بَرزتِ لنا من القَصرِ العليّ |
كما طلعَ الهلالُ من العشيّ |
فهل للعاشقِ العاني وصولٌ |
إليكِ وأنت في الفَلكِ السني |
جَنَيتُ الوردَ من خدَّيكِ لما |
رَنوتُ إِلى محيّاكِ الحيي |
وما لمست يَدي وفمي ولكن |
جناهُ كان بالنَّظرِ الخفي |
لئن حَجَّبتِ عن عَينيّ حُسناً |
فروحي منكِ في ريّاً وري |
وإن تُرخي النِّقاب عليه جاءت |
إِليَّ الرِّيحُ بالأرجِ الشهي |
أطلّي من على شرفٍ وطلّي |
دمي فالموتُ يعذبُ للشقي |
فإمّا أن تفي حبّاً شريفاً |
وإمّا أن أموتَ بمشرفي |
جمالُكِ فيه للنّعمان ملكٌ |
فعذّبني بأسرٍ من عدي |
ومن عينيكِ كسرةُ جيشِ كِسرى |
إذاً لن تُؤخذي بدمي الزكي |
ألابِسةَ السّوادِ على بياضٍ |
فلقتِ الصبحَ في الليلِ الدجي |
لعمر أبيكِ ما شاهدتُ حُسناً |
كهذا فاستُريهِ عن الغوي |
جمالُكِ راعني فوقفتُ أرنُو |
إليهِ كَمُشرئبٍّ للنَّدي |
ويا بشراً بدا ملكاً كريماً |
هبوطُ الوحي منهُ على النبي |
أرى أغلى الجواهِر في الثَّنايا |
أهذا الثغرُ صنعُ الجوهري |
ووسوسةُ الحُلَى خلبت فؤادي |
فوسواسُ الفؤادِ من الحُلِيِّ |
ضحكت وحولَك العشاقُ صَرعَى |
فكانَ الحقُّ عندَكِ للقوي |
وباتَ الموتُ قدّامي وخَلفي |
لتهطالِ النّبالِ من القِسي |
أرامية بنبلِ اللحظِ من لي |
بنزعِ السّهمِ من قلبي الدميِّ |
وكيفَ أردُّ عن صَدري سِهاماً |
تُمزّق لامةَ البطل الكمي |