الحَمدُ لِلَّهِ عَلى تَقديرِهِ
|
وَحُسنِ ما صَرَفَ مِن أُمورِهِ
|
الحَمدُ لِلَّهِ بِحُسنِ صُنعِهِ
|
شُكراً عَلى إِعطائِهِ وَمَنعِهِ
|
يَخيرُ لِلعَبدِ وَإِن لَم يَشكُرُه
|
وَيَستُرُ الجَهلَ عَلى مَن يُظهِرُه
|
خَوَّفَ مَن يَجهَلُ مِن عِقابِهِ
|
وَأَطمَعَ العامِلَ في ثَوابِهِ
|
وَأَنجَدَ الحُجَّةَ بِالإِرسالِ
|
إِلَيهِمُ في الأَزمُنِ الخَوالي
|
نَتَعصِمُ اللَهَ فَخَيرُ عاصِمِ
|
قَد يُسعِدُ المَظلومَ ظُلمُ الظالِمِ
|
فَضَّلَنا بِالعَقلِ وَالتَدبيرِ
|
وَعِلمِ ما يَأتي مِنَ الأُمورِ
|
يا خَيرَ مَن يُدعى لَدى الشَدائِدِ
|
وَمَن لَهُ الشُكرُ مَعَ المَحامِدِ
|
أَنتَ إِلَهي وَبِكَ التَوفيقُ
|
وَالوَعدُ يُبدي نورَهُ التَحقيقُ
|
حَسبُكَ مِمّا تَبتَغيهِ القوتُ
|
ما أَكثَرَ القوتَ لِمَن يَموتُ
|
إِن كانَ لا يُغنيكَ ما يَكفيكا
|
فَكُلُّ ما في الأَرضِ لا يُغنيكا
|
الفَقرُ فيما جاوَزَ الكَفافا
|
مَن عَرَفَ اللَهَ رَجا وَخافا
|
إِنَّ القَليلِ بِالقَليلِ يَكثُرُ
|
إِنَّ الصَفاءَ بِالقَظى لَيَكدُرُ
|
يا رُبَّ مَن أَسخَطَنا بِجَهدِهِ
|
قَد سَرَّنا اللَهُ بَغَيرِ حَمدِهِ
|
مَن لَم يَصِل فَاِرضَ إِذا جَفاكَ
|
لا تَقطَعَنَّ لِلهَوى أَخاكا
|
اللَهُ حَسبي في جَميعِ أَمري
|
بِهِ غَنائي وَإِلَيهِ فَقري
|
لَن تُصلِحَ الناسَ وَأَنتَ فاسِدُ
|
هَيهاتَ ما أَبعَدَ ما تُكابِدُ
|
التَركُ لِلدُنيا النَجاةُ مِنها
|
لَم تَرَ أَنهى لَكَ مِنها عَنها
|
لِكُلِّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ أَلَم
|
ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
|
مَن لاحَ في عارِضِهِ القَتيرُ
|
فَقَد أَتاهُ بِالبَلى النَذيرُ
|
مَن جَعَلَ النَمّامَ عَيناً هَلَكا
|
مُبلِغُكَ الشَرَّ كَباغيهِ لَكا
|
يُغنيكَ عَن قولِ قَبيحٍ تَركُهُ
|
قَد يوهِنُ الرَأيَ الأَصيلَ شَكُّهُ
|
لِكُلِّ قَلبٍ أَمَلٌ يُقَلِّبُه
|
يَصدُقُهُ طَوراً وَطَوراً يَكذِبُه
|
المَكرُ وَالخِبُّ أَداةُ الغادِرِ
|
وَالكَذِبُ المَحضُ سِلاحُ الفاجِرِ
|
لَم يَصفُ لِلمَرءِ صَديقٌ يَذُقُه
|
لَيسَ صَديقُ المَرءِ مَن لا يَصدُقُه
|
مَعروفُ مَن مَنَّ بِهِ خِداجُ
|
ما طابَ عَذبٌ شابَهَ عَجاجُ
|
ما عَيشُ مَن آفَتُهُ بَقاؤُهُ
|
نَغَّصَ عَيشاً طَيِّباً فَناؤُهُ
|
إِنّا لَنَفنى نَفَساً وَطَرفا
|
لَم يَترُكِ المَوتُ لِإِلفٍ إِلفا
|
وَلِلكَلامِ باطِنٌ وَظاهِرُ
|
في ساعَةِ العَدلِ يَموتُ الجاجِرُ
|
عَلِمتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسعَدَه
|
أَنَّ الشَبابَ وَالفَراغَ وَالجِدَه
|
مَفسَدَةٌ لِلمَرءِ أَيُّ مَفسَدَة
|
يا لِلشَبابِ المَرِحِ التَصابي
|
رَوائِحُ الجَنَّةِ في الشَبابِ
|
لَيسَ عَلى ذي النُصحِ إِلّا الجَهدُ
|
الشَيبُ زَرعٌ حانَ مِنهُ الحَصدُ
|
الغَدرُ نَحسٌ وَالوَفاءُ سَعدُ
|
هِيَ المَقاديرُ فَلُمني أَو فَذَر
|
تَجري المَقاديرُ عَلى غَرزِ الإِبَر
|
إِن كُنتُ أَخطَأتُ فَما أَخطا القَدَر
|
إِنَّ الفَسادَ بَعدَهُ الصَلاحُ
|
يا رُبَّ جِدٍّ جَرَّهُ المِزاحُ
|
ما تَطلُعُ الشَمسُ وَلا تَغيبُ
|
إِلّا لِأَمرٍ شَأنُهُ عَجيبُ
|
لِكُلِّ شَيءٍ مَعدَنٌ وَجَوهَرُ
|
وَأَوسَطٌ وَأَصغَرٌ وَأَكبَرُ
|
وَكُلُّ شَيءٍ لاحِقٌ بِجَوهَرِه
|
أَصغَرُهُ مُتَّصِلٌ بِأَكبَرِه
|
مَن لَكَ بِالمَحضِ وَكُلٌّ مُمتَزِج
|
وَساوِسٍ في الصَدرِ مِنكَ تَعتَلِج
|
مَن لَكَ بَالمَحضِ وَلَيسَ مَحضُ
|
يَخبُثُ بَعضٌ وَيَطيبُ بَعضُ
|
لِلكُلِّ إِنسانٍ طَبيعَتانِ
|
خَيرٌ وَشَرٌّ وَهُما ضِدّانِ
|
إِنَّكَ لَو تَستَنشِقُ الشَحيحا
|
وَجَدتَهُ أَخبَثَ شَيءٍ ريحا
|
عَجِبتُ لَمّا ضَبَّني السُكوتُ
|
حَتّى كَأَنّي حائِرٌ مَبهوتُ
|
كَذا قَضى اللَهُ فَكَيفَ أَصنَعُ
|
وَالصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ
|
نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَيطانِ
|
ما أَولَعَ الشَيطانَ بِالإِنسانِ
|
خَيرُ الأُمورِ خَيرُها عَواقِبا
|
مَن يُرِدِ اللَهُ يَجِد مَذاهِبا
|
الجودُ مِمّا يُثبِتُ المَحَبَّةَ
|
وَالبُخلُ مِمّا يُثبِتُ المَسَبَّه
|
لِكُلِّ شَيءٍ أَجَلٌ مَكتوبُ
|
وَطالِبُ الرِزقِ بِهِ مَطلوبُ
|
لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبٌ وَعاقِبَه
|
وَكُلُّها آتِيَةٌ وَذاهِبَة
|
يا عَجَباً مِمَّن يُحِبُّ الدُنيا
|
وَلَيسَ لِلدُنيا عَلَيهِ بُقيا
|
الصِدقُ وَالبِرُّ هُما الوِقاءُ
|
يَومَ تَقومُ الأَرضُ وَالسَماءُ
|
وَكُلُّ قَرنٍ فَلَهُ زَمانُ
|
وَلَم يَدُم مُلكٌ وَلا سُلطانُ
|
ما أَسرَعَ المَوتَ وَإِن طالَ العُمُر
|
وَرُبَّما كانَ قَليلاً فَكَثُر
|
مَسَرَّةُ الدُنيا إِلى تَنغيصِ
|
وَرُبَّما أَكَت يَدُ الحَريصِ
|
ما هِيَ إِلّا دُوَلٌ بَعدَ دُوَل
|
تَجري بِأَسبابٍ تَأَتّى وَعِلَل
|
ما قَلَبَ القَلبَ كَتَقليبِ الأَمَل
|
لِلقَلبِ وَالآمالِ حَلٌّ وَرَحَل
|
وَكُلُّ خَيرٍ تَبَعٌ لِلعَقلِ
|
وَكُلُّ شَرٍّ تَبَعٌ لِلجَهلِ
|
لِكُلِّ نَفسٍ مِمَمٌ وَنَجوى
|
لا كَرَمٌ يُعرَفُ إِلّا التَقوى
|
لِيَجهَدِ المَرءُ فَما يَعدو القَدَر
|
وَرُبَّما قادَ إِلى الحَينِ الحَذَر
|
ما صاحِبُ الدُنيا بِمُستَريحٍ
|
وَالداءُ داءُ النَهِمِ الشَحيحِ
|
لَم نَرَ شَيئاً يَعدِلُ السَلامَه
|
لا خَيرَ فيما يُعقِبُ النَدامَه
|
بِحَسبِكَ اللَهُ فَما يَقضي يَكُن
|
وَما يُهَوِّنهُ مِنَ الأَمرِ يَهُن
|
كَم مِن نَقِيِّ الثَوبِ ذي قَلبٍ دَنِس
|
فَالموحِشُ الباطِلِ وَالحَقُّ أَنِس
|
تَحَرَّ فيما تَطلُبُ البَلاغا
|
وَاِغتَنِمِ الصِحَّةَ وَالفَراغا
|
المَرءُ يَبغي كُلَّ مَن يَبغيهِ
|
وَكُلُّ ذي رِزقٍ سَيَستَوفيهِ
|
في كُلِّ شَيءٍ عَجَبٌ مِنَ العَجَب
|
وَكُلُّ شَيءٍ فَبِوَقتٍ وَسَبَب
|
الحَقُّ ما كانَ أَحَقُّ ما اِتُّبِع
|
وَرُبَّما لَجَّ لَجوجٌ فَرَجَع
|
الأَمرُ قَد يَحدُثُ بَعدَ الأَمرِ
|
كُلُّ اِمرِئٍ يَجري وَلَيسَ يَدري
|
دُنيايَ يا دُنيايَ غُرّي غَيري
|
إِنّي مِنَ اللَهَ بِكُلِّ خَيرِ
|
لِكُلِّ نَفسٍ صِبغَةٌ وَشيمَه
|
|
لا تَترُكِ المَعروفَ حَيثُ كُنتا
|
وَاِعزِم عَلى الخَيرِ وَإِن جَبُنتا
|
الحَمدُ لِلَّهِ كَثيراً شُكرا
|
اللَهُ أَعلى وَأَعَزُّ أَمرا
|
لا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ بُدُّ
|
وَالغَيُّ لا يَنزِلُ حَيثُ الرُشدُ
|
ما شاءَ رَبّي أَن يَكونَ كانا
|
وَالمَرءُ يُردي نَفسَهُ أَحيانا
|
كُلُّ اِجتِماعٍ فَإِلى اِفتِراقِ
|
وَالدَهرُ ذو فَتحٍ وَذو إِغلاقِ
|
كُلٌّ يُناغي نَفسَهُ بِهاجِسِ
|
تَقَلُّقٌ مِن عُلَقِ الوَساوِسِ
|
نَستَوفِقُ اللَهَ لِما نُحِبُّ
|
ما أَقبَحَ الشَيخَ الكَبيرَ يَصبو
|
في كُلِّ رَأسٍ نَزوَةٌ وَطَربَه
|
رُبَّ رِضىً أَفضَلُ مِنهُ غَضبَه
|
كَم غَضبَةٍ طابَت بِها المَغَبَّه
|
يا عاشِقَ الدُنيا تَسَلَّ عَنها
|
وَيلي عَلى الدُنيا وَوَيلي مِنها
|
ما أَسرَعَ الساعاتِ في الأَيّامِ
|
وَأَسرَعَ الأَيّامَ في الأَعوامِ
|
لِلمَوتِ بي جِدٌّ وَأَيُّ جِدِّ
|
وَلَستُ لِلمَوتِ بِمُستَعِدِّ
|
هَل أُذُنٌ تَسمَعُ ما تُسَمِّعُ
|
قَوارِعُ الدَهرِ الَّتي تُقَرِّعُ
|
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ
|
اِحذَر مُؤاخاةَ اللَئيمِ فِعلُهُ
|
اِنظُر إِذا آخَيتَ مَن تُؤاخي
|
ما كُلُّ مَن آخَيتَ بِالمُؤاخي
|
الحَمدُ لِلَّهِ الكَثيرِ خَيرُهُ
|
لَم يَسَعِ الخَلقَ جَميعاً غَيرُهُ
|
مَن يَشتَكِ الدَهرَ يَطُل في الشَكوى
|
الدَهرُ ما لَيسَ عَلَيهِ عَدوى
|
لَم نَرَ مَن دامَ لَهُ سُرورُ
|
وَصاحِبُ الدُنيا بِها مَغرورُ
|
نَعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَقاءِ
|
ما أَطمَعَ الإِنسانَ في البَقاءِ
|
لَم يَخلُ مِن حُسنِ يَدٍ مَكانُهُ
|
وَالمَرءُ لَم يُسلِمَهُ إِحسانُهُ
|
مَن يَأمَنُ المَوتَ وَلَيسَ يُؤمِنُ
|
نَحنُ لَهُ في كُلِّ يَومٍ نُؤذَنُ
|
يا رُبَّ ذي خَوفٍ أَتى مِن مَأمَنِه
|
كَم مُبتَلىً مِن يَأسِهِ بِأَمَنِه
|
اِستَغنِ بِاللَهِ تَكُن غَنِيّاً
|
اِرضَ عَنِ اللَهِ تَعِش رَضِيّا
|
يا رَبِّ إِنّا بِكَ يا عَظيمُ
|
إِنَّكَ أَنتَ الواسِعُ الحَكيمُ
|
يَكونُ ما لا بُدَّ أَن يَكونا
|
وَكُلُّ راجٍ رَجَّمَ الظُنونا
|
|
سُبحانَ مَن لا يَخيبُ طالِبُه
|
لَم يَعدَمِ اللَهُ وَلِلَّهِ القِدَم
|
وَالسابِقُ اللَهُ إِلى كُلِّ كَرَم
|
ما كُلُّ شَيءٍ يُبرَغى يُنالُ
|
وَطَلِبُ الحَقِّ لَهُ مَقالُ
|
أَفَلحَ مَن كانَ لَهُ تَفَكُّرُ
|
ما كُلُّ ذي عَيشٍ يَرى ما يُبصِرُ
|
وَكُلُّ نَفسٍ فَلَها تَعَلُّلُ
|
وَإِنَّما النَفسُ عَلى ما تُحمَلُ
|
وَعادَةُ الشَرِّ فَشَرُّ عادَه
|
وَالمَرءُ بَينَ النَقصِ وَالزِيادَة
|
لِكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعِ
|
وَإِنَّما النَعيُ بِقَدرِ الناعي
|
وَكُلُّ نَفسٍ فَلَها دَواعِ
|
ما أَكرَهَ الإِنسانَ لِلتَفَضُّلِ
|
وَإِنَّما الفَضلُ لِكُلِّ مُفضِلِ
|
رَبِّ لَكَ الحَمدُ وَأَنتَ أَهلُهُ
|
مَن لَزِمَ التَقوى أَنارَ عَقلُهُ
|
ما غايَةُ المُؤمِنِ إِلّا الجَنَّه
|
تَبارَكَ اللَهُ العَظيمُ المِنَّه
|
يا عَجَباً لِلَّيلِ وَالنَهارِ
|
لا بَل لِساعاتِهِما القِضارِ
|
ما أَطحَنَ الأَيّامَ لِلقُرونِ
|
كَم لِاِمرِئٍ مِن مَأمَنٍ خَؤونِ
|
يا رُبَّ حُلوٍ سَيَعودُ سُمّا
|
وَرُبَّ حَمدٍ سَيَعودُ ذَمّا
|
وَرُبَّ سِلمٍ سَيَعودُ حَربا
|
وَرُبَّ إِحسانٍ يَعودُ ذَنبا
|
المَوتُ لا يُفلِتُ حَيٌّ مِنهُ
|
كَم ذائِقٍ لِلمَوتِ لاهٍ عَنهُ
|
ما أَسرَعَ البَغيَ لِكُلِّ باغِ
|
وَرُبَّ ذي بَغيٍ مِنَ الفَراغِ
|
لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ
|
وَالحَقُّ ذو نورٍ عَلَيهِ يَسطَعُ
|
لا تَطلُبُ المَعروفَ إِلّا مِن أَخِ
|
يَسومُكَ الوِدَّ بِهِ سَومَ السَخي
|
الزُهدُ في الدُنيا هُوَ العَيشُ الرَخي
|
يا رُبَّ شُؤمٍ صارَ لِلبَخيلِ
|
أَكرِم بِأَهلِ العِلمِ بِالجَميلِ
|
مَن كانَ في الدُنيا لَهُ زَهادَه
|
فَعِندَها طابَت لَهُ العِبادَه
|
أَصلِح وَمَن يُصلِح فَماذا يَربَح
|
وَالشَيءُ لا يَصلُحُ إِن لَم يُصلَح
|
كُلُّ جَديدٍ سَيَعودُ مُخلِقاً
|
|
ما اِنتَفَعَ المَرءُ بِمِثلِ عَقلِه
|
وَخَيرُ ذُخرِ المَرءِ حَسنُ فِعلِه
|
لَم يَزَلِ اللَهُ عَلَينا مُنعِما
|
وَمَن طَغى عاشَ فَقيراً مُعدَما
|
اليُبسُ وَالبَأسِ لِأَهلِ الباسِ
|
وَسادَةُ الناسِ خِيارُ الناسِ
|
أَيُّ بِناءٍ لَيسَ لِلخَرابِ
|
وَأَيُّ آتٍ لَيسَ لِلذَهابِ
|
كَأَنَّ شَيئاً لَم يَكُن إِذا اِنقَضى
|
وَما مَضى مِمّا مَضى فَقَد مَضى
|
ما أَزيَنَ العَقلَ لِكُلِّ عاقِلِ
|
ما أَشيَنَ الجَهلَ لِكُلِّ جاهِلِ
|
بُؤسى لِمَن قالَ بِما لا يَعلَمُ
|
وَصاحِبُ الحَقِّ فَلَيسَ يَندَمُ
|
الخَيرُ أَهلٌ أَن يُحِبَّ أَهلُهُ
|
وَالحَقُّ ذو خِفٍّ ثَقيلٍ حَملُهُ
|
وَالحَينُ خَتّالٌ لَطيفٌ خَتلُهُ
|
أَينَ يَفِرُّ المَرءُ أَينَ أَينا
|
كُلُّ جَميعٍ سَيُلاقي بَينا
|
إِلَيكِ يا دُنيا إِلَيكِ عَنّي
|
ماذا تُريدينَ تَخَلّي مِنّي
|
يا دارُ دارَ الهَمِّ وَالمَعاصي
|
هَل فيكِ لي بابٌ إِلى الخَلاصِ
|
نَطلُبُ أَن نَبقى وَلَيسَ نَبقى
|
كُلٌّ سَيَلقى اللَهَ حَقّا حَقّا
|
لِكُلِّ عَينٍ عِبرَةٌ فيما تَرى
|
وَالحَقُّ مَحفوفٌ بِأَعلامِ الهُدى
|
يَقبَلُهُ العَقلُ وَيَنفيهِ الهَوى
|
كَم بارَكَ اللَهُ لِقَلبي فَاِتَّسَع
|
وَاللَهُ إِن بارَكَ في شَيءٍ نَفَع
|
لا تُتبِعِ المَعروفَ مِنكَ مِنّا
|
أُخِيَّ أَحسِن بِأَخيكَ الظَنّا
|
سُبحانَكَ اللَهُمَّ سَلِّم سَلِّمِ
|
وَتَمِّمِ النُعمى عَلَينا تَمَم
|
طوبى لِمَن صَحَّت بَناتُ حِسِّهِ
|
وَمَن كَفاهُ اللَهُ شَرَّ نَفسِهِ
|
كَم دَولَةٍ سَوفَ يَكونُ غَيرُها
|
وَسَوفَ يَفنى شَرُّها وَخَيرُها
|
يا عَجَباً لِلدَهرِ في تَقَلُّبِه
|
المَرءُ مُذ كانَ عَلى تَوَثُّبِه
|
ما بَينَ نابَيهِ وَبَينَ مِخلَبِه
|
ما أَعظَمَ الحُجَّةَ إِن عَقَلنا
|
ما يَغفُلُ المَوتُ وَإِن غافَلنا
|
اِعتَبِرِ اليَومَ بِأَمسِ الذاهِبِ
|
وَاِعجَب فَما تَنفَكُّ مِن عَجائِبِ
|
|
وَاللَهُ في كُلِّ الأُمورِ يَقضي
|
|
يا صاحِبَ التَسويفِ ماذا تَنتَظِر
|
|
وَالمَوتُ ما أَسرَعَهُ وَأَوحى
|
يا رَبِّ إِنّي بِكَ أَنتَ رَبّي
|
وَمِنكَ إِحسانٌ وَمِنّي ذَنبي
|
أَستَغفِرُ اللَهَ فَنِعمَ القادِرُ
|
اللَهُ لي مِن شَرِّ ما أُحاذِرُ
|
حَتّى مَتى المُذنِبُ لا يَتوبُ
|
أَما تَرى ما تَصنَعُ الخُطوبُ
|
ما المُلكُ إِلّا الجاهُ عِندَ اللَهِ
|
الجاهُ عِندَ اللَهِ خَيرُ جاهِ
|
كاسَ اِمُؤٌ مُنتَظِرٌ لِلمَوتِ
|
وَكاسَ مَن بادَرَ قَبلَ الفَوتِ
|
سَبيلُ مَن ماتَ هُوَ السَبيلُ
|
بَقاؤنا مِن بَعدِهِم قَليلُ
|
قَد يَضحَكُ القَلبُ بِعَينٍ تَبكي
|
وَالأَخذُ قَد يَجري بِمَعنى التَركِ
|
ما هِيَ إِلّا الحادِثاتُ حَتّى
|
تَترُكَ أَهلَ الأَرضِ بَتّا بَتّا
|
لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الحَوادِثِ
|
تَمُرُّ تَطوي حادِثاً بِحادِثِ
|
لا عَيشَ إِلّا عَيشُ أَهلِ الآخِرَه
|
إِنّا لَنَعمى وَالعُيونُ ناظِرَه
|
المَوتُ حَقٌّ لَيسَ فيهِ شَكٌّ
|
تَفنى المُلوكُ وَيَبيدُ المُلكُ
|
اللَهُ رَبّي وَهوَ المَليكُ
|
لَيسَ لَهُ في مُلكِهِ شَريكُ
|
اللَهُ يَفنينا وَلَيسَ يَفنى
|
لَهُ الجَلالُ وَالصِفاتُ الحُسنى
|
اللَهُ مَولانا وَنِعمَ المَولى
|
فَقُل لِمَن يَعصيهِ أَولى أَولى
|
ما هُوَ إِلّا عَفوُهُ وَحِلمُهُ
|
سُبحانَ مَن لا حُكمَ إِلّا حُكمُهُ
|
نَتائِجُ الأَحوالِ مِن لا وَنَعَم
|
وَالنَفسُ مِن بَينِ صُموتٍ وَعَدَم
|
يَذهَبُ شَيءٌ وَيَجيءُ شَيُّ
|
ما هُوَ إِلّا رَشَدٌ وَغَيُّ
|
وَإِنَّما العِلمُ بِعَينٍ وَأَثَر
|
وَإِنَّما التَعليمُ عِلمٌ وَخَبَر
|
نَحنُ مِنَ الدُنيا عَلى وِفازِ
|
طوبى لِمَن أَسرَعَ في الجِهازِ
|
وَكُلُّ مَأخوذٍ فَسَوفَ يُترَكُ
|
وَالمُلكُ لا يَبقى وَلا المُمَلَّكُ
|
أَتَت مُلوكٌ وَمَضَت مُلوكُ
|
غَرَّتهُمُ الآمالُ وَالشُكوكُ
|
المَلِكُ الحَيُّ هُوَ المُميتُ
|
لَهُ الجَميعُ وَلَهُ الشَتيتُ
|
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ مِنَ العِبرِ
|
وَكُلُّ شَيءٍ بِقَضاءٍ وَقَدَر
|
رَبّي إِلَيهِ تُرجَعُ الأُمورُ
|
أَستَغفِرُ اللَهَ هُوَ الغَفورُ
|
عَمِلتُ سوءً وَظَلَمتُ نَفسي
|
وَخِبتُ يَومي وَأَضَعتُ أَمسي
|
وَلي غَدٌ يُؤخَذُ مِنّي لَهُما
|
هُما الدَليلانِ عَلى ذاكَ هُما
|
يا عَجَباً مِن ظُلمِ الذُنوبِ
|
إِنَّ لَها رَيناً عَلى القُلوبِ
|
اللَهُ فَعّالٌ لِما يَشاءُ
|
غَداً غَداً يَنكَشِفُ الغِطاءُ
|
كَم شِدَّةٍ مِن بَعدِها رَخاءُ
|
إِنَّ الشَقِيَّ لِلشَقِيُّ الخائِنُ
|
وَكُلُّنا عَمّا نَراهُ بائِنُ
|
كُلٌّ سَيَفنى عاجِلاً وَشيكا
|
تَرحَلُ عَن تَيّا وَتَنأى تيكا
|
ناهيكَ مِمّا سَتَرى ناهيكا
|
وَكُلُّ شَيءٍ مُقبِلٌ مُوَلِّ
|
وَكُلُّ ذي شَيءٍ لَهُ مُخَلِّ
|
رَضيتُ بِاللَهِ وَبِالقَضاءِ
|
ما أَكرَمَ الصَبرَ عَلى البَلاءِ
|
نَعَبُ وَالدَهرُ بِنا سَريعُ
|
وَالمَوتُ بينا دائِبٌ ذَريعُ
|
كُلُّ بَني الدُنيا لَها صَريعُ
|
أَلا اِنتَبِه ثُمَّ اِنتَبِه يا ناعِسُ
|
أُخَيَّ لا تَلعَب بِكَ الوَساوِسُ
|
دُنيايَ يا دُنيايَ يا دارَ الفِتَن
|
يا دارُ يا دارَ الهُمومُ وَالحَزَنَ
|
يا غَيرَ الدَهرِ وَيا صَرفَ الزَمَن
|
إِن أَنا لَم أَبكِ عَلى نَفسي فَمَن
|
لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ مِنَ الفَرَجِ
|
تَثَقَّفَ الحَقُّ فَما فيهِ عِوَج
|
يا عَجَباً ما أَسرَعَ الأَيّاما
|
عَجِبتُ لِلنائِمِ كَيفَ ناما
|
يا عَجَباً كُلٌّ لَهُ تَصريفُ
|
صَرَّفَهُ المُصَرِّفُ اللَطيفُ
|
وَأَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ فِكرَه
|
وَأَيُّ شَيءٍ لَيسَ فيهِ عِبرَه
|
نَرى اِفتِراقاً وَنَرى اِجتِماعا
|
نَرى اِتِّصالاً وَنَرى اِنقِطاعا
|
المُؤمِنُ المُخلِصُ لا يَضيعُ
|
وَحُكمَةُ اللَهِ لَهُ رَبيعُ
|
حَتّى مَتى لا تَرعَوي حَتّى مَتى
|
لَقَد عَصَيتَ اللَهَ كَهلاً وَفَتى
|
ما أَقرَبَ النَقصَ مِنَ النَماءِ
|
وَكُلُّ مَن تَمَّ إِلى فَناءِ
|
أَرى البِلى فينا لَطيفَ الفَحصِ
|
بَينَ الزِياداتِ وَبَينَ النَقصِ
|
إِن كُنتَ تَبغي أَن تَكونَ أَملَسا
|
فَكُن مِنَ الدُنيا أَصَمَّ أَخرَسا
|
وَأَرغَب إِلى اللَهِ عَسى اللَهُ عَسى
|
يا ذا الَّذي اِستيقاظُهُ مُشتَبَهُ
|
لا راقِدٌ أَنتَ وَلا مُستَنبِهُ
|
مَن آثَرَالمُلكَ عَلى الكَينونَه
|
كانَ مِنَ المُلكِ عَلى بَينونَه
|
لِيَخشَ عَبدٌ دَعوَةَ المَظلومِ
|
وَحِكمَةِ الحَيِّ بِها القَيّومِ
|
وَيحَكَ يا مُغتَصِبَ المِسكينِ
|
وَيحَكَ مِن دَيّانِ يَومِ الدَينِ
|
الدينُ لِلَّهِ هُوَ الدَيّانُ
|
وَحُجَّةُ اللَهِ هِيَ السُلطانُ
|
تُدانُ يَوماً ما كَما تَدينُ
|
وَيحَكَ يا مِسكينُ يا مِسكينُ
|
لِمِثلِ هَذا فَلَبَّيكَ الباكي
|
حَسبُكَ بِالبُيودِ مِن هَلاكِ
|
لَيسَ الرِضى إِلّا لِكُلِّ راضِ
|
وَكُلُّ أَمرِ اللَهِ فينا ماضِ
|
السُخطُ لا يَبرَحُ كُلَّ ساخِطِ
|
أَيُّ هَوىً فيهِ سُقوطُ الساقِطِ
|
وَصِلِ اللَهَ عَلى ما تَهوى
|
وَلازِمِ الرُشدَ لِكَي لا تَغوى
|
مَن ضاقَ حَلَّت نَفسُهُ في الضيقِ
|
لَيسَ اِمرُؤٌ ضاقَ عَلى الطَريقِ
|
ما أَوسَعَ الدُنيا عَلى المُسامِحِ
|
ما فازَ إِلّا كُلُّ عَبدٍ صالِحِ
|
عاقِبَةُ الصَبرِ لَها حَلَوَه
|
وَعادَةُ الشَرِّ لَها ضَراوَه
|
تَعَزَّ بِالصَبرِ عَلى ما تَكرَهُ
|
وَلا تُخَلِّ النَفسَ حينَ تَشرَهُ
|
النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواها
|
فاغِرَةٌ نَحوَ هَواها فاها
|
لا تَبغِ ما يَجزيكَ مِنهُ دونَهُ
|
وَإِن رَأَيتَ الناسَ يَطلُبونَهُ
|
أَيُّ غِنىً لِلمَرءِ في القُنوعِ
|
وَالمَرءُ ذو حِرصٍ وَذو وَلوعِ
|
المَرءُ دُنياهُ لَهُ غَرّارَه
|
وَالنَفسُ بِالسوءِ لَهُ أَمّارَه
|
ما النَفسُ إِلّا كَدرٌ وَصَفو
|
طَعمٌ لَهُ مُرُّ وَطَعمٌ حُلو
|
لِكُلِّنا يا دارُ مِنكِ شَجو
|
وَبَعضُنا مِن شَجوِ بَعضٍ خِلو
|
ما زالَتِ الدُنيا لَنا دارَ أَذى
|
مَمزوجَةَ الصَفوِ بِأَلوانِ القَذى
|
الخَيرُ وَالشَرُّ بِها أَزواجُ
|
لِذا نِتاجٌ وَلِذا نِتاجُ
|
سُبحانَ رَبّي فالِقِ الإِصباحِ
|
ما أَطلَبَ المَساءَ لِلصَباحِ
|
إِنَّ الجَديدَينِ هُما هُما هُما
|
هُما هُما دائِرَةٌ رَحاهُما
|
يا دارُ الباطِلِ المُعَتَّقِ
|
عَلِقتُ مِمَّن فيكَ كُلَّ مَعلَقِ
|
لا عَيشَ إِلّا عَيشُ أَهلِ الحَقِّ
|
دارُ خُلودٍ لِحِسابِ الحَقِّ
|
ما عَيشُ مَن ضَلَّ الرِضى بِعَيشِ
|
الساخِطِ العَيشِ كَثيرُ الطَيشِ
|
جَدَّ بِنا الأَمرُ وَنَحنُ نَلعَبُ
|
وَكُلُّ آتٍ فَكَذاكَ يَذهَبُ
|
يَنعى حَياةَ الحَيِّ مَوتُ المَيِّتِ
|
يُسمِعُهُ النَعيَ بِصَوتٍ صَيِّتِ
|
عَلَيكَ لِلناسِ بِنُصحِ الجَيبِ
|
وَكُن مِنَ الناسِ أَمينَ الغَيبِ
|
إِرضَ مِنَ الدُنيا بِما يَقوتُكا
|
وَاِعلَم بِأَنَّ الرِزقَ لا يَفوتُكا
|
القوتُ مِن حِلٍّ كَثيرٌ طَيِّبُ
|
وَالخَطَرُ بِكرٌ تارَةً وَثَيِّبُ
|
أَصلُ الخَطايا خَطرَةٌ وَنَظرَةُ
|
وَغَدرَةٌ ظاهِرَةٌ وَفَجرَةُ
|
لِيَسلَمِ الناسُ جَميعاً مِنكا
|
وَاِرضَ لَعَلَّ اللَهَ يَرضى عَنكا
|
تَبارَكَ اللَهُ وَجَلَّ اللَهُ
|
أَعظَمُ ما فاهَت بِهِ الأَفواهُ
|
ما أَوسَعَ اللَهَ وَجَلَّ خَلقِهِ
|
كُلٌّ فَفي قَبضَتِهِ وَرِزقِهِ
|
بِاللَهِ نَقوى لِأَداءِ حَقِّهِ
|
كُلُّ اِمرِئٍ في شَأنِهِ يُرَقِّعُ
|
وَالرَقعُ لا يَبقى وَلا المُرَقَّعُ
|
ما أَشرَفَ الكَسبَ مِنَ الحَلالِ
|
ما أَكرَمَ السَعِيَ عَلى العِيالِ
|
ما أَكذَبَ الآمالِ عِندَ الحَينِ
|
وَالسَيرُ في إِصلاحِ ذاتِ البَينِ
|
آيُّ رَجاءٍ لَيسَ فيهِ خَوفُ
|
وَرُبَّما خانَت عَسى وَسَوفُ
|
ما هُوَ إِلّا الخَوفُ وَالرَجاءُ
|
لا تَرجُ مَن لَيسَ لَهُ حَياءُ
|
يا عَينُ يا عَينُ أَما رَأَيتِ
|
أَما رَأَيتِ قَطُّ قَبرَ مَيتِ
|
يا عَينُ قَد نُكيتِ إِن بَكيتِ
|
بَيتُ البِلى أَقصَرُ بَيتٍ سَمكا
|
سُبحانَ مَن أَضحَكَنا وَأَبكى
|
يا لِلبَلى يا لِلبَلى يا لِلبَلى
|
إِنَّ البَلى يُسرِعُ تَغيّرَ الحِلا
|
لا بُدَّ يَوماً يُحصَدُ المَزروعُ
|
وَكُلُّنا عَن نَفسِهِ مَخدوعُ
|
نَحنُ جَميعاً كُلُّنا عَبيدُ
|
مَليكُنا مُقتَدِرٌ حَميدُ
|
لَنا مَليكٌ مُحسِنٌ إِلَينا
|
مَن نَحنُ لَولا فَضلُهُ عَلَينا
|
أَكثَرُ ما نُعنى بِهِ وَلوعُ
|
طوبى لِمَن كانَ لَهُ قُنوعُ
|
سُبحانُ مَن ذَلَّت لَهُ الأَشرافُ
|
أَكرَمُ مَن يُرجى وَمَن يُخافُ
|
ما هُوَ إِلّا العَزمُ وَالتَوَكُّلُ
|
البِرُّ يَعلو وَالفُجورُ يَسفُلُ
|
كَم مَرَّةٍ حَفَّت بِكَ المَكارِهُ
|
خارَ لَكَ اللَهُ وَأَنتَ كارِهُ
|
عَجِبتُ لِلدَهرِ وَلِاِنقِلابِهِ
|
ما لَكَ لا تُعنى بِما يُعنى بِهِ
|
إِذا جَعَلتَ الهَمَّ هَمّاً واحِدا
|
نَعِمتَ بالاً وَغَنيتَ راشِدا
|
يا عَجَباً لِلنَفسِ ما أَشرَدَها
|
ما أَقرَبَ النَفسَ وَما أَبعَدَها
|
النَفسُ أَعدى لَكَ مِمّا تَحسِبُ
|
حَسبُكَ مِن عِلمِكَ ما تُجَرِّبُ
|
يا عَجَباً يا عَجَباً يا عَجَبا
|
يا عَجَباً لِمَن لَها وَلَعِبا
|
يا عَجَباً لِلطَرفِ كَيفَ يَطمَحُ
|
يا عَجَباً لِلمَرءِ كَيفَ يَفرَحُ
|
ما أَسرَعَ المَوتَ لِذي طَرفٍ طَمَح
|
لَم يَترُكِ المَوتُ لِذي لُبِّ فَرَح
|
يا رَبِّ يا رَبِّ لَقَد أَنعَمتا
|
يا رَبِّ ما أَحسَنَ ما عَلَّمتا
|
يا رَبِّ أَسعِدني بِما عَلَّمتَني
|
وَلا تُهنِيِّ بَعدَ إِذ أَكرَمتَني
|
دَع عَنكَ يا هَذا بُنَيّاتِ الطُرُق
|
إِن لَم تَصُن وَجهَكَ يا هَذا خَلُق
|
دَع عَنكَ ما لَيسَ بِهِ مُستَمتَعُ
|
وَشَرُّ ما حاوَلتَ ما لا يَنفَعُ
|
وَخَيرُ أَيّامِكَ يَومُ تُنعِمُ
|
وَشَرُّ أَيّامِكَ يَومُ تَظلِمُ
|
وَخَيرُ ما قُلتَ بِهِ ما يُعرَفُ
|
وَشَرُّ مَن صاحَبتَ مَن لا يُنصِفُ
|
وَخَيرُ مَن قارَنتَ مَن لا يَخرُقُ
|
وَشَرُّ مَن خالَفتَ مَن لا يَرفُقُ
|
كُلٌّ إِذا ما مَسَّهُ الضُرُّ شَكا
|
وَكُلُّ مَن أَبكَتهُ دُنياهُ بَكى
|
يا عَينُ ما لَكِ لا تَبكينا
|
تَبَصَّري إِن كُنتِ تُبصِرينا
|
ما أَعجَبَ الأَمرَ لِمَن تَعَجَّبا
|
ما أَسرَعَ القَلبَ إِذا تَقَلَّبا
|
يَحُلُّ قَلبُ المَرءِ حَيثُ مالُهُ
|
ما كُلُّ مَن أَطمَعَني أَنالُهُ
|
قَدِّم لِما بَينَ يَدَيكَ قَدِّمِ
|
أُفٍّ وَتُفٍّ لِعَبيدِ الدِرهَمِ
|
الصِدقُ وَالبِرُّ أَصَبنا تَوأَما
|
وَالمُسلِمُ البَرُّ يَبَرُّ المُسلِما
|
لا سَعَةٌ أَوسَعَ مِن حُسنِ الخُلُق
|
مَنِ اِعتَدى تاهَ وَمَن تاهَ حُمُق
|
ما كُلُّ مَعقودٍ لَهُ وَثيقَه
|
وَالصِدقُ ما كانَت لَهُ حَقيقَه
|
في الغَيِّ خُسرانٌ وَفي الرُشدِ دَرَك
|
أَوسَعُ خَيرِ المَرءِ خَيرٌ مُشتَرَك
|
ما زالَتِ الدُنيا سُكوناً وَحَرَك
|
يا عَينُ أَبغي مِنكِ أَن تَجودي
|
بِأَدمُعٍ تَنهَلُّ كَالفَريدِ
|
يَئِستُ في الدُنيا مِنَ الخُلودِ
|
يَحِقُّ لي يا عَينُ أَن بَكَيتُ
|
أَبكي لِعِلمي بِالَّذي أَتَيتُ
|
أَنا المُسيءُ المُذنِبُ الخَطّاءُ
|
في تَوبَتي عَن حَوبَتي إِبطاءُ
|
ما عِندَ يَومي ثِقَةٌ لي بِغَدِ
|
لا بُدَّ مِن دارِ خُلودِ الأَبَدِ
|
يا حَزَني يا حَزَني يا حَزَني
|
لا بُدَّ أَن يَترُكَ روحي بَدَني
|
يا غَدرَةَ الأَيّامِ ما لي وَلَكِ
|
لَم تُبقِ لي شَيئاً وَلَم تَتَّرِكِ
|
قَرَّبَتِ الأَيّامِ مِنّي أَجَلي
|
بَرَّحَتِ الأَيّامُ بي في عِلَلي
|
زادَتنِيَ الأَيّامُ في تَجريبي
|
باعَدَتِ الأَيّامُ في تَقريبي
|
يا يَومُ يَومَ البَينِ وَالشُحوطِ
|
يا يَومُ يَومَ العودِ وَالحُنوطِ
|
يا يَومُ يَومَ العَلَزِ الشَديدِ
|
يا يَومُ يَومَ النَفَسِ البَعيدِ
|
يا يَومُ يَومَ الأَجَلِ المَعدودِ
|
يا يَومُ يَومَ المَنهَلِ المَورودِ
|
يا يَومُ يَومَ السِدرِ وَالكافورِ
|
يا يَومُ يَومَ الكَفَنِ المَنشورِ
|
يا يَومُ يَومَ الخَتمِ بِالوَفاةِ
|
يا يَومُ يَومَ الهَجرِ لِلحُماةِ
|
يا يَومُ يَومَ المَيِّتِ المُسَجّى
|
عَلى سَريرٍ لِلبَلى يُزَجّى
|
يا يَومُ يَومَ الرَنَّةِ الطَويلَه
|
يا يَومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَه
|
يا يَومُ يَومَ لَيسَ عَنهُ مَدفَعُ
|
يا يَومُ يَومَ النَفسِ حينَ تُرفَعُ
|
صارَ اِمرُؤٌ فيهِ إِلى ما فيهِ
|
يُسعِدُهُ ذَلِكَ أَو يُشقيهِ
|
ما أَشغَلَ المَيِّتَ عَن باكيهِ
|
أَسلَمَ مَقبوراً مُشَيِّعوهُ
|
اِنصَرَفوا عَنهُ وَخَلَّفوهُ
|
ساعَةَ سَوَّوا تُربَهُ عَلَيهِ
|
وَلَّوا وَلَم يَلتَفِتوا إِلَيهِ
|
سَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَ المَيتِ
|
لا بَل سَيَلهونَ بِلَو وَلَيتِ
|
إِنّا إِلى اللَهِ لَراجِعونا
|
حَتّى مَتى نَحنُ مُضَيِّعونا
|
بَينا اِمرُؤٌ بَينَ يَدَيكَ حَيّاً
|
إِذ صِرتَ لا تُبصِرُ مِنهُ شَيّا
|
أَعانَنا اللَهُ عَلى لِقائِهِ
|
كَم مُخطِئٍ ذي عَجَبٍ بِرائِهِ
|
ما الناسُ إِلّا وارِدٌ وَصادِرُ
|
الطَمعُ لِلغالِبِ فَقرٌ حاضِرُ
|
طوبى لِمَن يَقنَعُ ما أَغناهُ
|
وَيحَ مَنِ اِستَعبَدَهُ هَواهُ
|
أُخَيَّ لا تَذهَب بِكَ المَذاهِبُ
|
أَظَلَّكَ المَوتُ وَأَنتَ لاعِبُ
|
أُخَيَّ إِنَّ المَوتَ قَد أَظَلَّكا
|
هَل لَكَ أَن تُعنى بِهِ لَعَلَّكا
|
اللَهُ رَبّي قُوَّتي وَحَولي
|
اللَهُ لي مِن يَومٍ كُلِّ هَولِ
|
يا رَبِّ سَلِّمنا وَسَلِّم مِنّا
|
وَتُب عَلَينا وَتَجاوَز عَنّا
|
يا رَبِّ إِنّا بِكَ حَيثُ كُنّا
|
كَم فَلتَةٍ لي قَد وُقيتُ شَرَّها
|
ما أَنفَعَ الدُنيا وَما أَضَرَّها
|
إِنّا مِنَ الدُنيا لَفي طَريقِ
|
إِلى الغَساقِ أَو إِلى الرَحيقِ
|
ما هِيَ إِلّا جَنَّةٌ وَنارُ
|
أَفلَحَ مَن كانَ لَهُ اِعتِبارُ
|
كاسَ اِمرُؤٌ مُتَّعِظٌ بِغَيرِهِ
|
دَع شَرَّ ما تَأتي وَخُذ في خَيرِهِ
|
خَلا أَخٌ عَنكَ فَلا تُخَلِّهِ
|
مَن لَكَ يَوماً بِأَخيكَ كُلِّهِ
|
مَن يَسأَلِ الناسَ يَهُن عَلَيهِمُ
|
بُؤسى لِمَن حاجَتُهُ إِلَيهِمُ
|
تَرى مُجتَمِعاً لا يَفتَرِق
|
وَكُلُّ ما زادَ فَلِلنَقصِ خُلِق
|
مَن يَسأَلِ الناسَ يُخَيِّبوهُ
|
وَيُعرِضوا عَنهُ وَيُصغِروهُ
|
مَن صَنَعَ الناسَ تَكَنَّفوهُ
|
وَاِقتَرَبوا مِنهُ وَكَرَّموهُ
|
سُبحانَ مَن باعَدَ في تَقَدُّمِه
|
نَعصيهِ في قَبضَتِهِ بِأَنعُمِه
|
كِلا الجَديدَينِ بِنا حَثيثُ
|
مِنَ الخُطوبِ عَجِلٌ مَكيثُ
|
طوبى لِمَن طابَ لَهُ الحَديثُ
|
ما يَستَوي الطَيِّبُ وَالخَبيثُ
|