عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > الأردن > إبراهيم أبو عواد > الزمهرير

الأردن

مشاهدة
1709

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الزمهرير

كُلْ أقدامَ البئر ومزِّق الخارطةَ الزجاجية
التي تدل على موقع قبري
القصيدةُ هي ما تبقى للكروان
بعد نفي ريش الحجر
قولي إنكِ صورتي خارج احتضار السجان
في مكبرات الصوت
قولي إنكِ أي حلم سوى حلمي
دمعتي تحملها بنات آوى إلى الزمهرير
أخاف يا عشبتي المفتتة
أن يأتيَ بحر الظلال إلى أيام اسمي
أخاف يا أمي أن يغتالني يومٌ
يصير فيه جَلدي شعلة الصقيع
أخشى الزمهرير لأن ذكريات العصفور المحترقة
في الموقدة لن تغدوَ حطباً للتلال النائية
إنني أقيم مملكتي على أنقاضي
كلما اقتربتُ من دمي ابتعدتُ عن لحمي
هل تصدِّقين ما قاله الشتاء
بينما كنتُ أغفو في عربة الكمثرى؟
لا جوابٌ والإسفلت يفتح بابَ الصراخ
يذهب الجسدُ إلى خنجره، لماذا؟
نسرَ الجوع
هل ستأكلني بقاياك ليلة العيد
عند أرجوحة التوت؟
كأن أسئلتي صداع المسافات في الأمسيات
وتتكاثر الخناجر المارة على وجه الوادي
أدركْني أيها الموج المنبعث
من ثقوب سقف غرفة التحقيق
إنني أفترش عظمي وألتحف مقصلتي
لا اسم الغيوم سيحمي خيولي
ولا راتب الحشائش سيغطِّي أجرة حفار القبور
لنرجعْ إلى أسئلة الحمَام المستلقية على رمح
كنا للقش صوتاً حجرياً
بلا معنى بلا صوت يدفننا ويرثينا
فلنشطب الملوك من أصواتنا
قال الليل:
ستأتي إسطبلات الغصن من الجنوب المرتعش
وسكت الحضور
صفَّقنا كثيراً للمرتزقة النائمين في أفخاذنا
كلُّ وطنٍ شكل آخر للمنفى
فلتصعدْ أحصنة الجسد من جهاتي
إن حياتي تطلع من مماتي
وداعٌ رسمي للبرقوق
في معسكر ينثرنا على أعمدة الكهرباء
تفطر الوديان الرمادية مبكراً
أمشي إلى المسجد طيراً يتشظى عشقاً للأذان
الآن أعود إلى بريق الزنجبيل المرمي
على سطوح البندقية
لم تلمع مناديل المجرة
حين تمزقت أحلام عُقاب خانته أوسمته
ها نحن واقفون تحت عبارات المطر
ننتظر مجيء قوس قزح ليعرِّفنا
على شخصية الدم
تتقاسمنا أشياء لا نعرفها
فتهب من أطياف القلب دبابةٌ
تركبها شلالات لا هم لها سوى صعقنا
نسينا أسماء أمهاتنا لأننا رضعنا حليباً أجنبياً
وحضنتنا التفاحات المهاجرة
بالقرب من مسلات الحزن
لا شيء يستحق أن تدخل النار من أجله
الآن يبدأ الحزن ينتهي الحزن
اذهبوا إلى حيث شئتم في قلبي تجدوا غيري
ماذا تبقى من البزة العسكرية
التي يرتديها العشب الصاعق؟
محبرةً أضحت كنيةُ الغريب
أجارتنا، قد اختفى لون الورد
في أوداج موتانا
تعالي نتعرف على هوية الضحايا
في النيازك الذهبية
عابران نحن
وسكةُ الحديد منصوبةٌ
على سور مقبرة الكهرمان
لا تشترِ أحطابَ العطش المخنوقة
من بائعة اللازورد
لأن ذبحي دليلٌ سياحي
يرشد البحيرات إلى ضوء كفني
إنْ تحضن طيف الروابي تلمحك مسدسات
يا نهراً يحفر صدري
ويا وطناً يزهر قتلاً
إلى متى سأظل في انتظاركَ؟
أعطني قيود الصنوبر لأكسرها زنبقاً
وأرشها على ثياب الأطفال العائدين إلى اليتم
كتابُ الريح مفتوح لكل الأشلاء
إذنْ، زُرني في ملامح احتضاري
قبل أن يشنقوني على الخوخ المتألم
ولا تتوقع حضوري في رعشة البلاط
إن الصاعقة تبلع رحيقي وتبصقني حِراباً
فلا تنس اسمَ قلبي يا صديقي
كن أكثر اتساعاً من بوابة المذبح البشري
كنْ أنا أو أنتَ ولا تتوقع أن أبكيَ
عمالُ النظافة عادوا إلى شوك
يتسلق موكبَ الإمبراطور
هذه الطريق موجة تأكلها قمحةٌ طازجة
من الحجارة القديمة والزنجبيل
تسيل كريات دم الصابون ومجاعة الأزهار
اذكرني أيها الوشق
وأنتَ تمتص خضرة الجبال في قاع معدتي
الجهازُ الهضمي للزقاق لا يتذكرني
أنا الآتي من لافتات مقتل الهضاب
فعانقني يا نزفي ولا تفرح كثيراً
فقد تغادر السنابلُ العاشقة في أية لحظة
قتيلان على صفيح السفر
أعرف أن أغاني الرعاة ليست لي
لكن الشجيرات الطالعة
من غضاريفي أغنيةٌ للشروق
إنكَ كل الشوارع التي تحمل أسماء الشهداء
نعود إلى عودة الروابي المسافرة
الغروبُ يصبغ البحرَ بألوان طيور مجهولة
هذا نهر الكلمات الواضحة يصهرني في ثيابه
بلادي الراكضة في الجوع
ويومياتِ القتلى المنقوشة
على حقائب الأطفال المدرسية
إن أشكال الموتى لا تزال تحتل صدري
كمْ وطنٍ مر في منفاي
ليُسكِت في ضوضاء الصقر جبينَ مجزرتي!
مَدرستي تمشي بين أشجار السنديان
وجثثِ البحار المنهكة
أين الدفاتر الذابلة بسبب هطول الدمعات؟
هنا مثل هناك
جرسٌ في عنق قطة عالقة على شرفة البيلسان
كأنني أحس أن بعلبك مكياج الإسكندرية في صحراء نيفادا
كوكبنا إسلامي يا ألقاب الصباح
يَذكرني غيم يسبح في المعنى
يكون جسدي أحد أسماء القمح
ألفاظي ضحكة المطر
حين يتمزق القرميد على ثكنات الملح
شظاياي تجمع المحار
يحلم النهار بأن يتعرف إلى دمائنا
لكن صائدي المكافآت مشغولون
ببيع بناتهم للنخاسين
الضوءُ يرتكز إلى منكبيه
ليتني كنتُ موجوداً على رفوف مطبخ رئتي
يوم تزوج الكلورُ طعمَ الصوديوم في ملح الطعام
لستِ ذكرياتي أيتها اليمامة
أنا ذكرياتي فانثري عينيكِ في يدي
لأن الانطفاء لن يميز بين سجين وسجانه
بين عصفور وقفصه بين راقص ورقصته
ساعةُ الحائط على سنام جمل
مكتبُ البريد يَهرب من رسائلي
تأكل سيارات الأجرة اسمَها
مطعمٌ للعائلات جرحٌ كوميدي
تقفز إشارات المرور على سريري
خمارةٌ لرجال الأعمال في حقول الغاز
لصوصُ النفط حائرون بين نسائهم وعشيقاتهم
طاولةٌ على جسر الليلك
تضم طلاب مدرسة ابتدائية
يخططون لانقلاب عسكري
ما مذاق شظايا الغياب؟
كأن روزنامة العاج تلعب بعواطف الفِيَلة
يضحك العشب افترسيني يا نجوم بسرعة
هذي بلادي تعود زيتوناً
سأَزوركِ يا رجفتي الحامضة
حينما تنسكب الحروب في قارورة الندم
أتوا من حيث يحضن المغيب خشباتِ الحِبر
لم تعد أنفاق الجرح تؤلم
وسِرْنا بكل ما فينا من مناجم عشب
وطني نسرٌ أضاع عشَّه
لملميني يا أتربة الوديان
أورشليم تعدم بناتِها
حتى القيود تخوننا
وقبضنا على حصة الديناميت في أجسادنا
مرسومٌ إمبراطوري يقضي
بوضع السم في طعام السجين
ننقِّي صياحَ الأسمنت من الجرذان الحكومية
إنكم شجري الزمردي
فأين الشوارع التي سالت من جروحي؟
أيتها الراهبة التي تقمع أنوثتها بإزميل الرغبة
أيتها الكاهنة التي تشتهي الرجال
وتخاف أن تعترف أنها امرأة
سنحوِّل الفاتيكان إلى مدينة إسلامية
الأكذوبةُ محاكم التفتيش العارُ
كاردينالُ القحط زعرانُ ميتشغان
لصوصُ النفط والآثار فرعونُ
راياتُ الفرنجة تحاكم أحدَ أئمة قريش الثوار
الصحفُ العنصرية الغربية بطاقة هوية في جيب إبليس
الطريق هي الأجساد المختلطة بالزنبق
المذابةُ في برتقال الحنين
وأضاء القرميدَ نرجس
قبرةٌ تحفر في مناجم جرحي
فتتساقط عليها شراييني الناضجة
مزهريةُ العطشى خليطٌ من العبقرية والأمراضِ النفسية
ذكِّرْني أين تقع مذبحتي التاسعة
أوصلتُ الصقيعَ إلى منزل جدته
وما زالت الرعود تشكك في وطنية البنفسج
غُربتي تُربتي أسقيها بماء الحب
ومضى المسافرون إلى سحنتي دون وداع
ما النهار القادم في مطارات الشعير؟
حقائبُ على البلاط الذي يموج فينا
لطفاً أيتها الأرامل الواقفات
على صيحة سيارة التاكسي
لا تتركنَ النظراتِ العابرة
على سطوح محارة المساء
عشبةُ الحلم فسخت خطوبتها
فانكسر نخاع الشتاء
واقفاتٌ تحت البرق
صاعداتٌ إلى الشفق غير الواضح
وطني يتسرب في خيوط معطفي
يا دمارُ
دعني أسألكَ عن عناوين الضحايا
أنا متأكد أنكَ لم تجرب إحساسَ العنب
بفقدان الحديقة: رفاقي أو أشلائي
انتظرتكِ في أمسيات الزعفران
كانت عاصمةُ النار تمد رجليها على المنضدة
ربما تكون هذه الأرض هذه الخوخة المشتعلة
آخرَ القصائد التي سيكتبها الثلج
آخرَ ما سيتذكره النسيان
اتركني أتمرغْ في قطن الأمواج
سقطت مراوحُ البكاء في تثاؤب القمر
لا التوتُ المشنوق يشوي لسان النار
ولا الندى يحلب شظايا الجنون
سيافٌ يلملم قروحَ رقاب التلال
ويحضنها نعاماتٍ باكيات
تلجأ أعضائي إلى حفرتها النهائية
إنما حياتي حفرٌ شموسٌ مهاجرة
وكلُّ كتاباتي تسوِّي حفرتي
كلما أمسكتُ خيالَ البطريق
فرَّت من وريدي أغنيات
كلُّ ملح في الدموع سُكَّر في الغيمات
عمَّان، لا تخجلي من تقبيلي أمام الأيائل
التي تخالط عطشي
يا مصلوبين على القصيدة
تلك مدينتي تنام على عنق مخدتي
كنا ندحرج البنادقَ على حواف الجمجمة
المرصوفةِ بالحشائش النازحة
الدركُ في طرقات عمري
لعل المخبرين يتذكرون أصوات البنات
المعلَّقات على بوابة الكلمة
اعترفتْ بدولة النباتات شظيةٌ
انطلقتْ من قلبي المتفجر حباً
سافر البرق مضى القطار
يجلد الصهيلُ أحصنةَ اللفظة
المقاعدُ خالية في مترو الأنفاق
كلهم قتلوه وأخذوا يستعدون
لتنظيم جنازة مهيبة تليق به
إسطبلٌ للحيتان ألغى الصوتَ الرخامي
لكم من الرعد سلام
الموناليزا صارت رقماً حبيساً على جدار أخرس
تقف أمامه نساءٌ مخمورات
لا يفرقن بين أحصنة الذكرى ومدائنِ الرجفة
للآخرين شمعةٌ ولي ضوء البلوط في مقبرة الأولياء
إننا عبرنا من ثقوب أرجلنا إلى ضفة الحلم
كانوا يحصون الرصاصاتِ في إجاصة نائية
وأتى الربيع النازف
يا أمسنا المستقبلي في رواق الانتصار
دُلَّني على كتابات الجليد المحفورة على الموقدة
سنرجع إلى حدائق الخواطر
والسيولُ تحت نوافذنا المهلهلة
ما جدوى البكاء على الحطام المزركش؟
سلالةُ أحجار تحنِّط أشكالَها في المرفأ عند المغيب
وملابسُ الجنود على حبل المشنقة
وأساطيرُ الإبادة المتعفنة تمشي على حبل غسيل منقوع
في أكوام قمامة
سترتدي ميلانو قناعَها هذا المساء
ليس للنساء الذابلات صوت الأشجار
الوجوهُ الميتة تعتمر رؤوساً متحركة
مثل أقواس النهايات وخدودِ السنونو
حدِّدْ معالم حلمنا قبل مجيء الإعصار
نبني وداعَ الريح في الشرفة
التي نام فيها السيل العاري
اشربيني مع صراخ البرقوق
عصيرُ جراح على مائدة رملية
كانت يوماً ما شجرةً في طريق مذبحتي
ترتسم بيوتُ العزاء صفحةَ فضاء
لا تقولي إن تشردنا في المخيمات الغريبة
ذبابةٌ تُسحق على جسر
تفاحٌ قتيل في الصحون
كأن الغد أمطار وحصون
أمشي إلى آخر قلاعي على جناح بحيرة بِكر
الرعشةُ مثل انطفاء المجرة
كيف أنساك يا وطني
وخناجرُ أعشابكَ مزروعة في فراشاتي؟
يصقلني الشجر الفضي
فأنهض أفتش عن جبهتي
أعرف أن أمواس الحلاقة تتقطع
على مدارات الطيور غير القادرة على الهجرة
لكنين نبات أزرق في مزرعة السيوف
ننتظر الخريف لنحتفل بأمطار الصيف
إنْ حاولت القصيدةُ قتلَكَ فلا تقاومْ
فضةٌ الصرخة المهملة
كلُّ جسدٍ يمامة أو مذبحة
الوديانُ تحارب ظلها
فلنقف على رايات الخيبة
هم الموتى المنسيون
ونحن نسينا أن ندفنهم
ذكرياتُ الضفدع المنكسة
هذه المحبرة غطاء الوردات
مداي يخمش سريري
يفتخر الرمل بأسلاك العمر
قيلولةٌ ذهبية على قرنية طوفان
أبوابُ الجرح الصاعق يتشظى
ظمأُ الليالي أُعطيَ ضوءاً لازوردياً
دعْ للنزيف المذهب اكتشاف اللمعان
في طوب حجرات التعذيب
أُفقي يصير في عظامي شُباكاً للفجر
سرطانُ الماء يزحف على قماش الإعدام
لم يبق مني غير جبين أمي فوق المقاصل
لأن رئتي سيفٌ لا غمد
نزيفان على قناديل الحب
يعترف النعنع: بين نَوْمي والوسادة شجرةُ خروب .
إبراهيم أبو عواد
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2010/03/09 12:13:28 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com