ذكراكِ تَقْتَصُّ من مجنونِ ذكراكِ |
متى سأَقْتَصُّ لي يوماً..؟ وألقاكِ |
يا نورساً غابَ عن أمواجِ محبرتي |
إلى السرابِ .. بقايا شاعرٍ هاكِ |
هاكِ الظلامَ, مخاضَ الشعرِ,معذرةً.. |
لا أملكُ الضوءَ مُذْ أُحْجِبْتُ رؤياكِ |
قلبي تَشَظّى على أبعادِ لوعتِهِ |
كأدْمُعِ الزهدِ في أجفانِ نُسّاكِ |
أبكانيَ الشوقُ لَمّا غبتِ ثانيةً |
أمثليَ الشوقُ.. لَمّا غبتُ أبكاكِ..؟ |
ماذا.. سألتُ القوافي وهيَ صامتةً |
حَيرى.. تُفَتِّشُ عن أوراقِ مُضْناك |
أنا أحاسيسُ أشجارٍ.. يُمَزِّقُها |
سوطُ الخريفِ.. متى أحظى بسُقياكِ |
تَمُرُّ في موكبِ الآهاتِ حنجرتي |
أكنتُ أوَّهْتُ للأقدارِ لولاكِ..؟ |
عودي إليَّ شهيقُ البُعدِ يَخْنُقُني |
فيزفرُ الحزنَ في صدري وينساكِ |
تَمَرَّدَ الليلُ في عينيَّ فاكْتَنَزَتْ |
لونَ الظلامِ.. ورغدُ النومِ حَنّاكِ |
عليَّ منكِ همومٌ ليسَ يَحْمِلُها |
غيري.. ولو صارَ مثلي اليومَ يهواكِ |
أنا بحاجةِ أنثى لا تُعَذّبُني |
أرجوكِ يكفي من التعذيبِ.. رُحماكِ |
بكيتُ شعري على كفّيكِ أسْوِرة |
فضيَّعَ الشعرَ من كفّيك كفّاكِ |
تَعَكّرَ الحبرُ.. شعري باتَ يكرهني |
لإنّهُ ماتَ إحياءً لِطرواكِ |
أتسمعينيَ..؟ شعري بات يكرهني |
مَنْ غيرُ شعري,أنا, للحبِّ أهداكِ..؟ |
أحتاجُ مرآةَ شعرٍ كي أرى وجعي |
لِيَرْسُمَ الشعرُ أوجاعي بمرآكِ |
يغتالُني الحلمُ الواهي..وتحملُني |
ألواحُ عاطفتي الحَرْقَى..لِدنياكِ |
ما عدتُ أعرفُ غيرَ الليلِ في أبدي |
يحدو بمديتِهِ.. في عينِ مولاكِ |
إلى متى ساهراً, أبقى..؟ مُعذّبتي |
وتزرعُ الليلَ في عينيَّ عيناكِ |
تَعَلّقَتْ بحبالِ الوهمِ أُمْنيتي |
ولَوَّحَ اليأسُ منها عندَ شُبّاكي |
عقيمةٌ بعدكِ الساعاتُ.. ما ولدتْ |
لي بسمةً تتجَلّى.. بعدَ منآكِ |
وعدتُ كالأمسِ أوراقاً.. مُهَمّشَةً |
تشكو بصمتٍ.. ولا مَنْ يسمعُ الشاكي |
فإنْ يكنْ ضاعَ عمري في الهوى هِبَةً |
فأدمعُ الزهرِ تُبْكَى فوقَ أشواكِ |
أنا وحيدٌ.. وأشواقي تُعذّبُني |
فمَنْ سيَسمعُ ما يشكوه مُضناكِ |
غدا أراكِ, وإلا لن أراكِ إذاً |
ولا سأقْتَصُّ لي يوماً.. وألقاكِ |
ستقرأينَ على مَنْ قالَ: -فاتحةً- |
ذكراكِ تَقْتَصُّ من مجنونِ ذكراكِ |