عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > إحسان البني > نهايةٌ متوقعة

سورية

مشاهدة
781

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نهايةٌ متوقعة

تلك النهاية’ يا صديقي موجعة
إنْ لم تحطمْ سجنك القاسي
وتلك القوقعة
إن لم تفكرْ مرةً بطريقةٍ
عصريةٍ أو مقنعة
كي لا يكون صغارنا يوماًشهود الفاجعة
***
ذنبنا أنَّا وجدنا في زمانِ الترهاتِ
في زمان الرقِ والغشِّ المموه بالتقى والمكرماتِ
في زمانِ الرشوةِ الجهراءِ والأرضِ المواتِ
خصبها قحط’ البيادرِ إنْ أتاها الموسم’
غيثها ملحُ أجاجُ علقم’
هذا الزمان’ المكفهر المعتم’
المشتاق’ أكسيرَ الحياةِ
***
فكرنا؟
أشلاء’ فكرٍ مزقته قرون’ إفلاسٍ طويلة
فننا؟
قشرُ تصدَّع في مواويلٍهزيلة
في متاهاتِ الزخارفِ والأحاسيس العطيلة
في بكاء الناي والوترِ اليتيمِ على الرباباتِ الذليلة
في عباراتِ التواكلِ فوقَ جدرانِ الفضيلة
في أساطير الخيال المستحيلة
عن قبور الأولياءِ ومعجزاتِ السحرِ والجنِّ الحلولة
كلُّ هذاما تبقى في يدينا!!
من تراثِ الأمةِ الشماءِ في عهد البطولة
***
آه يامروان’ يامامون’ياأمجاد’في قبرالزمانِ
إشهدوا كم نحن’ في هذا الأوانِ
قدْ نسدُّالشمس أعداداً ولكنْ
وفرةَ الأغنامِ والقطعانِ
انظروا ماذا أخذنا منكم’
ماذا ورثنا عنكم’
أسماءنا؟أشكالنا؟لغةً لتحمل فكرنا؟
لكنْ جعلناها أواني
للأغاني
أو حكاياتِ المساء الفارغاتِ من المعاني
وليس للفكر وسيلة
آه لو كنتم مكاني كي ترون اليوم من ماذا نعاني
إرثنا قد بعثرته أصابع الجهلِ الطويلة
أرضنا قد مزقتها جاهليات القبيلة
يأكل’ الجيران’ منها
تسلخ’ الأطراف’ عنها
قدسنا فيها قتيلة
في مساجدها المآذن’ والكنائس’ والعبادات’ ذليلة
نحن’ فيها غرباءْ
نحن’ فيها أتقياءُ بسطاءْ
نحن’ أزلام’ الخواجا القارعينَ له طبوله
سيفنا مستورد’
قمحنا مستورد’
حتى حليب’ صغارنا ودواؤنا مستورد’
نغفو بشباكِ الزمانِ ونقنع’
ببضاعة الغير التي لا نصنع’
بفوائض القمحِ التي لا نزرع’
بوسائلِ الماكياج في العلبِ الجميلة
بأرائكِ الكسلِ الظليلة
في مدائننا العليلة
تختفي الأزهار’ والأطيار’ في فرحِ الطفولة
فوق أعيننا الكسولة
ترسم الأحزان’ ألواناً قبيحة
في وجوه الناسِفي الأرض الذبيحة
في ضياءِ الشمسِ في سحبٍ شحيحة
في الخياناتِ الصريحة
تصنع الدنيا مصائرها ونبقى
نحن’ ردُّ الفعل أقواماً جريحة
***
آه يا أجداد’ لو كنتم معي
كي تستعيروا مقلتاي ومسمعي
وتروا نهايةَ أمةٍ
وطئتْ سنابك’ خيلها نصفَ المدى عبر الجهاتِ الأربع
تدنو من الأجل المقدرِ لا تعي
وستنتهي مثلَ الهنودِ الحمرِ في قفرٍ يقاس بأذرعِ
تحت الشوادر والخيامْ
من سلالاتٍ تجاوزها الزمان’ المنقضي
تحيا لأفواجِ السياحة للتراث كمعرضِ
أواه يا أجداد’ لا تبكوا زوالَ الموضعِ
سمعي وعينايَ اللتان أخذتما
هما من زمانٍ ماحلات الأدمعِ
إحسان البني

30/11/1986 من ديوان ( أعود إليكِ )
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2010/06/26 09:14:13 مساءً
التعديل: الأحد 2010/06/27 05:58:34 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com