أيا راكباً إما عرضت فبلغن |
مغلغلة عنى لؤى بن غالب |
رسول امرئ قد راعه ذات بينكم |
على النأي محزونٍ بذلك ناصب |
وقد كان عندي للهموم معرس |
فلم أقض منها حاجتي ومآربي |
ونبئتكم شرجين كل قبيلة |
لها أزمل من بين مُدكٍ وحاطب |
أعيذكم بالله من شر صنعكم |
وشر تباغيكم ودس العقارب |
وإظهارِ أخلاقٍ ونجوى سقيمةٍ |
كوخز الأشافي وقعها حق صائبر |
فذكرهم باللَه أولَ وهلة |
وإحلال أحرام الظباء الشوازب |
وقل لهم واللَه يحكم حكمه |
ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب |
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً |
هي الغُول للأقصين أو للأقارب |
تقطع أرحاماً وتهلك أمةً |
وتبرى السديف من سنام وغارب |
وتستبدلوا بالأتحمية |
شليلاً وأصداء ثياب المحارب |
وبالمسك والكافور غُبراً سوابغاً |
كأن قتيريها عيون الجنادب |
فإياكم والحرب لا تعلقنكم |
وحوضاً وخيم الماء مرَّ المشارب |
تزين للأقوام ثم يرونها |
بعاقبة إذ بينت أم صاحب |
تحرق لا تشوى ضعيفاً وتنتحي |
ذوي العز منكم بالحتوف الصوائب |
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس |
فتعتبروا أو كان في حرب حاطب |
وكم قد أصابت من شريف مسودٍ |
طويل العماد ضيفه غير خائب |
عظيم رماد النار يُحمد أمرُه |
وذي شيمة محضٍ كريم المضارب |
وماءٍ هريق في الضلال كأنما |
أذاعت به ريح الصبا والجنائب |
يخبركم عنها امرؤٌ حقُّ عالم |
بأيامها واللم علمُ التجارب |
فبيعوا الحراب ملمحارب واذكروا |
حسابكم واللَه خير محاسب |
ولى مرئ افاختار ديناً فلا يكن |
عليكم رقيباً غيرَ رب الثواقب |
أقيموا لنا ديناً حنيفاً فانتم |
لنا غاية قد يُهتدى بالذوائب |
وأنتم لهذا الناس نور وعصمة |
تؤمون والأحلام غير عوازب |
وأنتم إذا ما حصل الناس جوهر |
لكم سُرة البطحاء شُمَّ الأرانب |
تصونون أجساداً كراماً عتيقة |
مهذبة الأنساب غير أشائب |
ترى طالب الحاجات نحو بيوتكم |
عصائب هلكى تهتدى بعصائب |
لقد علم الأقوام أن سراتك |
على كل حالٍ خيرُ أهل الجباجب |
وأفضله رأياً وأعلاه سنة |
وأقوله للحق وسط المواكب |
فقوموا فصلوا لربكم وتمسحوا |
بأركان هذا البيت بين الأخاشب |
فعندكم منه بلاء مصدق |
غداة أبي يكسوم هادي الكتائب |
كتيبته بالسهل تمسى ورحله |
على القاذفات في رؤوس المناقب |
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم |
جنود المليك بين ساف وحاصب |
فولوا سراعاً هاربين ولم يؤب |
إلى أهله ملحبش غيرُ عصائب |
فإن تهلكوا نهلك وتهلك مواسم |
يعاش بها قول امرئٍ غير كاذب |