يَا حَائِرَ النَّفْسِ، صُنْهَا دُوْنِ اِتعاسِ |
وارْفقْ بشهْقَتِهَا من حرِّ أنفاسِ |
واضْبطْ هواها وجَاهِدْ كَي تخلِّصَها |
مِنْ ظُلمِها الذَّاتَ قبْلَ الظُّلْمِ للنَّاسِ |
وانْظرْ إليْها بعَيْنٍ لسْتَ تُغْمِضُهَا |
عنْها، وَكُنْ حَازِمًا بالجِدِّ والبأسِ |
فالنَّفْسُ في ذَاتِهَا تَرْعَى بِلا وَجَلٍ |
يَقُوْدُ دَفتَها شَيْطَانُ أَهْجَاسِ |
يَمْشِي بِها طِفْلَةً نَحْوَ الهَلاكِ فلا |
وَعيٌ يُبَاعدُهَا عَنْ دَرْبِ خَنَّاسِ |
شَقِيْةً قَدْ غَدَتْ عَوْرَاءَ تَائِهَةً |
عَرْجَاءَ خَانِعَةً تَقْضِيْ بِإفْلاسِ |
والنَّاسُ مِنْ حَوْلِها مَاهَمَّهُمْ سَخَطٌ |
مِنَ الإلَهِ عَلَى مَنْ نَفْسَهُ نَاسِي |
تَرَى ابْتِسَامَتَهُمْ فِيْ وَجْهِ إِخْوَتِهمْ |
بَهَا النِّفَاقُ بِأَنْجَاسٍ وأرجَاسِ |
فَمَنْ ترَاهُ بِيَوْم البَعْثِ يَنفَعُهَا |
مِمَن بِهِم قد غدَتْ مِنْ غَيْرِ إِحْسَاسِ؟ |
يَا حَاضِنَ النَّفْسِ لا تَتْبَعْ أَوَاَمِرَها |
واجْعَلْ لها عُهْدَةً في خَيْرِ حُرَّاَسِ |
يقوِّمُوْنَ اعْوِجَاَجًا إِنْ أَلَمَّ بها |
ضمائرُ الصَّدقِ ما نامتْ بإخراسِ |
فما عَرفْتَ صَدِيْقًا بالتُّقَى وَرِعًا |
يُغْضِيْ عَنِ الحّقِّ عَيْنًا قَصْدَ إبخاسِ؟ |
وإنَّمَا البَخْسُ مِمَنْ قَدْ تَظُنُّ بهِ |
خَيرًا، ولَكِنَّهُ مِنْ قومِ أخْيَاسِ |