عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > جميل صدقي الزهاوي > بين أحناء دجلة والفرات

العراق

مشاهدة
1326

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بين أحناء دجلة والفرات

بين أحناء دجلة والفرات
حَييَ البؤس فوق أَرض مواتِ
بعد أن كانَت في القَديم جناناً
باسقات الأشجار مشتبكات
وَرياضاً أَنيقة وحياضاً
مترعات وأَنهراً جاريات
وَبَساتين فوقها الطير تشدو
بشجيّ الألحان والنَغمات
وَرياحين من جميع صنوف ال
زهر تُهدي روائحاً عطرات
فترى الناس ينسلون إليها
رتعاً في مروجها الخضلات
فتحيِّى وجوههم نفحات ال
طيب محمولة على النسمات
موقف لِلغَرام في كل صوب
جامع للفتيان والفتيات
ولديهِ ملاعب لظباءِ
حاليات كثيرة اللفتات
جنة عند جنة عند أُخرى
هكذا يمتددن متصلات
تَحتَوي أَنواعاً من الزهر شتّى
وتعي أصنافاً من الثمرات
ادخلوها يا أَهلها بِسَلامٍ
وكلوا ما شئتم من الطيبات
غادرتها أيدي الجهالة قفراً
بعد تلك الرياض والجنات
من رأى الأرض في العراق مواتاً
ذهبت منه نفسُه حسرات
إن بين النهرين والأرض تشقى
لجناناً تبدَّلت فلَوات
حييت بالعمران دهراً طويلاً
ثُمَّ ماتَت من بعد تلك الحياة
كل كون فانه لفسادٍ
كل جمعٍ فإنه لشتات
أين أنهارها التي كن فيها
جاريات قبلاً على الجنبات
نهر عيسى وبيطر ورُفيل
وَدجيل وطابق والصراة
ما رأينا كمثل دجلة سطراً
لو قرأنا صحائف الكائنات
لا وَلا كالفرات في الأرض نهراً
منعشاً للحيوان أَو للنبات
دجلة دجلة فلم تتغير
وكذاك الفرات عين الفرات
ما نضا الماء غير أن رجال ال
سعي ماتوا في الأعصر الخاليات
وانتهت سلطة البلاد لقوم
خلقوا للرُّشى واللسرقات
خلقوا للفساد والظلم والتخ
ريب والنهب بعد والغارات
خلقوا لو أنا اِنتبهنا قليلاً
في سبيل ارتقائنا عثرات
قد سكنَّا وليتنا ما سكنَّا
في بلاد كثيرة الأزمات
في بلاد نسام فيهن خسفاً
ونطيل السكوت كالأموات
فكأَنَّ الأحرار فيها عبيد
وكأَنَّ الأباة غير أباة
لهف نفسي على صروح جسام
زارَها الهادِمون بعد البناة
لهف نفسي على شباب رماها
ساعد الحيف في فم النكبات
ليت شعري حتام نحن رقود
في فراش النسيان والغفلات
اِرتقت سلم التقدم ناس
ووقفنا في أَسفل الدرجات
فخروا بالعلوم إذ رفعتهم
وفخرنا بالأعظم النخرات
ركدت ريحكم ركوداً ثقيلاً
فسكنتم والناس في حركات
أَيُّها القوم إنكم قد جهلتم
أنكم أمسيتم بوقت الغداة
كم إلى كم كهولُكم في رقادٍ
كم إِلى كم شبابُكم في سبات
أَيُّها القَوم أَيُّها القوم أَنتم
أُمَّةٌ ساقطون في مهواة
استَعينوا بالعلم فالعلم في كل
لِ زمان مفرج الكربات
وهو كالماء غاسل للجهالا
ت وكالنور ماحقُ الظلمات
إن تكونوا يا قوم تنتظرون ال
موت من ربكم لنيل النجاة
فاِعلَموا أن غمرة الموت تأتي
أَيُّها القوم آخر الغمرات
أَيُّها الظلم هل زمانك ماضٍ
أَيُّها العدل هل أَوانك آتي
قل لبغداد قد هُضمت فنوحي
إنما أَنت في أسار الطغاة
يكشف العار عنك حر ولكن
أين حر مر أخو عزمات
يا ابنة القوم قد أصابنيَ الضر
رُ فأسبلت للأسى عبراتي
لا تَلومي على البكاء حزيناً
قومه اخضوضعوا لحكم العداة
لا يرى ثورة لهم قد تميط ال
ضر عنهم وتذهب الويلات
فَسأَبكي قومي وأَبكي بلادي
وقبور الآباء والأمهات
ثم أَبكي بحرقة ثم أَبكي
هكَذا هكَذا ليوم الممات
جميل صدقي الزهاوي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/10/01 05:35:01 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com