هَل باسمِ أُمي في الهمومِ سِوى |
تجديد آمالٍ وبردِ جَوى |
كلُّ المحبّةِ والحنانِ حَوى |
وأنا الذي عَنهُ الحديث رَوَى |
فَغَدَوتُ أنشُرُ ما حَوى وطوَى |
يا أعذَبَ الأسماءِ في سَمعي |
أطرَبتَني كالنَّظمِ والسَّجعِ |
كم شُقتني في البيتِ والربعِ |
فافترَّ ثَغري أو جرى دَمعي |
وإذا ضعفتُ أَخذتُ منكَ قوى |
يا قلبَ أُمي أنتَ ريحانُ |
قَلبي إِلى ريّاهُ حنّانُ |
لي منكَ إبلالٌ وسلوانُ |
إن حلَّ بي داءٌ وأحزانُ |
يا قلبَ أُمي العَطفُ فيكَ ثوى |
يا قلبَ أُمي فيكَ أنفاسي |
محصورةٌ تَنمُو كأغراسِ |
رُكِّبتَ مِن درٍّ ومن ماسِ |
والحبُّ يَبقى فيكَ كالآسِ |
يا قلبَ أُمي لا ذبلتَ نوى |
يا طَرفَ أُمي الرامقَ السّاهر |
ما أنت إلا الكوكبُ الزّاهر |
طُهري أتى من دَمعِكَ الطّاهر |
والهديُ لي من نورِكَ الباهر |
إن ضلّ قلبي في الدُّجى وهوَى |
يا ثَغرَ أُمي أنتَ لي جَنّه |
كم قبلةٍ تحوي وكم حنّه |
ومن صدَى أغنيَّةٍ رَنّه |
في المهدِ شاقَتني وكم أنّه |
إن بتُّ أشكو علَّةً وجوَى |
والصَّوتُ من تَغريدةِ الطَّيرِ |
بَشَّرتَ أو صبّحتَ بالخير |
منكَ ارتفاعُ الضَّيمِ والضَّيرِ |
يا زَهرَتي يا شَمعةَ الدّير |
يا مصحفاً عَذبَ الكلامِ حَوى |
يا كَفَّ أمي زَنبَقَ الوادي |
أنتِ التي تفدي من العادي |
كم مرةٍ قدَّمتِ لي زادي |
إذ كانَ إغفائي وإسعادي |
في هزِّ مَهدي أو بذكر هَوَى |
يا حُضنَ أُمي مرجَ فردوسِ |
لا أختَشي فيهِ مِنَ الدَوسِ |
عَلّلتني بالزقّ والبَوسِ |
إذ كنتُ فيكَ السّهمَ في القَوسِ |
والعشُّ أفراخاً كذاكَ أوَى |