إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أحزاننا بلقائكم أفراحُ
|
وزماننا قدح وأنتم راحُ
|
يا سادة من ذكرهم نرتاحُ
|
أبداً تحن إليكم الأرواحُ
|
ووصالكم ريحانها والراحُ
|
هذا الوجود جميعه إشراقكم
|
وجميع من في الكون هم عشاقكم
|
ما هكذا يا سادتي أخلاقكم
|
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم
|
وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
|
من ذا ترى يدري بكم من يعرف
|
أنتم حقيقة كل شيء يوصف
|
غلب الهوى أين المعين المسعف
|
وارحمتا للعاشقين تكلفوا
|
ستر المحبة والهوى فضاح
|
قوم صفا عما يغاير ماؤهم
|
وإليك من دون السوى إيماؤهم
|
كتموك حتى أنكرت أحشاؤهم
|
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم
|
وكذا دماء البائحين تباح
|
عَرْف الوصال يفوح فينا منهمُ
|
وسواهم المستحقرون فمن هم
|
قوم لهم حال شريف مبهم
|
فإذا همو كتموا تحدث عنهم
|
عند الوشاة المدمع السفاح
|
أوصافهم يسمو بها من يفهمُ
|
وهم الدواء من الردى والمرهم
|
كل المعارف والعلوم لديهم
|
وكذا شواهد للسقام عليهم
|
فيها لمشكل أمرهم إيضاح
|
يا سادتي مني السلام إليكمُ
|
فأنا هو المطروح بين يديكم
|
ومن الجميع على البعاد لديكم
|
خفض الجناح لكم وليس عليكم
|
للصب في خفض الجناح جناح
|
لجمالكم في كل قلب ساحة
|
وزهورنا بنسيمكم فواحة
|
هل للمتيم من جفاكم راحة
|
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة
|
وإلى رضاكم طرفه طماح
|
كدر الحوادث زال عن عين الصفا
|
وبدا جمال أحبتي بعد الخفا
|
فبحق ذاك العهد يا أهل الوفا
|
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا
|
فالهجر ليل والوصال صباح
|
قد راق في حان الوفا مشروبهم
|
ولهم أباح وصاله محبوبهم
|
صوفية تبدي الشهود غيوبهم
|
صافاهم فصفوا له فقلوبهم
|
في نوره المشكاة والمصباح
|
يا قومنا أنا زائد وجدي بكم
|
والصبر مني قد مضى في حبكم
|
فاهنوا بما فزتم بهم من شربكم
|
وتمتعوا فالوقت طاب بقربكم
|
راق الشراب وراقت الأقداح
|
رفعت لقلبي في الغرام ظلامة
|
لأمير حسن ما لديه جهالة
|
انظر عذولي في الجمال جلالة
|
يا صاح ليس على المحب ملامة
|
إن لاح في أفق الوصال ملاح
|
رفقا بنا يا أهل ذياك اللوى
|
إن المتيم عن هواكم ما لوى
|
والله حلفة مغرم يشكو النوى
|
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى
|
كتمانَهم فنما الغرام وباحوا
|
سلمى التي يا ويح مهجة صبها
|
جرحت بمقلتها وأسهم هدبها
|
لله در عصابة في حبها
|
سمحوا بأنفسهم ما بخلوا بها
|
لما رأوا أن السماح رباح
|
شربوا كؤوس هوى الأحبة قهوةً
|
ولهم غدت كل المكاره شهوةً
|
طلبتهم الذات النزيهة نخوةً
|
ودعاهمُ داعي الحقائق دعوةً
|
فغدوا بها مستأنسين وراحوا
|
هم سادة منهم بطيب خضوعهمْ
|
للحب حيث به تنير ربوعهم
|
لما تزايد بالفراق ولوعهم
|
ركبوا على سفن الدجا فدموعهم
|
بحر وشدة خوفهم ملّاح
|
نزعوا الثياب فعوضوا بثيابه
|
وعن الخطا قد ساقهم لصوابه
|
وهو المعز لهم برفع حجابه
|
والله ما طلبوا الوقوف ببابه
|
حتى دُعُوا وأتاهم المفتاح
|
هو إن نأى أو زاد في تقريبهم
|
يشكو كما يشكون فرط نحيبهم
|
وهم الذين تمتعوا بلبيهم
|
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم
|
أبداً فكل زمانهم أفراح
|
فيهم لقد دارت كؤس سقاتهم
|
حتى بها زالت عقول صحاتهم
|
وحبيبهم لما بدا بصفاتهم
|
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم
|
فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
|
نور التجلي الحق حيَّر عقلهمْ
|
لفروعهم أخفى وأظهر أصلهم
|
قوم جميع الفضل منتسب لهم
|
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
|
إن التشبه بالكرام فلاح
|
سكرت غصون الروض من نسماتها
|
وترنمت أطياره بلغاتها
|
والذات تجلى في بديع صفاتها
|
قم يا نديم إلى المدام فهاتها
|
في كأسها قد دارت الأقداح
|
عرفت أهاليها بحفظ أمانةٍ
|
وكمال عرفان ورفع مكانةٍ
|
بكر أجل طلاً وخير مدامةٍ
|
مِن كَرْمِ إكرامٍ بِدَنِّ ديانةٍ
|
لا خمرة قد داسها الفلاح
|