سَأَلتُ بِعَمرٍو أَخى صَحبَهُ |
فَأَفظَعَني حينَ رَدّوا السُؤالا |
فَقالوا قَتَلناهُ في غارَةٍ |
بِآيَةِ أَن قَد وَرِثنا النِبالا |
فَهَلّا إِذَن قَبلَ رَيبِ المَنونِ |
فَقَد كانَ رَجلاً وَكُنتُم رِجالاً |
وَقالوا أُتيحَ لَهُ نائِماً |
أَعَزُّ السِباعَ عَلَيهِ أَحالا |
أُتيحَ لَهُ نَمِراً أَجبُلٍ |
فَنالا لَعَمرُكَ مِنهُ مَنالا |
فَأُقسِمُ يا عَمرو لو نَبَّهاكَ |
إِذَن نَبَّها مِنكَ داءً عُضالا |
إِذَن نَبَّها غَيرَ رِعدِيدَةٍ |
وَلا طائِشٍ رَعِشٍ حينَ صالا |
إِذّن نَبَّها لَيثَ عِرّيسَةٍ |
مُفيداً مُفيتاً نُفوساً وَمالا |
إِذَن نَبَّها واسِعاً ذَرعُهُ |
جَميعَ السِلاحِ جَليداً بُسالا |
هِزَبراً فَروساً لِأَقرانِهِ |
أَبِيّاً إِذا صاوَلَ القِرنَ صالا |
هُما مَع تَصَرُّفِ المَنون |
مِنَ الأَرضِ رُكناً عَزيزاً أَمالا |
هُما يَومَ حُمَّ لَهُ يَومُهُ |
وَقالَ أَخو فَهمِ بُطلاً وَفالا |
وَقَد عَلِمَت فَهمُ عِندَ اللِقاءِ |
بِأَنَّهُمُ لَكَ كانوا نِفالا |
كَأَنَّهُمُ لَم يُحِسّوا بِهِ |
فَيُخلو النِساءَ لَهُ وَالحِجالا |
وَلَم يُنزِلوا لَزَباتِ السِنينِ |
بِهِ فَيَكونوا عَلَيهِ عِيالا |
وَقَد عَلِمَ الضَيفُ وَالمُرمِلونَ |
إِذا اِغبَرَّ أُفقٌ وَهَبَّت شَمالا |
وَخَلَّت عَن أَولادِها المُرضِعاتِ |
فَلَم تَرَ عَينٌ لِمُزنٍ بِلالا |
بِأَنَّكَ كَنتَ الرَبيعَ المَريعِ |
وَكُنتَ لَمِن يَعتَفيكَ الثِمالا |
وَخَرقٍ تَجاوَزتَ مَجهولَهُ |
بِوَجناءَ حَرفٍ تَشَكّى الكَلالا |
وَكُنتَ النَهارَ بِهِ شَمسُهُ |
وَكُنتَ دُجى اللَيلِ فيهِ الهِلالا |
وَخَيلٍ سَرَت لَكَ فُرسانُها |
فَوَلّوا وَلم يَستَقِلّوا قِبالا |
وَحَيٍّ أَبَحتَ وَحَيٍّ صَبَحتَ |
غَداةَ الهِياجِ مَنايا عِجالا |
وحربٍ وردت وثغر سددت |
وعلج شددت عليه الحبالا |
ومالٍ حويت وخيلٍ حميت |
وضيفٍ قريت يخاف الوكالا |
وَكُلَّ قَبيحٍ وَإِن لَم تَكُن |
أَرَدتَهُمُ مِنكَ باتوا وِجالا |