أعود إليك ..من قهري ومن تعبي |
أعود إليك . لا تسلي عن السبب |
نقبت جوانب الدنيا بأكمـلهــا |
فتحتُ دروب آفــاقٍ بــلاسحــب |
صعدتُشـواهقاً تسمو نواتـئـهـا |
على الغيماتِ لم أجبن ولم أهــبِ |
سلكتُ دروب أخطارٍ تحُـف بهــا |
شباك الموت تستعصي على الهرب |
بحثتُ بعالم الترحال عن فـرح |
طفوليٍ يداويخافقي الــتعب |
وعـن حريةٍ ظلَّتْ معـالمها |
مشَّوشـةً بأفكـاري وفي كتـبي |
وعن حبٍ خـرافيٍ يؤرجحني |
على جزرٍ من التشويق والعجبِ |
ويمنحني قـليلاً من سـعادته |
ويرقص بي على إيقاعه الطربِ |
أردتُ الأمن والإيمان في أفـقٍ |
خياليٍ فلم أعثر علــى طلـبي |
ســكنتُ كهوف إنسـانٍ بدائيٍ |
صنعتُ رماح صيادٍ من القصـــبِ |
خلـعتُ ملابسـي هرولتُ في فرحٍ |
بلا نعلين فوق الصخر والعشـبِ |
تحممتُ بماء النهـر منتشـياً |
تجففتُ بضـــوء الشمس والـحطبِ |
هبطتُ مغاوراً ما زارها أحـدُ |
سوى الوطواط في تحليقِ مضطربِ |
وكم طاردتُ أشباحاً وفي نفسي |
تطاردني شياطينُ من اللهــــبِ |
وهاأنذا أعــود إليك منهزماً |
وطــعم اليـأس في ثغري وفي هدبي |
تنــاديك بقــايا الحـــبِ والـــذكرى |
بأضـلاعـي . فهل تعفين إنْ أتـــبِ |
تمردتُ عــلى عينيك بعتهـما |
ولم أعـلم بأني كنت محضَ غـبي |
بدفئهـــما شموسُ كنــتُ أجهلها |
تساوي ملئ هــذا الكـون من ذهـبِ |
فهل ما زال لي ركنُ بظِّلهمـا |
وهـل من بعض غفرانٍ لمغتربِ |