أَتَعرِفُ رَسمَ الدَّارِ مِن أُم مَعبِدِ | |
|
| نَعَم فَرَمَاكَ الشَّوقُ بَعدَ التَّجَلُّدِ |
|
ظَلَلتُ بها أُسقَى الغَرامَ كأَنَّما | |
|
| سَقَتني النَّدامي شَربَةً لَم تُصَرَّدِ |
|
فَيَا لَكَ مِن شَوقٍ وَطائِفِ عَبرَةٍ | |
|
| كَسَت جَيبَ سِربالي إلَى غَير مُسعدِ |
|
وعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلُومُني | |
|
| فَلمَّا غَلَت في اللَّومِ قُلتُ لَها اقصِدي |
|
أَعاذلُ إنَّ اللَّوَم في غَيرِ كُنهِهِ | |
|
| عَلَيَّ ثِنىً مِن غَيِّكِ الُمَتَردِّدِ |
|
أَعاذِلُ قَد أَطنَبتِ غيرَ مُصيبَةٍ | |
|
| فإِن كُنتِ في غَيٍّ فَنفسَكِ فارشدي |
|
أَعاذِلُ إِنَّ الَجهلَ مِن ذِلَّةٍ الفَتَى | |
|
| وإنَّ الَمنايا للرجالِ بِمَرصَد |
|
أَعاذِلُ ما أَدنَى الرَّشادَ مِنَ الفَتَى | |
|
| وأَبعَدَهُ مِنهُ إذا لَم يُسَدَّدِ |
|
أَعاذِلُ مَن تُكتَب لَهُ النَّارُ يَلقَها | |
|
| كِفَاحاً ومَن يُكتَب لَهُ الفَوزُ يَسعَدِ |
|
أَعاذِلُ قَد لاَقَيتُ ما يَزَرعُ الفَتَى | |
|
| وطابَقتُ في الحجلَين مَشيَ الُمقيَّد |
|
أَعاذِلُ ما يُدرِيكَ إلاَّ تَظَنُّناً | |
|
| إلىَ ساعةٍ في اليَومِ أو في ضُحَى الغَدِ |
|
ذَريني فمَا لي ما تَقدَّمَ مِن رَدىً | |
|
| وَما أشتَهي منهُ ومَا خَفَّ عُوَّدي |
|
وحُمَّت لِميقَاتٍ إلَيَّ مَنيَّتي | |
|
| وغُودِرتُ إن وُسِّدتُ أو لَم أُوَسَّدِ |
|
فِللوارِثِ الباقي مِنَ المالِ فاترُكي | |
|
| عِتابي فإِنيِّ مُصِلحٌ غيرُ مُفسِدِ |
|
أَعاذِلُ مَن لا يُصِلحِ النَّفسَ خالياً | |
|
| عَنِ الَحيِّ لا يَرشُد لِقَولِ الُمفَنِّدِ |
|
كَفَى زاجِراً لِلمَرءِ أَيَّامُ دَهرِه | |
|
| تَروحُ لَهُ بالواعِظاتِ وتَغتَدي |
|
بُليتُ وأَبلَيتُ الرِّجالَ وأَصبَحَت | |
|
| سِنُونَ طِوالٌ قَد أَنَت دُونَ مَولِدي |
|
فَما أَنَا بِدعٌ مشن أُناٍ حَوادِثِ | |
|
| رِجالٌ أَتَت مِن بَعدِ بُؤسَى بأَسعُدِ |
|
فَنفسَكَ فاحفَظها مِنَ الغَيِّ والخَنَى | |
|
| مَتَى تُغوِها يَغوَ الَّذي بِكَ يَقتَدي |
|
وإن كانَتِ النَّعماءُ عِندكَ لاِمرِئٍ | |
|
| فَمِثلاً بها فاجزِ الُمطالِبَ وَازدَدِ |
|
إذا أَنتَ لَم تَنفَع بوِكِّدَ أَهلَهُ | |
|
| ولَم تُنكِ بالبُؤسَى عَدُؤَّكَ فابعِدِ |
|
إذا مَا امرؤٌ لَم يَرجُ مِنكَ هَوادَةً | |
|
| فلا تَرجُها منهُ ولا حِفظَ مَشهَدِ |
|
إذا أَنتَ فاكَهتَ الرِّجالَ فلا تَلَع | |
|
| وقُل مِثلَما قالُوا ولا تَتَزَنَّدِ |
|
إذا أَنتَ طالَبتَ الرِّجالَ نَوالَهُم | |
|
| فَعِفَّ ولا تَأتي بِجَهدٍ فتُنكَدِ |
|
وإيَّاكَ مِن فَرطِ المزاحِ فإِنَّهُ | |
|
| جَديرٌ بَتسفيه الحَليمِ الُمسَدَّدِ |
|
سَتُدرِكُ مِن ذي الفُحشِ حَقَّكَ كلَّهُ | |
|
| بِحِلمكَ في رفِقٍ ولَماَّ تَشَدَّدِ |
|
وَسَائِسِ أَمرٍ لَم يَسُسهُ أَبٌ لَهُ | |
|
| ورائِمِ أَسبابِ الذَّي لَم يُعَوَّدِ |
|
ووارِثِ مَجدٍ لَم يَنَلهُ وماجِدٍ | |
|
| أَصَابَ بِمَجدٍ طارفٍ غَيرِ مُتلَدِ |
|
وَراجي أُمورٍ جَمَّةٍ لَن يَنالَها | |
|
| سَتُشِعبُه عَنها شَعوبٌ لِمُلحَدِ |
|
ولا تُقصِرن عَن سِعيِ ما قَد وَرِثتَهُ | |
|
| ومَا اسطَعت مِن خَيرٍ لَنفسِكَ فازدَدِ |
|
وَعَدِّ سِواهُ القُولَ واعَلم بأَنَّهُ | |
|
| مَتَى ما يُبِن في اليَومِ يَصرمِكَ في غَدِ |
|
عَنِ الَمرءِ لا تَسأَل وسَل عَن قَرينِه | |
|
| فكُلُّ قَرينٍ بالُمقارَنِ يَقتَدي |
|
فإِن كانَ ذا شَرٍّ فَجَانِبهُ سُرعَةً | |
|
| وإن كانَ ذا خَيرٍ فقارِنهُ تَهتَدي |
|
وظُلمُ ذَوي القُربَى أَشَدُ مَضاََةً | |
|
| على الَمرءِ مِن وَقعِ الُحسَامِ الُمهَنَّدِ |
|
إذا ما رأَيتَ الشَّرَّ يَبعَثُ أَهلَهُ | |
|
| وقامَ جُناهُ الشَّرَّ للشَّرَّ فاقعُدِ |
|
إذا كنتَ في قَومٍ فَصَاحِب خَيارَهُم | |
|
| ولا تَصحَبِ الأَردَى فَترَدى مَعَ الرَّدي |
|
وبالعَدلِ فانطِق إن نَطَقتَ ولا تَلُم | |
|
| وذا الذَّمِّ فاذمُمهُ وذا الَحمدِ فاحمَدِ |
|
ولا تُلحِ إلاَّ مَن أَلاَمَ ولا تَلُم | |
|
| وبالبَذلِ مِن شَكَوى صَديقِكَ فامدُدِ |
|
عَسَى سائلٌ في حاجَةٍ إن مَنَعتَهُ | |
|
| مِنَ اليَومِ سُؤلاً أَن يَسُوءَكَ في غَدِ |
|
ولِلخَلقِ إذلالٌ لِمَن كانَ باخِلاً | |
|
| ضَنيناً ومَن يَبخَل يُذَلَّ ويُزهَدِ |
|
وأَبدَت ليَ الأَيَّامُ والدَّهرُ أَنَّهُ | |
|
| فَأَرَّختُ مَن لا يُصلح الأَمَر يُفسِدِ |
|
ولاَقَيتُ لَذَّاتِ الفَتَى وأَصابَني | |
|
| قَوارِعُ مَن يَصبِر عَلَيها يُخَلَّدِ |
|
إذا مَا تَكَرَّهتَ الَخليقَةَ لاِمرِئٍ | |
|
| فلا تَغشَها واجلِد سِواها بِمَجَلدِ |
|
ومَن لَم يَكُن ذا ناصِرٍ عِندَ حَقِّه | |
|
| يُغَلَّب عَلَيهِ ذُو النَّصيرِ ويُضهَدِ |
|
وفي كَثرَةِ الأَيدي عَنِ الظُّلمِ زاجِرٌ | |
|
| إذا حَضَرَت أَيدي الرِّجالِ بِمَشهَدِ |
|
وَللأَمرُ ذو الَميسُورِ خَيرٌ مَغَبَّةً | |
|
| مِنَ الأَمرِ ذي الَمعسُورَةِ الُمَتَردِّدِ |
|
سَأَكسِبُ مَجداً أو تَقُومَ قِيَامَتي | |
|
| عَلَيَّ بِليلٍ نادبِاتي وعُوَّدي |
|
يَنُجنَ عَلَى مَيتٍ ويُعلِنَّ رَنَّةً | |
|
| تُؤَرِّقُ عَينَي كُلِّ باكٍ ومُسعَدِ |
|