أَمِن آلِ سَلمى ذا الخَيالُ المُؤَرِّقُ |
وَقَد يَمِقُ الطَيفَ الطَرَوبُ المُشَوَّقُ |
وَأَنّى اِهتَدَت سَلمى وَسائِلَ بَينَنا |
وَما دونَها مِن مَهمَةِ الأَرضِ يَخفُقُ |
فَلَم تَرَ إِلّا هاجِعاً عِندَ حُرَّةٍ |
عَلى ظَهرِها كورٌ عَتيقٌ وَنُمرُقُ |
فَلَمّا رَأَتني وَالطَليحَ تَبَسَّمَت |
كَما اِنكلَّ أَعلى عارِضٍ يَتَأَلَّقُ |
فَحَيّاكَ وَدٌّ زَوِّدينا تَحِيَّةً |
لَعَلَّ بِها عانٍ مِنَ الكَبلِ يُطلَقُ |
فَرَدَّت سَلاماً ثُمَّ وَلَّت بِحَلفَةٍ |
وَنَحنُ لَعَمري يا اِبنَةَ الخَيرِ أَشوَقُ |
فَيا طيبَ ما رَيّا وَيا حُسنَ مَنظَرٍ |
لَهَوتُ بِهِ لَو اِنَّ رُؤياكَ تَصدُقُ |
وَيَوماً بِأَبلِيٍّ عَرَفَتُ رُسومَها |
وَقَلتُ عَلَيها وَالدُموعُ تَرَقرَقُ |
فَكادَت تُبينُ الوَحيَ لَمّا سَأَلتُها |
فَتُخبِرُنا لَو كانَتِ الدارُ تَنطِقُ |
فَيا رَسمَ سَلمى هِجتَ لِلعَينِ عَبرَةً |
وَحُزناً سَقاكَ الوابِلُ المُتَبَعِّقُ |
أَلَم تَذكُري إِذ عَيشُنا بِكِ صالِحٌ |
وَإِذ أَهلُنا وُدٌّ وَلَم يَتَفَرَّقوا |
لَمّا اِعتَلَيتُ الهَمَّ عَدَّيتُ جَسرَةً |
زِوِرَّةً أَسفارٍ تَخُبُّ وَتُعنِقُ |
جُمالِيَّةً أَمّا السَنامُ فَتامِكٌ |
وَأَمّا مَكانُ الرِدفِ مِنها فَمُحنَقُ |
شُوَيكِيَّةَ النابَينِ لَم يَغذُ دَرُّها |
فَصِلاً وَلَم يَحمِل عَلَيها مُوَسِّقُ |
إِذا قُلتُ عاجِ جَلَّحَت مُشمَعِلَّةً |
كَما اِرمَدَّ أَدفى ذو جَناحَينِ نِقنِقُ |
أَبى قَومُنا أَن يَقبَلوا الحَقَّ فَاِنتَهوا |
إِلَيهِ وَأَنيابٌ مِنَ الحَربِ تَحرُقُ |
فَجاؤوا إِلى رَجراجَةٍ مُكفَهِرَّةٍ |
يَكادُ المُرَنّى نَحوَها الطَرفَ يَصعَقُ |
دُروعٌ وَأَرماحٌ بِأَيدي أَعِزَّةٍ |
وَمَوضونَةٌ مَمّا أَفادَ مُحَرِّقُ |
وَخَيلٍ قَد جَعَلناها دَخيلَ كَرامَةٍ |
عَتاداً لِيَومِ الحَربِ تُحفى وَتُغبَقُ |
فَما بَرِحوا حَتّى تَرَكنا رَئيسَهُم |
تَعَفَّرَ فيهِ المَضرَحِيُّ المُذَلَّقُ |
فَكائِن تَرى مِن ماجِدٍ وَاِبنِ ماجِدٍ |
بِهِ طَعنَةٌ نَجلاءُ لِلوَجهِ تَشهَقُ |
فَلا غَروَ إِلّا يَومَ جاءَت عَطينَةٌ |
لَيَستَلِبوا نَسوانَنا ثُمَّ يَعنِقوا |
مَوالي يَمينٍ لاَمَوالي عَتاقَةٍ |
أُشابةُ حَيٍّ لَيسَ فيهِم مُوَفَّقُ |