شاغِلِ القَلبَ هَوى عَذبِ اللُمَي | |
|
| عَن هَوى لَيلى وَعَن حُبِّ لُمَي |
|
بَدرُ تَمٍّ طَلَعَةِ الشَمسُ لَمّا | |
|
| لاحَ مِم غُرَّتِهِ في الحُسنِ فَي |
|
وَإِذا ما عَمَّها مِنهُ سَنى | |
|
| تَغتَدي كَالخالِ في وَجهِ السُمَي |
|
ساحِرُ الأَجفانِ يَحكي أَسَداً | |
|
| وَغَزالاً وَمَهاةَ وَظُبَي |
|
وَهِلالاً ثُمَّ يَبدو قَمَراً | |
|
| ثُمَّ بَدراً وَظَلاماً وَضُوَي |
|
وَصَفاهُ واصِفٌ في ناظِرِ ال | |
|
| كَهلِ كَهلاً وَفُتَيّاً لِلفَتَي |
|
وَعَنِ الحالِ الَّتي كانَ بِها | |
|
| لَم يَحُلهُ كَونُهُ في حِليَتَي |
|
ذو وَعيدٍ بِالقِلى يُخلِفُهُ | |
|
| مِنهُ وَعدٌ بِاللِقا ما فيهِ لَي |
|
قُلتُ لِلائِمِ فيهِ بِالرُشى | |
|
| لَستُ أَسلو عَن هَوى هَذا الرُشَي |
|
وَإِلى أَيِّ هَوىً أَبغي تُرى | |
|
| حِوَلاً ما عِشتُ عَن هَذا الهُوَي |
|
وَهوَ لي فَوقٌ وَتَحتٌ وَوَراً | |
|
| وَأَمامٌ وَجَليسٌ عَن يَدَي |
|
وَلِما فيهِ لِقَلبي شَفَّني | |
|
| مَن لَمى فيهِ شِفاءٌ وَدُوَي |
|
وَلَهُ مِنّي وَلاءٌ وَبَرا | |
|
| في إِباءٍ حُبُّهُ مِن أَبَوَي |
|
أَعحَمِيُّ الأَصلِ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| بِلِواءِ العَرَبِ وافى بِلُؤَي |
|
وَاِنثَنى في بَيتِ كَعبٍ كَعبَةً | |
|
| أُمَّها طَوعاً لَهُ آلُ عُصَي |
|
وَإِلى أُمِّ القُرى أُمَّ القُرى | |
|
| مِن أَقاصي الأَرضِ في دارِ قُصَي |
|
وَرِجاً وَعَلى ضُمَّرِهِم | |
|
| جاءَهُ مِن كُلِّ حَيٍّ كُلُّ حَي |
|
فَبِمَغناهُ تَوَخَّتني المِنى | |
|
| بَعدَ فَقري بِالغِنى عَن رَحلَتَي |
|
مُذهِبُ الخَوفِ عَن الخَيفِ وَمَن | |
|
| فَلَّ جَيشُ الفيلِ صَرعى في الوُدَي |
|
مُرسِلُ النورِ إِلى أَبياتِهِ | |
|
| داعِياً يُرشِدُهُم مِن بَعدِ غَي |
|
حَلَّ بِالجَزعِ فَحَلّى دَوحَهُ | |
|
| وَسَقى مِنهُ النَدا ذاكَ النُدَي |
|
فَمُحَيّاهُ حَبا الضَوءَ الأَضى | |
|
| وَحَيّاهُ أَلبَسَ الوَشيَ الأَشِي |
|
وَبِطيبِ النَشرِ مِنهُ أَصبَحَت | |
|
| طيبَةٌ تُطو إِلَيها الأَرضُ طَي |
|
وَثَناياهُ الَّتي أَبدَت لَنا | |
|
| مِنهُ ما أَخفَت ثَنِيّاتُ اللُوَي |
|
وَإِلَيهِ يُرشِدُ الرَكبَ إِذا | |
|
| شَذَّ عَنهُ النورُ مِنهُ وَالشُذَي |
|
وَمُحَيّاهُ حَمِيّايَ بِهِ | |
|
| وَعَلى الأَقسامِ أَعلى قِسمَي |
|
ما ثَنى عَطفي عَلى أَعطافِهِ | |
|
| في قُباهُ بِقُبا رَدُّ الرُدَي |
|
وَهَواهُ تَركُ الأَتراكِ بِالن | |
|
| نوقِ تَهوي نَحوَ جيرانِ النُقَي |
|
وَاِستَرامَ الرومَ عَن مَورِدِها | |
|
| تَستَميحُ الرَيَّ مِن غَدرانِ طَي |
|
وَإِلى سَلعٍ وَنَجدٍ عَطَفَ ال | |
|
| فُرسَ عَن قَمِّ وَبَلخٍ وَخُوَي |
|
وَإِلَيهِ الهِندُ عَن قُبَّتِها | |
|
| نَهَدَت تَطلُبُهُ عِندَ الخُبَي |
|
وَاِستَهامَ الصينُ عَن أَنهارِها | |
|
| بِسَرابٍ ظَنَّهُ الظامي مُوَي |
|
فَسَعى جَداً فَلَمّا جاءَهُ | |
|
| وَجَدَ النارَ بِهِ لَم تُبقِ شَي |
|
وَرَأى المَوتَ لَدَيهِ فَاِنثَنى | |
|
| مَيِّتاً في مَهمَهٍ ما فيهِ حَي |
|
فَقَضى حَقَّ هَواهُ إِذا قَضى | |
|
| فَعَلَيهِ نادِ في الأَحياءِ حَي |
|
هَكَذا إِن شِئتَ أَن تَحيا فَمُت | |
|
| أَو فَعِش مِيتاً شَقِيّاً يا غُبَي |
|
قُبلَةٌ مِن تُربِ أَرضٍ مَسُّها | |
|
| شِفاءٌ وَهيَ أَرضى قِبلَتي |
|
وَبِهِ قَيدي ثَناني مُطلَقاً | |
|
| وَسَراةُ الناسِ أَسرى في يَدَي |
|
وَبَوَجدي فيهِ إِذ ضَيَّعَني | |
|
| عَن وُجودي دَلَّني مِنّي عَلَي |
|
وَالَّذي مِنهُ بِهِ هامَ الوَرى | |
|
| أَثَراً عَيشاً بَدا في بُقلَتَي |
|
فَجَلا عَن ناظِري الكَوكَبِ وَالبَد | |
|
| رِ وَالشَمسُ بِهِ كَشفُ الغُطَي |
|
وَنَفى مُحدَثَ ما شاهَدتُهُ | |
|
| قِدَمٌ ثَبَّتَ فيهِ قَدَمَي |
|
فَلِذا أَصبَحَ إِثباتي لَهُ | |
|
| بِعَياني نَفيُ ما في ناظِرَي |
|
وَالَّذي شاهَدتُ مِنهُ ظاهِراً | |
|
| باطِناً أَصبَحَ بي في مَظهَرَي |
|
شَرقُهُ الغَربِيُّ أَهداني إِلى | |
|
| غَربِهِ في شَرقِهِ في مَشهَدَي |
|
وَتُرَوّي فِكري في مَشهَدِ ال | |
|
| غَيبِ مِنهُ عَنهُ أَقصى رُؤيَتَي |
|
وَأَراني أَنَّ ما شاهَدتَهُ | |
|
| عَلَمٌ ظِلٌّ لِما في عَلَمَي |
|
وَلَقَد باسَطَني في خِلوَةٍ | |
|
| أَصبَحَ البُسطُ بِها في قَبضَتَي |
|
فَشِهِدتُ النَشأَةَ الأَولى بِها | |
|
| فَاِنتَفى عَنّي المِرا في نَشأَتي |
|
وَتَفاوَضنا حَديثاً حَسَدَت | |
|
| كُلُّ أَعضائي عَلَيهِ أُذُنَي |
|
وَبَدا لِيَ الغَيبُ مِنهُ بِالغَضا | |
|
| بِالرِضى بَعدَ الثُرَيّا بِالثُرَي |
|
وَأَجَدَّ الوَجدُ لِاِدِّكارِهِ | |
|
| لِيَ مَنسِيَّ الأَماني بِمُنَي |
|
قُلتُ هَل عوداً لِأَعيادِ الصَفا | |
|
| قالَ كَي تَقضي وَتَقضي أَجَلَي |
|
قُلتُ كَي تَشتَفي الآلامَ مِن | |
|
| جَسَدي يُشفى فُؤادي قالَ كَي |
|
قُلتُ بَعدَ القُربِ ما أَبعَدَني | |
|
| عَنكَ قالَ الشَكُّ وَالرَدُّ عَلَي |
|
قُلتُ فَالتَوبَةُ تَمحو زِلَّتي | |
|
| قالَ لِلأَوبَةِ في الرَجعى تَهَي |
|
وَسَأُبدي حِجَّتي بالِغَةً | |
|
| بِنِداءٍ ظاهِرٍ مِن حُجَّتَي |
|
وَتَرى غَيبِيَ في مَشهَدِهِ | |
|
| بَضُحىً يَرفَعُ أَستارَ الدُجَي |
|
يَومَ لا نَفَعُ إيمانُ اِمرِئٍ | |
|
| بِيَ لَم يَستَجلِني في جَلوَتَي |
|
قُلتُ غَيباً لَكَ كُلٌّ شَهِدوا | |
|
| قالَ باغٍ شاهِدُ الغَيبِ لِدَي |
|
قُلتُ ما أَغناكَ عَن عِرفانِهِم | |
|
| قالَ ما أَفقَرَهُم فيهِ إِلَي |
|
قُلتُ فَالتَكليفُ ما أَوجَبَه | |
|
| قالَ تَكليفي أَعلى نِعمَتَي |
|
إِذا بِهِ الجاهِلُ يُضحي عالِماً | |
|
| وَبِزاكي أَجرُهُ يُمسي زَكَي |
|
قُلتُ ما الحِكمَةُ في تَعذيبِهِم | |
|
| قالَ عَدلاً حَقُّهُ ما فيهِ لَي |
|
قُلتُ فَالرَحمَةَ يا مَن وَسِعَت | |
|
| سِعَةُ الرَحمَةِ مِنهُ كُلَّ شَي |
|
قالَ لَولا نَشرُها ما اِنبَسَطَت | |
|
| بَعدَ بَسطِ الظُلمِ فيها نَفسُ حَي |
|
قُلتُ مَولايَ مِنَ العَدلِ اِعفِني | |
|
| وَاِرضي بِالفَضلِ مُمتَنّاً عَلَي |
|
قالَ أَسلِم لي وَمِن ناري اِقتَبِس | |
|
| وَاِنصُرِ الصابِئِ وَالهودَ إِلَي |
|
وَعَنِ الإِشراكِ بِالتَوحيدِ لي | |
|
| بِن وَبِالإِحسانِ عامِل والِدَي |
|
وَبِأَيتامي اِحتَفِظ وَاِرغَب إِلى | |
|
| صَفوَةٍ حَلّوا بِأَكنافِ الصُفَي |
|
وَاِحجُجِ البَيتَ وَطُف سَبعاً بِهِ | |
|
| وَاِقضَ فَرضي فيهِ وَاِقصِد عَلَمَي |
|
وَعَنِ اللاتِ إِلى الذاتِ اِقتَرِب | |
|
| ساجِداً لي فَهيَ أَقصى مَسجِدَي |
|
وَإِلى العِزَّةِ لا العِزّى أَنِب | |
|
| قانِتاً لي فِهيَ أَبهى صِفَتَي |
|
وَمُناةَ الرَجسِ عَن داري اِقصِها | |
|
| وَمِنَ الأَوثانِ طَهِّر كَعبَتَي |
|
وَصَلاةَ اللَيلِ لا تَسهُ عَنِ ال | |
|
| فَرضِ فيها فَهيَ القُربى إِلَي |
|
وَبِصَونِ السِرِّ صُم عَمرُكَ لي | |
|
| وَاِخفِني قَبلَ الدُعا عَن داعِيَي |
|
وَاِقصِ مالاً ما تَزَكّى دَهرَهُ | |
|
| بِالغِنى بي عَنهُ كَي تَدنو زَكِي |
|
وَإِذا هاجَرتُ مَن هاجَرَني | |
|
| بِالَّذي أَظهَرتَ لي زِيّاً بِزِي |
|
وَاِجفُ مَن لي وُدَّ نَدّاً نَصَبوا | |
|
| وَتَداعوا هُبُلاً أُعلي عَلَي |
|
وَرَأَوا تَحريمَ ما حَلَلتُهُ | |
|
| وَاِستَباحوا حُرَمي في حَرَمي |
|
وَعُيونَ السوءِ لا تَقرَ بِها | |
|
| فيها ما يَشوِيَ الأَكبادِ شَي |
|
وَحَرامَ المالِ لا تَسعَ لَهُ | |
|
| فَبِهِ الكانِزُ يُكوى أَيَّ كَي |
|
وَاِرفُضِ البِدعَةَ وَالسُنَّةَ لا | |
|
| تَعدُها عَدواً تَلَظّى بِلُظى |
|
وَاِغدُ مُؤتَمّاً بِصِدّيقِ بَني | |
|
| تيمَ وَاِبغِ الحَجِرَ تَلَظّى بِلُظى |
|
وَبِعُثمانَ إِلى وَجهي اِتَّجِه | |
|
| يَتَسَنّى لَكَ مِن وَجهي السُنَي |
|
وَعَلِيٌّ بابُ جَنّاتِ العُلى | |
|
| فَأتِ مِنهُ بِجَنِ داني جَنَّتَي |
|
فَعَلى جَمعِهِمُ في جامِعي | |
|
| كُلَّما صَلَّيتَ لي صَلَّ وَحَي |
|
وَمَتى فَرَّقتَهُم فارَقتَهُم | |
|
| بِالتَعامي مائِلاً عَن مِلَّتَي |
|
وَشُهودي آلُ مِقدادٍ وَمِن | |
|
| مِنهُم زَيدٌ وَمَن مِنهُم أُبَي |
|
وَشُموسُ المَلَإِ الأَعلى وَأَق | |
|
| مارَهُ أَسما وَأَروى وَرَقَي |
|
وَأُمُّ إِسحاقَ وَسُؤلي زَينَبٌ | |
|
| وَالمُنى ذاتُ الحَيا بِنتُ حُيَي |
|
مَن فُؤادي عَن هَواهُم ما صَبا | |
|
| وَبِهِم مازالَ مُذ كُنتُ صَبَي |
|
وَلِعَمري مَن تَواخاهُ الهَوى | |
|
| كَتَواخِيَّ لَهُم كانَ أُخَي |
|