أَبلِغ لَدَيكَ أَبا خُلَيدٍ وائِلاً |
أَنّي رَأَيتُ اليَومَ شَيئاً مُعجِبا |
أَنَّ اِبنَ جَعدَةَ بِالبُوَينِ مُعَزِّبٌ |
وَبَنو خَفاجَةَ يَقتَرونَ الثَعلَبا |
فَأَنِفتُ مِمّا قَد رَأَيتُ وَساءَني |
وَغَضِبتُ لَو أَنّي أَرى لِيَ مَغضَبا |
وَلَقَد أَرى حَيّاً هُنالِكَ غَيرَهُم |
مِمَّن يَحُلّونَ الأَميلَ المُعشِبا |
لا أَستَكينُ مِن المَخافَةِ فيهِمُ |
وَإِذا هُمُ شَرِبوا دُعيتُ لِأَشرَبا |
وَإِذا هُمُ لَعِبوا عَلى أَحيانِهِم |
لَم أَنصَرِف لَأَبيتَ حَتّى أَلعَبا |
وَتَبيتُ داجِنَةٌ تُجاوِبُ مِثلَها |
خَوداً مُنَعَّمَةً وَتَضرِبُ مُعتِبا |
في إِخوَةٍ جَمَعوا نَدىً وَسَماحَةً |
هُضمٍ إِذا أَزمُ الشِتاءِ تَزَعَّبا |
وَتَرى جِيادَ ثِيابِهِم مَخلولَةً |
وَالمَشرَفِيَّةَ قَد كَسَوها المُذهَبا |
عَمرُو بنُ مَرثَدٍ الكَريمُ فَعالُهُ |
وَبَنوهُ كانَ هُوَ النَجيبُ فَأَنجَبا |
وَتَراهُمُ يَغشى الرَفيضُ جُلودَهُم |
طَنِزينَ يُسقَونَ الرَحيقَ الأَصهَبا |
غَلَبَت سَماحَتُهُم وَكَثرَةُ مالِهِم |
لَزَباتِ دَهرِ السَوءِ حَتّى تَذهَبا |
وَتَرى الَّذي يَعفوهُمُ لِحِبائِهِم |
يُحبى وَيَرجو مِنهُمُ أَن يَركَبا |
أَدماءَ مُفكِهَةً وَفَحلاً بازِلاً |
أَو قارِحاً مِثلَ الهِراوَةِ سَرحَبا |
أَو قارِحاً مِثلَ القَناةِ طِمِرَّةً |
شَوهاءَ تَعتَبِطُ المُدِلَّ الأَحقَبا |