لمن طللٌ بين الجُديةِ والجَبلْ |
محَلّ قديمُ العهد طالتْ به الطٌّولْ |
عفا غيَر مرتادٍ ومرّ كسُرْ حوبٍ |
ومَنُخَفِض طامٍ تنَكَّر واضْمحَلّْ |
تنطّح بالأطلالِ منه مجلجَل |
أحًمُّ إذا احمومَتْ سحائبه انْسجلْ |
فأنبت فيه من غَشَنْضٍ وَغشْنضٍ |
ورونَقِ رَنْدٍ والَّصلَنْدَدِ والأََسلْ |
وفيه القَطاَ والبومُ وابن حبَوْكَل |
وطيرُ القطاطى واليَلندَدُ والحَجَلْ |
وَعُنثَلةُ والخَيُْوان وبَرْسَلُ |
وَفَْرخُ فريقُ والرَّفلَّةُ والرَّفلْ |
وهامُ وهَمْهَامُ وطالِعُ أنجدٍ |
وَمُنْحبِكُ الرّوقْينِ في سيره مَيَلْ |
فلماّ عرفْتُ الداَّر بَعْدَ توهّمىِ |
تَكفكَف دمعي فوقَ خَدَّىَّ وانْهَملْ |
فقلت لها يا دار سلمى وما الذي |
تمتّعتِ لا بُدَّلتِ يا دارُ بالْبَدَلْ |
لقد طالما أَضحيْتِ قَفْراً ومأْلفاً |
ومنتظراً للحَىّ مَنْ حَلّ أَو رَحَلْ |
ومَأْوًى لأبكارٍ حسانٍ أوانٍس |
ورُبّ فتّى كالليثِ مشتهرِ بَطَلْ |
لقد كنت أَسبى الغِيد أَمرد ناشئاً |
ويسبيننى منهنَّ بالدَّلَّ والمُقَلْ |
ليالِىَ أسْبِى الغانياتِ بجُمَّةِ |
مُعَثْكلةٍ سوداء زيَّنها رَجَلْ |
كأَنَّ قطيرَ البانِ فى عُكُناتِها |
على مُنْثَنًى والمنكبيْن على رَطَلْ |
تعلّق قلبى طفلةً عربيَّةً |
تنعَّمُ فى الديباجِ والحَلْى والحُلَلْ |
لها مقلةُ لو أَنهَّا نظرتْ بها |
إلى راهبٍ قد صامَ لِلهِ وابتَهَلْ |
لأصبح مفتوناً معنّى بحبَّها |
كأن لم يصم لله يوماً ولم يُصَلّْ |
ألاربَّ يومٍ قد لهوتُ بدَلَّها |
إذا ما أبوها ليلةً غاب أو غَفَلْ |
فقالت لأترابٍ لها قد رميتهُ |
فكيف به إن مات أو كيف يُحتَْبلْ |
أيخفى لنا إن كان في الليل دَفنُْه |
فَقُلْن وَهَلْ يَخْفَى الهلالُ إذا أَفَلْ |
قتلتِ الفتى الكندِىَّ والشاعرَ الذَّى |
أقرّت له الشُّعَّارُ طرًّا فيا لَعَلّْ |
لِمَهْ تقتلى المشهور والشاعر الذى |
يفلّق هامَات الرجال بلا وَجَلْ |
كحلتِ له بسحر عينيك مُقلَةً |
وأسبلتِ فرعاً فاق مسكاً إذا انْسَبَلْ |
ألا يابن غَيلان اقتلوا بابن خالِكُمْ |
وإلاَّ فما أنْتُمْ قبيلُ ولا خَوَلْ |
قتيلُ بوادى الحبَّ من غير قاتلٍ |
ولا ميَّت يعَزِى نُهاكِ ولا زُملْ |
فتلك التي هام الفؤاد بحبّها |
مهفهفةُ بيضاءُ دٌرّية القٌبَلْ |
ولى ولها في الناس قولُ وُسمعةُ |
ولى ولها في كلّ ناحيةِ مَثَلْ |
رداحُ صَمُوت الحِجل تمشى تحَيّراً |
وصرّاخة الحِجليْن يصرُخْنَ في زَجَلْ |
غموضُ غضوض الحِجل لو أنها مشت |
به عند باب الَّسبْسَبيَن لَلاَنفصلْ |
ألا لا ألا إلاَّ لآِلاء لابِثٍ |
ولا لا ألا إلاَّ لآِلاء من رَحَلْ |
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم كمْ |
قطعتُ الفيافىِ والمَهامهِ لم أملّْ |
وكاف وكفكافُ وكفّى بكفّها |
وكافُ كَفوف الوْدقِ من كفّها انْهَملْ |
فلو لو ولَوْ لْو ثم لَوْ لَوْ ولَوْ لَوْ |
دنا دار سلمى كنتُ أوّلَ من وصلْ |
وفى فى وفى فى ثم فى فى وفى فى |
وفى وجْنتَىْ سلمى أٌقّبل لم أمَلْ |
وسَلْ سل وسَلْ سل ثم سل سل وسل سل |
وسلْ دارَ سلمى والربوعَ فكم أسلّْ |
وشَصْنلْ وشصْنلْ ثم شصنلْ عَشصنَلٍ |
على حاجَبىْ سلمى يزينُ مع المٌقَلْ |
حجازية العينْين مكّية الحشى |
عراقيّة الأطراف روميّة الكَفلْ |
تِهاميّة الأبدانِ عبسيّة اللَّمى |
خزاعيةُ الأسنانِ دٌرَّية القُبَلْ |
فقلتُ لها أيّ القبائل تُنسَبِى |
لعَّلَى بين الناِس في الشَّعر كَيْ أسَلْ |
فقالت أنا كنديّة عربيّة |
فقلت لها حاشا وكلاّ وهل وبلْ |
فقالت أنا روميّة عجميةُ |
فقلت لها وَرْخِيزْ بياخُوش مَنْ قٌزَل |
ولا عبتُها الشّطْرَنْج خيلى تَرادفتْ |
وَرُخّى عليها دارَ بالشاهِ بالعَجَل |
فقالت وما هذا شَطارةُ لاعبٍ |
ولكنَّ قتل النفس بالفيل هُو الأَجَلْ |
فناصبتُها منصوبَ بالفيل عاجلاً |
من اثنين في تِسْعٍ بِسِرعٍ فلم أمَلّْ |
وقد كان لعبى كلَّ دَْستٍ بقبلةٍ |
أقبّل ثغراً كالهلال إذا أفَلْ |
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً |
وواحدةً أيضا وكنت على عَجَلْ |
وعانقْتها حتى تقطّع عقدُها |
وحتى فصوص الطّوْق من جيدها انفصلْ |
كأن فصوصَ الطوق لما تناثرتْ |
ضياءُ مصابيحٍ تطايرنَ عن شُعَلْ |
وآخر قولى مثلُ ما قلت أوّلاً |
لمن طَللُ بين الجُدَيّة والجَبَلْ |