أَلا يا لَهفَ أَفلَتَني حُصَيبٌ | |
|
| فَقَلبي مِن تَذَكُّرِهِ عَميدُ |
|
فَلَو أَنّي ثَقِفتُكَ حينَ أَرمي | |
|
| لَآبَكَ مُرهَفٌ مِنها حَديدُ |
|
وَقيعُ الكُليَتَينِ لَهُ شَفيفٌ | |
|
| يَوُمُّ بِقَدحِهِ عَيرٌ سَديدُ |
|
فَما لَكَ إِذ مَرَرتَ عَلى حُنَينٍ | |
|
| كَظيماً مِثلَ ما زَفَرَ اللَهيدُ |
|
وَما لَكَ إِذ عَرَفتَ بَني خُثَيمٍ | |
|
| وَإِيّاهُم عَلى عَمدٍ تَكيدُ |
|
تَرَكتَهُمُ وَظَلتَ بِجَرِّ يَعرٍ | |
|
| وَأَنتَ كَذاكَ ذو خَبَبٍ مُعيدُ |
|
أَقَمتَ بِهِ نَهارَ الصَيفِ حَتّى | |
|
| رَأَيتَ ظِلالَ آخِرِهِ تَؤودُ |
|
غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجَوتَ شَدّاً | |
|
| وَثَوبُكَ في عَماقِيَةٍ هَريدُ |
|
وَلَولا ذاكَ لاقَيتَ المَنايا | |
|
| صُراحِيَةً وَما عَنها مَحيدُ |
|
فَلا تَعرِضَ لِذِكرِ بَني خُثَيمٍ | |
|
| فَإِنَّهُمُ لَدى الهَيجا أُسودُ |
|
هُم تَرَكوا صِحابَكَ بَينَ شاصٍ | |
|
| وَمُرتَفِقٍ عَلى شَزَنٍ يَميدُ |
|
وَهُم تَرَكوا الطَريقَ وَأَسلَكوكُم | |
|
| عَلى شَمّاءَ مَسلَكُها بِعيدُ |
|
وَلكِن حالَ دونَكَ كُلُّ طِرفٍ | |
|
| أَبانَ الخَيرَ وَهوَ إِذٍ وَليدُ |
|
أَلا يا عَينُ بَكّي وَاِستَجِمّي | |
|
| شُؤونَ الرَأسِ رَجلَ بَني حَبيبِ |
|
مَطاعيمٌ إِذا قَحَطَت جُمادى | |
|
| وَمَسّاحوا المَغايِظِ بِالجُنوبِ |
|
أَنا كُلَيبٌ وَمَعي مِجَنّي | |
|
| بازِلُ عامَينِ حَديثُ سِنِّ |
|
أَضرِبُ رَأسَ البَطَلَ المِعَنِّ | |
|
| حَتّى يُميطَ في الخَلاءِ عَنّي |
|