إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نُسورٌ هائمةٌ جوَّعٌ، |
تَجوبُ أَهويَةَ المدينة. |
تتناسلُ مثلَ الغربانِ، |
وتنثرُ روائِحَها النتنة،َ |
عبرَ الطُرقِ المحلِّقةِ، |
وعَبرَ النفوس.ِ |
نسرٌ هوى وانتهى، |
مخالبُهُ كسَّرتْها الفرائسُ، |
ومنقارُه لم يعد قادراً على التمزيق.ِ |
هاهو الآن بلا حراكٍ، |
تفوحُ منه رائحةَ الأجياف،ِ |
ولكن لا بأسَ! |
فلم تكنْ رائحتُهُ قبلَ ذلكَ أرقى. |
كم أتوقُ لنتفِ ريشِهِ، |
وأفقأ بها عيونَ الباقين؟ |
هكذا هَمستْ إحدى الحَمائم،ِ |
فالكلامُ ممنوعٌ |
بحضرةِ النسورِ المتبقية.ِ |
***** |
لا تشاجرَ ولا نزاع،َ |
فقد علَّمنا النَسرُ الأكبرُ |
كيفَ نُبقي ذيولَنا هادئةً |
حتَّى في أشدِّ العواصفِ. |
يا حَمامةَ قلبيَ الصغيرةُ |
لم تعودي قادرةً على بناءِ عشٍ، |
وفقدتِ لونكِ من شدةِ الوحدة،ِ |
ورغباتُكِ حتى الجنسيةُ منها أصبحتْ |
إطارَ صورةٍ لنسرٍ عاجزٍ، |
كيفَ تتحمَّلينَ أنْ يلجكِ هذا الكائنُ المخيفُ |
وأنتِ تتمزقينَ جُوعاً وألما؟ً |
ألا تَستيقضين؟ |
***** |
وارأساهُ.. نسرٌ آخرٌ |
يَمخرُ الطُرقَ المحلِّقةَ |
وغيرَ المحلقة.ِ |
جناحاهُ رشيقانِ، وألوانُه زاهية.ٌ |
طويلٌ كما الليلِ، |
وباردٌ كصَحارى القَمر.ِ |
تُحيط بهِ كلُّ النسورِ القُدامى، |
تُدغدغُ قوادمَه الفتيَّةَ، |
وتقدِّمُ له وجبةً دسمةً |
مِن رَقصاتِ التزاوج.ِ |
لمِ لا وهو حامي رِيشِها! |
آه أيَّتها النُسور النتنة! |
أيَّتها الكلاب! |
يا لِنَسرُكِ العظيم! |
نسرُكِ المِقمعة. |