سقى الله سوحا منبتي من جنابها |
وبارك في قطانها ورحابها |
وسحت شآبيب الرضا ببشامها |
ولافتئت مغبوطة بشبابها |
فرغت لها من كل هم وإن نأت |
وخلفت نفسي لا تريم ببابها |
وان ارتباط النفس في عرصاتها |
شهود يريح النفس بين إغترابها |
وكيف سلوي وارتياحي بغيرها |
وعنبرة الاكوان نفس ترابها |
اهابت بشكواها إلينا افتقادنا |
وفيها إلينا فوق اضعاف ما بها |
اذا لاح برق اوقدت في جوانحي |
لواعج تنسى النار لفح اهابها |
ولم تقدم الشكوى شرارة مهجتي |
ونيران شواق النفس ملء اهابها |
ولكن شكوى الحب للحب بثه |
مزيد تباريح الجوى في عذابها |
بنفسي من تشكو إلى ذي صبابة |
وليت النوى طارت مطار غرابها |
بحكم بنات الدهر فارقت إلفها |
وسلني عنها لم اضق عن جوابها |
بهن تركت الالف رغما وانه |
لترك حياة النفس بين شعابها |
خليلي شان الدهر بين مشتت |
فما الفة الاثنين الا اغتنا بها |
ولولا ولوع الدهر بالبين لم تزل |
يتيمة هذا البحر تحت عبابها |
ولا رجعت فوق الفنون حنينها |
هتوف شجتها مثلها بغيابها |
ولا خليت دور الفضائل والتقى |
وطارت اعاصير الفنا بصحابها |
أما هكذا الاقدار تنفذ حكمها |
بلى ان هذا خصلة من عجابها |
تريد الاماني ان تقر قرارها |
وتابى لها الاقدار غير انتيابها |
على عجمات الصبر شجت قلوبنا |
ليمتاز رخو الصبر بين صلابها |
بعيشكما هل تعلمان وديعة |
ولم تطرق الاكدار عتتبة بابها |
وهل مقلة لم يملأ الدمع غربها |
وهل كبد لم تحترق بمصابها |
افيضا علي العذر إن تك اسوقي |
لدى فعلات الدهر أهل صعابها |
انلزم هذا الدهر خلة منصف |
تزول جبال الأرض قبل انقلابها |
وللكل منه طعنة فوق نحره |
ولا تنثني للبرء الا ثنى بها |
ومن لي وللأيام ان تعقب امرءا |
وقد فرغت كل النهى من عتابها |
لقد كاشفتنا بالذي في ضميرها |
وعم الورى ما انفقت من جوابها |
لأعمد ممن ينسب الغدر نحوها |
وتصريفها فرع لأصل صوابها |
الم تظهر التحقيق عن ذات طبعها |
فما ثقة الاحرار منها بعابها |
ومن ظن بالأيام ما ليس خلقها |
اضاف لها مالم يكن من حسابها |
افادت ذوي الأبصار كيف اقتضاؤها |
بما اتقنوا من درسهم في كتابها |
فاذسقت المخدوع شهدا بكاسها |
فقد بصرته لودرى كأس صابها |
شكا الناس من ايامهم بعد فوزها |
لهم بين بحري مائها وسرابها |
ولا اشتكي منها ولست الومها |
على الحلو والمر الذي في شرابها |
ومن كشف الأيام كشفي خصالها |
وشاهد كنه الحال خلف حجابها |
رماها بصبر لا تقيم ظهورها |
عليه والقى حبله في رقابها |
على انني والصبر بعد احبتي |
كهيم فلاة اثكلت بذئابها |
متى ادعي صبرا لماضي عهودهم |
ولست بلاقيها عقيب ذهابها |
عهود كامثال العرائس ودعت |
وواحزنا حادي المنايا حدابها |
اقمت لعهد الحزن بعد انصرافها |
ظعائن تم السيراثر ركابها |
ابعد بني السبطين في الأرض سلوة |
وقد اضمرتهم في قلوب يبابها |
ابعد النجوم المشرقات هداية |
وقد افلت لا مرتجى لإيابها |
ابعد انفرادي عن عرانين هاشم |
هناء وفي عيني انهداد قبابها |
فيالسراة القوم اين مقركم |
معاهدكم قد عمرت بخرابها |
وعهدي بكم والنور في الارض ساطع |
باوجهكم فاليوم اين ثوى بها |
وعهدي بكم أن الرسول بحارها |
فماذا قضى وحيا بغور عبابها |
وعهدي بكم أهل الكساء كساءها |
فواحربا قد عرّيت من ثيابها |
وعهدي بكم والعلم في كبد السما |
سراجا فما بال الظلام سجى بها |
وعهدي بكم والأرض أنتم غيوثها |
فقد اجدبت من غيثها وسحابها |
بنى العلم ما بالاختيار كسرتم |
معاهده بالحزن بعد انتصابها |
لقد كان هذا العلم نفسا وروحها |
جباتكم ما الشان بعد اقتضابها |
مدينته انتم مباني عروشها |
وانتم بني الزهراء ابناء بابها |
فمن لي بالانوار بعد انطفائها |
وعضتكم أم اللهيم بنابها |
افيقوا بني المختار بعد هجوعكم |
تدع سنة المعروف بعد انتحابها |
افيقوا تداعي الفضل وانقض اسه |
وعز على العلياء ندب انتدابها |
افيقوا فإن المكرمات تعطلت |
معالمها واندك مرسى هضابها |
زكت بكم الأكوان حينا وبوركت |
فيا بركات افرغت من عيابها |
وكنتم نصاب الفضل في الخلق حقبة |
فمن للعلى بعد افتقاد انتصابها |
فيا غرباء الأرض هل هي نجعة |
تمن برجعاها عقيب اغترابها |
فهيهات لا اقفال والرمس حائل |
وأينق اظفار الردى في هبابها |
ارى الأرض تدري انكم من سيوفها |
فمن دابها اغمادكم في قرابها |
فيا لسميط ما رضائي بعيشة |
خلافكم إلا رضا بذهابها |
اجدكم هذا الرحيل مجدد |
وقد بنتم للنفس طول اكتئابها |
اعيشا وقد القى الجران طليحكم |
بزيزاء تذروها الرياح بما بها |
نزعتم الى الارماس وحيا وتلكم |
لعمركم لا منثنى عن مآبها |
لقد انطقتني بالرثاء صفاتكم |
وإذ أخرستني دهشتي بانسلابها |
ولو ان تابين الرثاء مبرد |
أسا النفس لكن مسعر لالتهابها |
احباي برح الطاعنين مبرح |
ولكن عزاء النفس فضل احتسابها |
تذوب الليالي من أسى بين اضلعي |
بمعترك بيني وبين حرابها |
ولو حجزت بيني وبين صروفها |
صروف لكان العزم لي في ضرابها |
ولكنها تعنو لذل انتقابها |
مقادير تفري جلدها باختلابها |
واوشك مقدار يؤم حصادها |
بلا دافع يأتي بحين انتكابها |
كذا كل شيء ما خلا الله منته |
لحد ومرمى نفسه لتبابها |
فيا عرصة الابرار ما عنك رغبة |
وان دام بالاشباح طول مغابها |
واني لأرجو أن فيك بقية |
من البيت تسعى في صلاح منابها |
وتعمر رسما شد ما التمأت به |
شعائر دين الله بعد انشعابها |
وتجري مياه الفضل في مدح روضة |
بكف امين الوحي فيض شرابها |
هنا مطمح الامال في عثرة الهوى |
لان كمال المصطفى من ذنابها |
فلا توحشونا من معالي اصولكم |
وطبع فروع الاصل صدق انجذابها |
عليكم سلام الله ما السحب امطرت |
وروى شباما رائنات انسكابها |
وعلل هاتيك المشاهد روحه |
وريحانه ما لاح برق جنابها |