إذا افترَّ ثغرُ الخودِ أو طرفُها رَنا |
تطايرَ قَلبي من هُناكَ ومن هُنا |
كما سَرَحَت في حقلِ لبنانَ نحلةٌ |
وفي فمِها من زَهرهِ أطيَبُ الجَنى |
أيا مُبدِعاً هذا الجمالَ وموجداً |
لآدمَ حواءَ المليحةَ قُل لنا |
لماذا خلقتَ الغانياتِ وقلتَ من |
رأى امرأة ثم اشتهاها فقد جنى |
خُلِقنا لِنَهوى الحسنَ في كلّ صورةٍ |
ولا أَملٌ يوماً بتَغيير طَبعِنا |
وما ظهَرَ المعلولُ إِلا بعلِّةٍ |
هما اتَّصلا فافِصلهما ثم أوصِنا |
طبعتَ على حبِّ الجمال قلوبَنا |
فلولا جمالُ الوَجهِ ما كان حبُّنا |
أَعِد جَبلنا كي لا نُحبَّ حِساننا |
وإلا فهذا ليسَ يا ربُّ مُمكِنا |
إذا شِئتَ تُغنينا عن الكونِ كلِّه |
وأما عن الأُنثى فليسَ لنا غِنى |
أرى الحسنَ أصلَ الحبّ في كلِّ مُهجةٍ |
معَ الجسمِ والتَّصوير والنَّحتِ والغِنا |
ولستُ إذا قلتُ الحقيقةَ كافراً |
فلولا الهوى والحسنُ ما طابَ عَيشُنا |
هما لطَّفا منّا قلوباً وهذَّبا |
عقولاً فأصبَحنا نُحِبُّ التمدُّنا |