تَعَجَّبُ جارَتي لَمّا رَأَتني | |
|
| كَذاتِ النوطِ مَخدِرَتي جِراحي |
|
كَأَنَّكِ لَم تَرَي قَبلي أَسيراً | |
|
| يُقادُ بِهِ عَلى جَمَلٍ رَداحِ |
|
عَلى آثارِ أَحمِرَةٍ وَفِرقٍ | |
|
| تُقَسَّمُ بَينَ أَغوِلَةٍ شِحاحِ |
|
فَلَمّا أَنزَلوني كُنتُ حُرّاً | |
|
| أُجالِدُهُم لَدى كَفَلِ الجَناحِ |
|
تَعاوَرَهُ الرِجالُ فَأَنزَلوني | |
|
| عَنِ الفَرَسِ المُطَهَّمَةِ الوَقاحِ |
|
فَلَمّا أَن كُثِرتُ وَغابَ قَومي | |
|
| أُسِرتُ إِسارَ مُحتَبَلِ البَراحِ |
|
رَأَوني مُفرَداً فَتَناذَروني | |
|
| وَما صَدَعَت كُماتُهُم جِماحي |
|
وَقَد رَوَّعتُهُم قِدماً بِخَيلٍ | |
|
| جَوانِفَ في الأَعِنَّةِ كَالسَراحِ |
|
إِذا بَلَّت أَعِنَّتَها بَناني | |
|
| خَرَجنَ بِنا نَواشِطَ كَالقِراحِ |
|
وَلَو أَنّي جَمَعتُ لَهُم شَواري | |
|
| عَلى نَهدٍ مَراكِلُهُ شَناحِ |
|
لِأَنكَرَني الَّذينَ تَبادَروني | |
|
| عَلَيَّ مَفاضَتي وَمَعي سِلاحي |
|
كَأَنَّ عَدِيَّهُم حَولي عُبابٌ | |
|
| تَغَطمَّطَ في قَموسِ البَحرِ ضاحي |
|
وَغابَ حَلائِبي وَبَقيتُ فَرداً | |
|
| أُماصِعُهُم وَنَهضُكَ بِالجَناحِ |
|
فَما أَدري وَظَنّي كُلُّ ظَنٍّ | |
|
| أَيُسلِمُني بَنو البَرءِ اللِقاحِ |
|
فَتَقتُلَني بَنو خَمرٍ بِذُهلٍ | |
|
| وَكِدتُ أَكونَ مِن قَتلى الرِياحِ |
|
وَظَنّي أَن سَتَشغَلُكَ النَدامَى | |
|
| غُدُوُّهُم إِلَيكَ مَعَ الرَواحِ |
|
تُغَنّيكَ الحَمامَةُ كُلَّ فَجرٍ | |
|
| عَلى التُكَآتِ في النُجُبِ الصِباحِ |
|
إِذا فارَقتَ نَدماناً بِلَيلٍ | |
|
| تُواعِدُهُ لِقاءَكَ ذا صَباحِ |
|
وَإِنَّ أَخاكَ إِن غُيِّبتَ عَنهُ | |
|
| يَغَصُّ بِنُغبَةِ الماءِ القَراحِ |
|
فَلَو كُنتَ الأَسيرَ وَلا تَكُنهُ | |
|
| لَزُرتُهُم بِمُرتَجَفِ النَواحِ |
|
فَإِن لَم يُطلِقوا مِنكُم أَسيراً | |
|
| فَقودوا الخَيلَ أَسفَلَ مِن رَباحِ |
|
وَلا يَردَعكُمُ شَفَقٌ عَلَينا | |
|
| فَبَعضُ القَودِ أَدنى لِلنَجاحِ |
|
وَإِنَّ القَودَ بَعدَ القَودِ يَشفي | |
|
| ذَوي الأَضغانِ مِن لَهَبِ الأُجاحِ |
|