الطير غرّد في الصباح البكر أيـ |
ـقظ بالنشيد الحلو أغصانَ الشجرْ |
فتمايلت طرباً يداعبها النسيـ |
ـمُ فتنثني وتعود ترفع في خفرْ |
صورٌ رأها النيل فانعكست على |
صفحاته سحراً يغازل ذا النهَرْ |
فانساب فيه الماءُ .. أسرع عانق الـ |
أرض الحنونة فارتوى الزرع النضرْ |
فهوى إليه الطير يجمع حبَّه |
ليعود للعش الجميل بما قدرْ |
ليقبّل الفرخ الصغير يمدُّه |
بغذائهِ حَبٌ بحُبٍ قد غُمرْ |
وغدا يطير صغيرُهُ كي يوقظ الـ |
أغصان بالألحان في أحلى سمرْ |
هي حالةٌ للحبِّ .. سلسلة لأحـ |
ـداث الجمال .. رسالة لبني البشرْ |
|
للحبّ عنّى الكونُ أغنيةً لها |
طرب الوجودُ ورجّع الصوتَ القدرْ |
بالحب تحنو الأم تمنح طفلَها |
دفئاً وأمناً حين يوقظه الحذرْ |
وإذا اشتكى تبكي حنايا قلبها |
فتصب دمع القلب في خد السهرْ |
وتكاد تسكرها السعادة حين يبـ |
ـرأ تنفض الأحزانَ تبسم كالقمرْ |
وتطمئن الأبَ حين يرجع والزما |
نُ على دقائق وجهه كدّاً حفرْ |
كم ظلّ يحرم نفسَه من متعة الد |
نيا ليمتع طفله منذ الصغرْ |
بالحب تبصر بسمة الأخوين صا |
فية من الأحقاد تسعد من نظرْ |
بالحب يبسم من تيتّم حين يشـ |
ـعر بابتعادٍ عن خيالات الخطرْ |
بالحب تفتح للسلام صدورُنا |
ويملّ شيطان الحروب وينتحرْ |
لو غاب عنا الحب لاجتاحت مثا |
لبُنا الحياة وشاب صافيها كدرْ |
ما الحب إلا بلسمٌ لجراحنا |
لوغاب ينكأها التوجس والضجرْ |
بالحب يحيا الناس مثل ملائكٍ |
والأرض تصبح جنةً تحوي البشرْ |
إنّ السعادة طائرٌ في قلب كلِّ |
جموعنا لولا المحبة لم يطرْ |
طوبى لمن سكن الهوى في قلبه |
وليرحمْ الرحمن ذا القلب الحجرْ |
|
12/11/2000 |