بغداد وجهكِ يغريني بطلعته |
يلوح لي قمرًا..من حوله سحبُ |
في ثغركِ الحلوِ أنداءٌ وأغنيةٌ |
وفي جبينكِ يزهو العلم والأدب |
تاريخ مجدٍ..بطون الكتب تحفظه |
بغداد أمٌّ لها التاريخ ينتسب |
فما استراح بنو العباس من تعبٍ |
إلا استراح على أكتافهم تعب |
شاد الحضارة"هارون" بحكمته |
وجاء من بعده "المأمون" يلتهب |
دنيا الفتوحات في أيامهم كمُلت |
بما جرى..تنطق الأشعار والكتب |
أتيتُ نحوكِ يابغداد ملتمساً |
عذراً ..وقد حل في أعصابك النصب |
الشعب في وجلٍ..والأمن في خجلٍ |
والأرض تبكي دماً ..والناس والعرب |
ينبوع دجلة قد جفت جداوله |
وفي الرصافة يغفو الهم والنصب |
نهر الفرات دموع من مدامعنا |
جار الزمان عليه فهو مغترب |
ياليل بغداد هل نرثي لحاضرنا؟ |
أم أن صبح سلمكِ بعد الحرب يقترب؟ |
الطائفية في بغداد عاصفةٌ |
تمزِّق البلد الأغلى ..وتحترب |
وساسة الأمر قد ضلوا وضل بهم |
ناسٌ..فهم للردى عند الوغى حطب |
قال العلوج: لقد جئنا لنخوتكم |
وللسلام قدمنا ..مالنا أرب |
فأين نخوة "أمريكا" وشيمتها |
والحرب من حولنا..والنار ..والشغب؟! |
جئتم إلينا بإرهابٍ يفرقنا |
لوكان يجمعنا..كنا له نثب |
ياللعراق الذي صرنا نتوق له |
محررا شامخا..بالحب منتصب |
ويالبغداد مازالت بلا قدمٍ |
تسعى إلى الصبح في خوف وتنتحب |
وكل من سار نحو الصبح يدركه |
مهما تكاثفت الظلماء والحجب |