أَلا يا لِهَمدانٍ فَجِدّوا وَشَمِّروا |
فَقَد ضافَكُم في القَومِ إِحدى الكَبائِرِ |
وَنادوا مُراداً ثُمَّ زُمّوا سِلاحَكُم |
وَضُمّوا جِيادَ الخَيلِ ضَمَّ المُكاثِرِ |
فَإِنّي أَرى قَوماً أَقادوا نُفوسَهُم |
وَصاحِبُهُم فيما يُرى أَيُّ غادِرِ |
وَنادوا سَحارا يا لكَعبُ سَراتِكُم |
فَلَيسَ جَهولٌ بِالأُمورِ كخابر |
فَفي حِميَرٍ أَربابُ مُلكٍ وَنَخوَةٍ |
جَبابِرَةٌ ما فَوقَها مِن جَبابِرِ |
وَنادوا زُبَيداً غابَ عَنها زَعيمُها |
وَما هُوَ فيها مُذ أَجالَ بِصادِرِ |
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي عَدِيّاً رِسالَةً |
وَيُخبِرهُ عَنّي وَلَستُ بِحاضِرِ |
بِأَنَّكُم أَمكَنتُمُ مِن نُفوسِكُم |
وَفي عَقِبِ الأَيّامِ السَرائِرِ |
بَني مازِنٍ هَلّا عَذَلتُم أَخاكُم |
وَقُلتُم لَهُ قَولَ الشَفيقِ المُحاذِرِ |
هَلُمَّ وَلا تَطرَح يَدَيكَ إِلى العِدى |
فَتوعِبَ أُذنٌ بَعدَ جَدعِ المَناخِرِ |
فَإِن تَسلَموا مِنّا نَرَ الأَمرَ مُقبِلاً |
وَإِن تَعطَبوا نَثأَر بِبيضٍ بَواتِرِ |
وَكُلِّ رُدَينِيٍّ أَصَمَّ عَنَطنَطٍ |
يَلوحُ كنَجمٍ في المَجَرَّةِ زاهِرِ |
وَالجوفِ مِن هَمدانَ ما عادَلَ الحَصا |
فَوارِسُ هَيجٍ غَيرُ ميلٍ عَواوِرِ |
إِذا اِستَلأَموا شُبّاكَهُم فَتَواثَبوا |
كَمُردَفِ عِقبانِ الشُرَيفِ الكَواسِرِ |
وَتَنظرُ أَهلُ الظاهِرَينِ رَديفَهُ |
فَمِن بَينِ ذي دِرعٍ وَمِن بَينِ حاسِرِ |
كَأَنَّ عَزيفَ الجِنِّ بَينَ قِسِيِّهِم |
إِذا ضَبَحَت بِالمُحصَداتِ الجَبائِرِ |