لَوَ أَنَّكَ شاهَدتَ الصَبا يا اِبنَ بَوزَلٍ |
بِفَرعِ الغَضا إِذ راجَعَتني غَياطِلُه |
بِأَسفَلَ خَلِّ المِلحِ إِذ دينُ ذي الهَوى |
مُؤَدّى وَإِذ خَيرُ الوِصالِ أَوائِلُه |
لَشاهَدتَ يَوماً بَعدَ شُحطٍ مِنَ النَوى |
وَبَعدَ ثَنائي الدارَ حُلواً شَمائِلُه |
وَيَوماً كَإِبهامِ القَطاةِ مُزَيَّناً |
لَعَيني ضَحاهُ غالِباً لِيَ باطِلُه |
بِنَفسِيَ مَن لَو مَرَّ بَردُ بَنانِهِ |
عَلى كَبِدي كانَت شِفاءً أَنامِلُه |
وَمَن هابَني في كُلِّ شَيءٍ وَهِبتُهُ |
فَلا هُوَ يُعطيني وَلا أَنا سائِلُه |
إِذا ما رَآني مُقبِلاً غَضَّ طَرفَهُ |
كَأَنَّ شُعاعَ الشَمسِ دوني تُقابِلُه |
أَلا حَبَّذا عَيناكِ يا أُمَّ شَنبَلٍ |
إِذا الكُحلُ في جَفنَيهِما جالَ جائِلُه |
فَداكِ مِنَ الخِلّانِ كُلُّ مُمَزَّجٍ |
تَكونُ لِأَدنى مَن يُلاقي وَسائِلُه |
فَرُحنا تَلَقّانا بِهِ أُمُّ شَنبَلٍ |
ضُحَيّا وَأَبكَتنا عَشِيّاً أَصائِلُه |
وَكُنتُ كَأَنّي حينَ كانَ كَلامُها |
وَداعاً وَخِلّى موثِقُ العَهدِ حامِلُه |
رَهينٌ بِنَفسي لَم تُفَكُّ كُبولُهُ |
عَنِ الساقِ حَتّى جَرَّدَ السَيفَ قاتِلُه |
فَقالَ دَعوني سَجدَتَينِ وَأَرعَدَت |
حَذارَ الرَدى أَحشاؤُهُ وَمَفاصِلُه |