ألعراق , العراق دم لا تجففه الشمس |
والشمس أرملة الرب فوق العراق . يقول |
القتيل العراقي للواقفين على الجسر : عِمتم |
صباحاً , فما زلت حياً . يقولون : مازلت |
ميتاً يفتش عن قبره في نواحي الهديل |
|
ألعراق , العراق ... وليل العراق طويل |
ولا يبزغ الفجر إلا لقتلى يصلون نصف صلاة |
ولا يكملون السلام على أحد ... فالمغول |
يجيئون من باب قصر الخليفة في كتف النهر |
والنهر يجري جنوباً جنوباً , ويحمل أمواتنا |
الساهرين إلى أقرباء النخيل |
|
ألعراق , العراق مدافن مفتوحة كالمدارس |
مفتوحة للجميع , من ارمني إلى التركماني |
والعربي . سواسية نحن في درس علم |
القيامة . لا بد من شاعر يتساءل : |
بغداد : كم مرة تخذلين الأساطير ؟ كم |
مرة تصنعين الثماثيل للغد ؟ كم مرة |
تطلبين الزواج من المستحيل ؟ |
|
ألعراق , العراق ... هنا يقف الأنبياء هنا |
عاجزين عن النطق باسم السماء . فمن |
يقتل الآن من في العراق ؟ الضحايا شظايا |
على الطرقات وفي الكلمات . وأسماؤهم نتف |
من حروف مشوهة مثل أجسادهم . وهنا |
يقف الأنبياء معاً عاجزين عن النطق باسم |
السماء , وباسم القتيل |
|
ألعراق , العراق ,فمن أنت في حضرة الانتحار ؟ |
أنا لا أنا في العراق . ولا أنت أنت . وما |
هو إلا سواه . تخلى الإله عن الحائرين |
فمن نحن ؟ من نحن . لسنا سوى خبر |
في القصيدة : ليل العراق طويل طويل ! |