الواصِفينَ عَلا |
|
وَلَو رَأَوا بَعضَ ما مِنهُ عَلَيَّ جَلا | |
|
| في لا وَلا ما رَأَوا إِلّا وَلّاهُ وَلّا |
|
وَبِالبَرا بانَتِ العُذّالُ عَن عَذَلي
|
إِن غابَ بِيَ الطَرفَ عَنهُ في تَحَجُّبِهِ | |
|
| فَالقَلبُ مِنّي لَهُ أَضحى الشَهيدَ بِهِ |
|
وَلا وَبَردٍ حَمى صَدري بِمَشرَبِهِ | |
|
| ما زاغَ قَلبي عَنهُ في تَقَلُّبِهِ |
|
لِناظِري في خِيامِ الحَيِّ بِالحِلَلَ
|
حَديثُ وَجدي قَديمٌ في مَحَبَّتِهِ | |
|
| وَسامِراً لي غَدا في لَيلِ غَيبَتِهِ |
|
وَلَم يَزَل ذاكِراً لي عَهدَ صُحبَتِهِ | |
|
| مُنَعِّماً في الكَرى طَرفي بِرُؤيَتِهِ |
|
فَلَيتَهُ يَقظَةً لي جادَ بِالأَمَلِ
|
لَم يَستَزِر طَيفَهُ لَيلاً سِوى سَهَري | |
|
| وَلا جِلاهُ عَلى عَيني سِوى فِكَري |
|
وَغَيبُ قَلبي الَّذي أَهواهُ بِالخَبَرِ | |
|
| هُوَ حاضِرٌ بِعِياني وَهوَ مُنتَظِري |
|
لِرَدِّ بالي بِإِبلالي مِنَ العِلَلِ
|
دَعِ الجِدالَ وَخَلِّ الفِسقَ وَالرَفَثا | |
|
| إِذا حَجَجتَ إِلَيهِ وَاِغسُلِ الحدَثا |
|
وَاِحرِم بِرَفضِ غَوِيٍّ بِالفَسادِ عَثا | |
|
| وَاِجدُد إِلى الجَدِّ وَاِترُك دونَهُ العَبَثا |
|
تَفُز بِحَلٍّ وَوَصلٍ غَيرِ مُنبَتِلِ
|
طَريقَتي في غَرامي لَيسَ يَعرِفُها | |
|
| عَلى الحَقيقَةِ إِلّا مَن تَعَرَّفَها |
|
مِمَّن لَهُ رَبُّها في البَدو عَرَّفَها | |
|
| وَلَم يُذِعها إِلى غَمرٍ يُحَرِّفَها |
|
عَن عَينِها ثُمَّ يُلقيها إِلى السُفَلِ
|
طاروا إِلَيها فَلَمّا أَن عَلَوا هَبَطوا | |
|
| وَفي الصَوابِ بِظَنٍّ مِنهُمُ غَلِظوا |
|
وَعِندَما عَدَّلوا عَن نَهجِها قَسَطوا | |
|
| فَأَصبَحوا تَحتَ قَبضٍ بِعدَما اِنبَسَطوا |
|
في الجاهِ وَالمالِ وَالأَخدانِ وَالخُوَلِ
|