لَمّا أَتى مِن قُصَيٍّ رَسولٌ |
فَقالَ الرَسولُ أَجيبوا الخَليلا |
أَجَبنا قُصَيّاً عَلى نَأيِهِ |
عَلى الجُردِ تَردي رَعيلاً رَعيلا |
نَهَضنا إِلَيهِ نَقودُ الجِيادَ |
وَنَطرَحُ عَنّا المَلولَ الثَقيلا |
نَسيرُ بِها اللَيلَ حَتّى الصَباحِ |
وَنَكمي النَهارَ لَئِلاً نَزولا |
فَهُنَّ سِراعٌ كَوِردِ القَطا |
يُجِبنَ بِنا مِن قُصَيٍّ رَسولا |
جَمَعنا مِنَ السِرِّ مِن أَشمَذَينِ |
وِمِن كُلِّ حِيٍّ جَمَعنا قَبيلا |
فَيا لَكِ حُلبَةَ ما لَيلَةٍ |
تَزيدُ عَلى الأَلفِ سَيباً رَسيلا |
فَلَمّا مَرَرنَ عَلى عَسجَدٍ |
وَأَشهَلنَ مِن مُستَناخٍ سَبيلا |
وَجاوَزنَ بِالرُكنِ مِن وَرِقانٍ |
وَجاوَزنَ بِالعَرجِ حَيّاً حُلولا |
مَررَنَ عَلى الحِلِّ ما ذُقنَهُ |
وَعالَجنَ مِن مَرِّ لَيلاً طَويلا |
نُدَنّي مِنَ العوذِ أَفلاءَها |
إِرادَةَ أَن يَستَرِقنَ الصَهيلا |
فَلَمّا اِنتَهَينا إِلى مَكَّةَ |
أَبَحنا الرِجالَ قبيلاً قَبيلا |
نُعاوِرُهُم ثَمَّ حَدَّ السُيوفِ |
وَفي كُلِّ أَوبٍ خَلَسنا العُقولا |
نُخَبِّزُهُم بِصَلابِ النُسو |
رِ خَبزَ القَوِيِّ العَزيزِ الذَليلا |
قَتَلنا خُزاعَةَ في دارِها |
وَبَكراً قَتَلنا وَجيلاً فَجيلا |
نَفَينا هُمُ مِن بِلادِ المَليكِ |
كَما لا يَحُلّونَ أَرضاً سُهولا |
فَأَصبَحَ سَبيُهُم في الحَديدِ |
وَمِن كُلِّ حَيٍّ شَفَينا الغَليلا |