عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > محمود درويش > لا أقل و لا أكثر

فلسطين

مشاهدة
2269

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا أقل و لا أكثر

أَنا اُمرأةٌ. لا أَقلَّ ولا أَكثرَ
أَعيشُ حياتي كما هِيَ
خَيْطاً فَخَيْطاً
وأَغزِلُ صُوفي لألبسَهُ لا
لأُكملَ قصَّةَ هُوميرَ أَو شمسَهُ
وأَرى ما أَرى
كما هُوَ في شكْلِهِ
بيد أَنِّي أُحدِّقُ ما بين حينٍ
وآخرَ في ظلِّهِ
لأحِسَّ بنبض الخسارةِ’
فاكتُبْ غداً
على وَرَقِ الأمس: لا صوْتَ
إلاّ الصدى.
أُحبُّ الغموضَ الضروريَّ في
كلمات المسافر ليلاً إلى ما اُختفى
من الطير فوق سُفُوح الكلام
وفوق سُطُوح القُرى
أَنا امرأة لا أَقلَّ ولا أكثرَ
تُطَيِّرُني زَهْرَةُ اللوز
في شهر آذار من شرفتي
حنيناً إلى ما يقول البعيدُ:
اُلمسيني لأُوردَ خيليَ ماء الينابيع
أَبكي بلا سَبَبٍ واضح وأُحبُّكَ
أَنت كما أَنت لا سَنَداً
أَو سُدَى
ويطلع من كتفيَّ نهارٌ عليك
ويهبط حين أَضمُّكَ ليلٌ إليك
ولستُ بهذا ولا ذاك
لا’ لستُ شمساً و لا قمراً
أَنا امرأةٌ لا أَقلَّ ولا أكثرَ
فكُنْ أَنتَ قَيْس الحنين
إذا شئتَ . أَمَّا أَنا
فيُعجِبُني أَن أُحَبَّ كما أَنا
لا صُورَةً
مُلَوَّنَةً في الجريدة أو فكرةً
مُلَحّنةً في القصيدة بين الأَيائلِ....
أَسْمَعُ صرخة ليلى البعيدة
من غرفة النوم: لا تتركني
سجينةَ قافيةٍ في القبائلِ
لا تتركيني لهم خبرا...
أَنا اُمرأةٌ لا أَقلَّ ولا أكثرَ
أَنا مَن أَنا مثلما
أَنت مَنْ أَنت: تسكُنُ فيَّ
وأَسكُنُ فيك إليك ولَكْ
أُحبّ الوضوح الضروريَّ في لغزنا المشترك
أَنا لَكَ حين أَفيضُ عن الليل
لكنني لَسْتُ أَرضاً
ولا سَفَراً
أَنا اُمرأةٌ لا أَقَلَّ ولا أكثرَ
دَوْرَةُ القَمَر الأنثويّ
فتمرضُ جيتارتي
وَتَراً
وَتَراً
أنا اُمرأةٌ
لا أَقلَّ
ولا أكثرَ!
محمود درويش

ديوان سرير الغريبة
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2010/05/08 08:10:02 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com