عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > أنا و أخت المهاة و القمر

لبنان

مشاهدة
1226

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أنا و أخت المهاة و القمر

آه من الحبّ كلّه عبر
عندي منه الدموع والسهر
وويح صرعى الغرام إنّهم
موتى، وما كفّنوا ولا قبروا
يمشون في الأرض ليس يأخذهم
زهو ولا في خدودهم صعر
لو ولج الناس في سرائرهم
هانت، وربّي، عليهم سقر
ما خفروا دمّة، ولا نكثوا
عهدا، ولا مالا ولا غدروا
قد حملوا الهون غير ما سأم
لولا الهوى للهوان ما صبروا
لم يبق منّي الضّنى سوى شبح
يكاد، لولا الرجاء، يندثر
أمسي وسادي مشابها كبدي
كلاهما النار فيه تستعر
أكل صبّ، يا ليل، مضجعة
مثلي فيه القتاد والإبر
لعلّ طيفا من هند يطرقني
فعند هند عن شقوتي خبر
ما بال هند عليّ غاضبة
ما شاب فودي وليس بي كبر
ما زلت غضّ الشباب لا وهن
يا هند في عزمتي ولا خور
لا درّ درّ الوشاة قد حلفوا
أن يفسدوا بيننا وقد قدروا
واها لأيّامنا ... أراجعة؟
فانّهن الحجول والغرر
أيّام لا الدهر قابض يده
عنّي، ولا هند قلبها حجر
***
لم أنس ليلا سهرته معها
تحنو علينا الأفنان والشجر
غفرت ذنب النّوى بزورتها
ذنب النوى باللقاء يغتفر
بتنا عن الراصدين يكتمنا
الأسودان: الظلام والشعر
ثلاثة للسرور ما رقدوا
أنا وأخت المهاة والقمر
فما لهذي النجوم ساهية
ترنو إلينا كأنّها نذر؟ ...
إن كان صبح الجبين روّعها
فإنّ ليل الشعور معتكر
أو انتظام العقود أغضبها
فإنّ درّ الكلام منتثر
وما لتلك الغصون مطرقة
كأنّها للسلام تختصر
تبكي كأنّ الزمان أرهقها
عسرا، ولكن دموعها الثمر
طورا على الأرض تنثني مرحا
و تارة في الفضاء تشتجر
فأجلفت هند عند رؤيتها
و قد تروع الجآذر الصور
هيفاء لو لم تلن معاطفها
عند التثنّي خشيت تنكسر
من اللّواتي ولا شبيه لها
يزينهنّ ادلال والخفر
في كل عضو وكل جارحة
معنى جديد للحسن مبتكر
تبيت زهر النجوم طامعة
لو أنّها فوق نحرها درر
رخيمة الصوت إن شدت لفتت
لها الدّراري وأنصت السحر
أبثّها الوجد وهي لاهية
أذهلها الحبّ فهي تفتكر
يا هند كم ذا الأنام تعذلنا
و ما أثمنا ولا بنا وزر
فابتدرت هند وهي ضاحكة:
ماذا علينا وإن هم كثروا
فدتك نفسي لو أنّهم عقلوا
و استشعروا الحبّ مثلما عذروا
ما جحد الحبّ غير جاهله
أيجحد الشمس من له بصر؟
ذرهم وإن أجلبوا وإن صخبوا
و لا تلمهم فما هم بشر!
سرنا الهويناء ما بنا تعب
و قد سكتنا وما بنا حصر
لكنّ فرط الهيام أسكرنا
و قبلنا العاشقون كم سكروا
فقل لمن يكثر الظنون بنا
ما كان إلاّ الحديث والنظر
حتّى رأيت النجوم آفلة
و كاد قلب الظلام ينفطر
ودّعتها والفؤاد مضطرب
أكفكف الدمع وهو ينهمر
وودّعتني ومن محاجرها
فوق العقيق الجمان ينحدر
قد أضحك الدهر ما بكيت له
كأنّما البين عنده وطر
كانت ليالي ما بها كدر
و الآن أمست وكلّها كدر
إن نفد الدمع من تذكّها
فجادها بعد أدمعي المطر
عسى اللّيالي تدري جنايتها
على قتيل الهوى فتعتذر
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2010/03/29 05:28:28 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com