أَرِقتُ فَبِتُّ لَم أَذُق المَناما |
وَلَيلي لا أُحَسِّنُ لَهُ اِنصِراما |
لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ |
وَما تُغني التَميماتُ الحِماما |
لَقَد أَجرى لِمَصرَعِهِ تَليدٌ |
وَساقَتهُ المَنِيَّةُ مِن أَذاما |
إِلى جَدَثٍ بِجَنبِ الجَوِّراسٍ |
بِهِ ما حَلَّ ثُمَّ بِهِ أَقاما |
أَرى الأَيّامَ لا تُبقي كَريماً |
وَلا العُصمَ الأَوابِدَ وَالنَعاما |
أُتيحَ لَه أُقَيدَرُ ذو حَشيفٍ |
إِذا سامَت عَلى المَلَقاتِ ساما |
خَفِيُّ الشَخصِ مُقتَدِرٌ عَلَيها |
يَشُنُّ عَلى ثَمائِلِها السِماما |
فَيَبدُرُها شَرائِعَها فَيَرمي |
مَقاتِلَها فَيَسقيها الزُؤاما |
وَلا عِلجانُ يَنتابانَ رَوضاً |
نَضيراً نَبتُهُ عُمّاً تُؤاما |
كِلا العِلجَينِ أَصعَرُ صَيعَرِيٌّ |
تَخالُ نَسيلَ مَتنَيهِ الثَغاما |
فَباتا يَأمُلانِ مِياهَ بَدرٍ |
وَخافا رامِياً عَنهُ فَخاما |
فَراغا ناجِيَينِ وَقامَ يَرمي |
فَآبَتَ نَبلُهُ قِصَداً حُطاما |
كَأَنَّهُما إِذا عَلَوا وَجيناً |
وَمَقطَعَ حَرَّةٍ بَعَثا رِجاما |
يُثيرانِ الجَنادِلَ كابِياتٍ |
إِذا جارا مَعاً وَإِذا اِستَقاما |
فَباتا يُحيِيانِ اللَيلَ حَتّى |
أَضاءَ الصُبحُ مَنبَلِجاً وَقاما |
فَإِمّا يَنجوا مِنَ خَوفِ أَرضٍ |
فَقَد لَقِيا حُتوفَهُما لِزاما |
وَقَد لَقِيا مِنَ الإِشراقِ خَيلاً |
تَسوفُ الوَحشَ تَحسَبُها خِياما |
بِكُلِّ مُقَلِّصٍ ذَكَرٍ عَنودٍ |
يَبُذُّ يَدَ العَشَنَّقِ وَاللِجاما |
فَشامَت في صُدورِهِما رِماحاً |
مِنَ الخَطِّيِّ أُشرِبَت السِماما |
وَذَكَّرَني بُكايَ عَلى تَليدٍ |
حَمامَةُ مَرَّ جاوَبَتِ الحَماما |
تُرَجِّعَ مَنطِقاً عَجَباً وَأَوفَت |
كَنائِحَةٍ أَتَت نَوحاً قياما |
تُنادي ساقَ حُرَّ وَظَلَّتُ أَدعو |
تَليداً لا تُبينَ بِهِ الكَلاما |
لَعَلَّكَ هالِكٌ إِمّا غُلامٌ |
تَبَوَّأَ مِن شَمَنصيرٍ مُقاما |