عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > عبد القادر الأسود > بُنودُ الشَّام

سورية

مشاهدة
665

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بُنودُ الشَّام

تُلَوِّحُ بالوصالِ ولا تَجودُ
وتُنعِمُ بالوُعودِ فأستَزيدُ
ولو رشَفتْ جُمانُ حَبابَ كأسي
لأَلْفَتْ في شَرابيَ ما تُريدُ
أنا مَنْ عَطَّرَ الأَنسامَ حَرْفي
فغارتْ مِنْ تَضَوُّعهِ الوُرودُ
أنا مَنْ أَسكرَ الأَطْيارَ شَدْوي
فرَدَّدتِ النَشيدَ كمَا أُريدُ
أَنا روحٌ تَضُمُّ الكَونَ حُبّاً
وتُطْلِقُهُ فَيزْدَهِرُ الوُجودُ
وإنْ خانَ الرفاقُ أَنا الوَدودُ
وذِكري في الأَنامِ هُو الحَمِيدُ
أَنا الباقي إذا صاروا رُفاتاً
وفتَّتَ عَظْمَهم واللَّحْمَ دودُ
غَرَسْتُ الحَرْفَ في رَوضي أَصيلاً
فأَثْمَرَ في مَغانيَّ الجديدُ
فَخارُ الناسِ أَنْسابٌ ومَجْدٌ
وفَخْرُ الشِعْرِ سالفُهُ المَجيدُ
فقَصْرٌ لا أُساسَ له مَتينٌ
تُقَوِّضُهُ العَواصِفُ والرُعودُ
ودَوْحٌ لا جُذورَ لهُ سَيَمْضي
بكفِّ الريحِ ما يوماً تَميدُ
ومَنْ يَفْخَرْ بقومٍ ليسَ منهم
لَقيطٌ ما لِنِسْبَتِهِ شُهودُ
فتِلْكَ الضادُ فاسقِ بها الحَنايا
وكم يَحلو بأَحْرُ فِها النَشيدُ
وقُرآني بها ولَها انْتِمَائي
بِروحي يا دُنا عنْها أَذودُ
وللشَهباءِ في جَنْبَيَّ حُبٌ
على سَعَةِ الوُجودِ وقد يَزيدُ
ففيها للوَغى والحَرْبِ صِيدُ
وفيها للهَوى والحُبِّ غِيدُ
فلِلحَرْبِ السيوفُ مُهَنَّداتٍ
وللحُبِّ اللّواحِظُ والنُهودُ
وفيها للعُلا صَرْحٌ مَشيدُ
وأَجْيالٌ تَرودُ وتَسْتَزيدُ
لها أَشْدو بِها يحلو نشيدي
فيَغْبِطُني بها الطَيْرُ الغَرودُ
تُطارِحُني الهوى فأنا السعَيدُ
وتمنحني الرِضا فهي السُعودُ
لأمِّ الجامعاتِ وَقَفْتُ شَدْوي
وهِمْتُ بحبِّها فأنا العَمِيدُ
هي العِزُّ الأَتَمُّ بها نَسودُ
هي المَجْدُ الأَشَمُّ ولا أَزيدُ
وجامعَةٌ يَشِعُّ النورُ منها
على خَطَرِ الخلودِ هي الخلودُ
***
بُنود الشام قلبي والوريدُ
فدى عينيكِ ما قصفتْ رُعودُ
وما هَبت نُسَيْمَات سُحيْراً
بِجَنّاتِ الخُلود، فثَمَّ عيدُ
وما رَقصَتْ على صدْرِ الروابي
غِلالُ الوَرْدِ أَوْ صَدَحَتْ غَرودُ
وما أُمُّ الشَهيدِ نَعَتْ فتاها
مُزَغْردةً فهَلَّلتِ الخُلُودُ
وما خفقتْ بنود الشام عزًّ
وما نَذَرَ الدِماءَ لها شَهيدُ
فَطاولْ قاسيونُ النَجْمَ تيهاً
فَفوق ذُراكَ قد درج الوَليدُ
***
برغمِ زمانِنا، رغمِ المآسي
برغمِ ذوي المَخازي نحن صِيدُ
أَما احْتَشدَتْ قُوى الدنيا علينا
لِتَسْحَقَنا فقُهْقِرَتِ الحُشود؟
وكم من أُمَّةٍ بادتْ بخَطْبٍ
أَما انْقرضَت بأمريكا الهُنود؟
أَما انْدَثَرتْ برغم البأس عادٌ
أَما هَلَكَتْ لمَوْعِدِها ثَمود؟
وإنّا أُمَّةَ القُرآنِ أَقْوى
ولو جَمَعَ الشَياطينَ اليهودُ
نُسورُ الشامِ نحنُ لنا الأَعالي
وتَعْرِفُ مِخْلَبِ النَسْرِ القُرودُ
مُتون السِنْدِيانِ لنا قِلاعٌ
وحِجْرُ الياسَمين لنا لُحودُ
فيا نَتِنَ اليهودِ أَبِحْ ودَمِّرْ
وشَرّدْ ما استَطعتَ ومَن تُريدُ
وجَمِّعْ شُذَّذَ الآفاقِ حتّى
إذا ضاقتْ بِجَمْعِكُمُ الحُدودُ
أَتَيناكم على قَدَرٍ سِباعاً
تُمَزِّقُ لَحْمَكم فهو الوَعيدُ
ومَا نَفْعُ الحَديدِ إذا الْتَحَمْنا
أَظافِرُنا المَقامِعُ والحديدُ
***
فقل للراكعين وقد تَعَرَّوْا
لِذي اللَّذاتِ سَعْيُكُمُ حَمِيدُ
رَبِحتم ذِلَّةَ الدَاريْن فاهْنَوا
ببيعِكُمُ فعيشُكُمُ سعيدُ
وأَيّةُ صِبْغَةٍ للعيش أهْنا
من الراضي القَنوع بما تجودُ
فإنّ الحرَّ أَشقى مَن عليها
وأَسْعَدُهم بِنِعْمَتِها العبيدُ
***
إذا الأقوى أَرادَ فكُنْ مُطيعاً
فلن يَجْني سوى القهرِ العَنيدُ
وإمّا شئتَ أنْ تَحْيا سَعيداً
فلا تثريبَ يَكفيكَ القُعودُ
***
خَسِئْتم يا رؤوسَ الذُلِّ شاهت
وُجوهُكُمُ وغَشَّاها الصَديدُ
خُذوهُ سَلامَكم هذا فإنّي
أنا وعدُ السمَاء أنا الوَعيدُ
أنا العَربيُّ مهمَا شُدُّ قيْدي
ومهمَا اشتدتِ الدنيا شديدُ
غَدِي كالأمسِ مَأثَرتي فإنّي
أنا المجدُ القديمُ أنا الجديدُ
***
وأَهْونُ ما رأَتْ عَيناي باكٍ
كَرامَتَهُ وقد دِيسَتْ عُهودُ
فلا ما باع مَرْدودٌ إليْهِ
وما أُوتِيهِ مِن ثَمَنٍ زَهيدُ
***
صِلي يا شامَنا يومي بأَمْسي
ففي يُمْناكِ يا شامُ الخُلودُ
عبد القادر الأسود

بمناسبة تأسيس جامعة حلب
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2010/07/14 09:48:12 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com