أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالبَرَدانِ |
خَلَت حِجَجٌ بَعدي لَهُنَّ ثَمانِ |
فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ نُؤيٍ مُهَدَّمٍ |
وَغَيرُ أَوارٍ كَالرَكِيِّ دِفانِ |
وَغَيرُ حَطوباتِ الوَلائِدِ ذَعذَعَت |
بِها الريحُ وَالأَمطارُ كُلَّ مَكانِ |
قِفارٌ مَرَوراةٌ يَحارُ بِها القَطا |
يَظَلُّ بِها السَبعانِ يَعتَرِ كانَ |
يُثيرانِ مِن نَسجِ التُرابِ عَلَيهِما |
قَميصَينِ أَسماطاً وَيَرتَدِيانِ |
وَبِالشَرَفِ الأَعلى وُحوشٌ كَأَنَّها |
عَلَي جانِبِ الأَرجاءِ عوذُ هِجانِ |
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي إِياساً وَجَندَلاً |
أَخا طارِقٍ وَالقَولُ ذو نَفَيانِ |
فَلا توعِداني بِالسِلاحِ فَإِنَّما |
جَمَعتُ سِلاحي رَهبَةَ الحَدَثانِ |
جَمَعتُ رُدَينِيّاً كَأَنَّ سِنانَهُ |
سَنا لَهَبٍ لَم يَستَعِن بِدُخانِ |
لِيالِيَ إِذ أَنتُم لِرَهطِيَ أَعبُدٌ |
بِرَمّانَ لَمّا أَجدَبَ الحَرَمانِ |
وَإِذ لَهُم ذودٌ عِجافٌ وَصِبيَةٌ |
وَإِذا أَنتُم لَيسَت لَكُم غَنَمانِ |
وَجَدّاكُما عَبدا عُمَيرِ بنِ عامِرٍ |
وَأُمّاكُما مِن قَينَةٍ أَمَتانِ |