أَفي مثلِها تنبو أَياديك عن مثلي | |
|
| وهذِي الأماني فيك جامِعةُ الشَّمْلِ |
|
وقد أَوفتِ الدُّنيا بعهدِكَ واقْتَضَتْ | |
|
| وفاءَك أَلا زِلْتَ تُعْلي وتَسْتَعْلِي |
|
وَقَدْ أَمَّنَ المقدارُ مَا كنتُ أَتَّقِي | |
|
| وأَرخَصَتِ الأَيَّامُ مَا كنتُ أَسْتَعْلِي |
|
وأَذعَنَ صرفُ الدَّهْرِ سمعاً وطاعةً | |
|
| لما فُهْتَ من قولٍ وأَمضَيْتَ من فعلِ |
|
وناديتَ بالإنْعَامِ فِي الأرضِ فالْتَقَتْ | |
|
| بيمناك أَشتاتُ الطَّرَائِقِ والسُّبْلِ |
|
وَحَلَّتْ بِكَ الآمالُ فِي عَدَدِ الدَّبى | |
|
| فوافَت أَيادٍ منكَ فِي عَدَدِ الرَّمْلِ |
|
وهذا مُقامي منذُ تِسْعٍ وأَرْبَعٍ | |
|
| رجائِيَ فِي قيدٍ وَحَظِّيَ فِي غُلِّ |
|
كأَنِّيَ لَمْ أَحْلُلْ ذَرَاكَ وَلَمْ أُقِمْ | |
|
| مُناخَ العطايا فيك مُرْتَهَنَ الرَّحْلِ |
|
وأُغْضِ عن البرق الَّذِي شِيمَ لِلحيا | |
|
| وأَعقِدْ بِحَبْلٍ منكَ بَيْنَ الورى حَبْلي |
|
ولم أدَّخِرْ من راحَتَيْكَ وسائلاً | |
|
| رضيتُ بِهَا كُفءاً عن المالِ والأَهْلِ |
|
ولم تُصْفِني خُلقاً أَرَقَّ من الهوى | |
|
| وَلَمْ تُولِني نُعْمى أَلَذَّ من الوَصْلِ |
|
ولم تَثْنِ عنِّي فِي مواطِنَ جَمَّةٍ | |
|
| سُيوفاً حِدَاداً قَدْ سُلِلْنَ عَلَى قَتْلي |
|
ولم أَطْوِ سِنَّ الاكْتِهَالِ مُحاكِماً | |
|
| إليك خُطُوباً شَيَّبَتْ مَفْرِقَ الطفلِ |
|
وكُنتَ ومِفْتاحُ الرغائبِ ضائِعٌ | |
|
| ملاذي فهذا بابُها ضائعُ القُفْلِ |
|
وكم مُرْتَقىً وعرٍ جَذَبْتَ بساعِدي | |
|
| إِلَيْهِ فقد أَفْسَحْتَ بالأَفْيَحِ السَّهْلِ |
|
وأَنهارِ راحٍ فِي رياضٍ أَنِيقَةٍ | |
|
| مُوَطَّأَةِ الأَكْنَافِ للنَّهْلِ والعَلِّ |
|
حَرَامٍ عَلَى وِرْدِي حِمىً دونَ مَرتَعي | |
|
| وَقَدْ بَرَّحَتْ فِي الناس بالطَّيِّبِ الحِلِّ |
|
وقد شَفَّني رَشْفُ الثِّمارِ أَوَاجِناً | |
|
| وأَنْضى رِكابي مجْذِبُ المرتَع المَحْلِ |
|
وإِنَّ عَجيباً أَنَّ عِزَّكَ مَوْئِلِي | |
|
| وأَكْظِمُ أَنْفاسي عَلَى غُصَصِ الذُّلِّ |
|
وأَنِّيَ من ظُلمِي بِعَدْلِكَ عَائِدٌ | |
|
| وكم مطلبٍ أَسلمتَهُ فِي يَديْ عَدْلِ |
|
وأَنِّيَ فِي أَفياءِ ظِلِّكَ أَشْتَكِي | |
|
| شَكِيَّةَ مُوسى إِذْ تولَّى إِلَى الظِّلِّ |
|
ففي حُكمِكَ الماضي وَسُلْطَانِكَ العَدْلِ | |
|
| تُمِرُّ لِيَ الدنيا وطَعْمِي لَهَا مُحْلِ |
|
وتقلِبُ لي ظهرَ المِجَنِّ تَجَنِّياً | |
|
| فَمَوْتِي بما يُحيي ومَوْتِي بما يُسْلِي |
|
أَلَمْ تَرَنِي يومَ الرِّهَانِ مُبَرِّزاً | |
|
| أَمامَ الأُلى جاؤوا إِلَى الحَظِّ مِنْ قَبْلِي |
|
فكَمْ باتَ هَذَا الملكُ منّي مُعرِّساً | |
|
| بِفَتّاَنَةٍ بكْرٍ وبتُّ عَلَى الثُّكْلِ |
|
وأَثقَلْتُ أوتارَ الرِّكابِ جَوَاهِراً | |
|
| عَلَى ثَمنٍ يَعْدُو بِهِ مُحْوِلُ النَّمْلِ |
|
وها أَنذَا مَا إِنْ أَموت من الأسى | |
|
| بوَقْرٍ عَلَى وَقْرِ وثِقْلٍ عَلَى ثقْلِ |
|
وَليَّ النَّدى أَصْبَحتُ فِي دَوْلَةِ النَّدى | |
|
| كَأَنِّي عَدُوُّ البخل فِي دَوْلَةِ البُخْلِ |
|
يُقَتِّلُ أَخْفى اليَأْسِ أَحْيى مَطالِبي | |
|
| لَيَالِيَ جلَّ الْوَعْدُ عن ريبةِ المَطْلِ |
|
وأُبْدي لِلَسْعِ الدَّبْر وَجْهي مُنازعاً | |
|
| وَقَدْ فازَ غيري سالِماً بجنى النَّحْلِ |
|
ومَولىً يَجِرُّ البأْسُ والحَمْدُ ساجداً | |
|
| إِلَى سيفِهِ الماضي ونائلِهِ الجَزْلِ |
|
سَريع إِلَى داعي النَّدى وشَفِيعِهِ | |
|
| وبَحْرُ عطاياهُ أَصمُّ عن العَذْلِ |
|
تَذكَّرني فِي ساعة العلم والنُّهى | |
|
| وأُنْسِيَني فِي ساعة الجود والبَذْلِ |
|
وَبَوَّأَنِي فِي قَصْرِهِ أَعْلَ مَنْزِلٍ | |
|
| وَحَظِّيَ مُلقىً يسْتغيثُ من السُّفْلِ |
|
فَأَكْسُو لَهُ الأَيَّامَ مِنْ حُرِّ مَا أَشِي | |
|
| وَأَمْلأُ سَمْعَ الدهرِ من سِحْرِ مَا أُملِي |
|
أُوَاصِلُ آناءَ الأَصائِلِ بالضُّحى | |
|
| وزادِيَ من جُهدِي وراحِلَتي رِجْلي |
|
إِذا أَحْفَتِ الفُرْسانُ غُرَّ جِيادِهِ | |
|
| خَصَفْتُ بوجهي مَا تَمزَّقَ من نَعْلِي |
|
وإِنْ أَقْبَلُوا والمِسْكُ يندى عَلَيْهِمُ | |
|
| أَتَيْتُ وَقَدْ ضُمِّخْتُ مِسْكاً من الوحْلِ |
|
وإِنْ شُغِلوا لَهْواً بأَنْعُمِ كفِّهِ | |
|
| فخِدْمَتُه لَهْوي وطَاعَتُهُ شُغْلي |
|
أُقِرُّ عيونَ الشامِتينَ ولَيتَنِي | |
|
| أُبَرِّدُ مَا تطوي الضلوع من الغِلِّ |
|
أَمُرُّ بِهِمْ أَلقى الثَّرى وكأنَّمَا | |
|
| فؤادِيَ من أحداقِهِمْ غَرَضُ النَّبلِ |
|
إِذا الأَسد الضِّرغامُ أَنْفَذَ مقتَلي | |
|
| فما فَزَعِي إِلّا إِلَى الأَرْقَمِ الصّلِّ |
|
وإِن ذابَ حُرُّ الوجْهِ من حَرِّ نارِهِمْ | |
|
| فما مُسْتَغَاثِي منهُ إِلّا إِلَى المُهْلِ |
|
ومن شيمة الماء القراح وإن صفا | |
|
| إذا اضطرمت من تحته النار أن يغلي |
|
ولا وَزَرٌ إِلّا وزيرٌ لَهُ يدٌ | |
|
| تُمِلُّ عَلَى أَيْدِي الربيع فيَسْتَمْلِي |
|
أَبا الأصبَغ المَعْنيَّ هل أَنت مُصْرِخِي | |
|
| وهلْ أَنتَ لي مُغْنٍ وهل أَنتَ لي مُعْلِ |
|
وهل مَلِكُ الإِنعامِ والجودِ عائدٌ | |
|
| بإِحسانِ مَا يُولي عَلَى حُسْنِ مَا أُبْلي |
|
وهل لرياض الملك في نفحة الصبا | |
|
| وهل لسماء المجد في كوكب النُّبلِ |
|
وحتَّى مَتى أُعْطِي الزمانَ مقادَتِي | |
|
| وَقَدْ قَبَضَتْ كَفّي عَلَى قائِمِ النَّصلِ |
|
ونادَيْتُ من عُلْيا الوزارَةِ ناصِراً | |
|
| يَرى خاطفاتِ الشُّهْبِ تمشي عَلَى رِسْلِ |
|
فلا يَغْبِطِ الأَعداءَ مَا طُلَّ من دَمي | |
|
| ولا يَهْنئِ الأَيَّامَ مَا فاتَ من ذَحْلي |
|
عسى مجدُ عيسى أَن ينوءَ ببارِقٍ | |
|
| يُسِحُّ حَيا الإِفضالِ فِي روضةِ الفَضْلِ |
|
فيا ابْنَ سعيدٍ هل لِسَعْدِكَ كَرَّةٌ | |
|
| عَلَى الهِمَّةِ العَلْياءِ فِي الأُفُقِ الغُفْلِ |
|
طَوَتْ زَفَراتِ البَثِّ حَتَّى لقد أَنى | |
|
| لذات مَخاضٍ أَن تُطَرِّقَ بالحَمْلِ |
|
مطالبُ أبقى الدهرُ منها مَظالِماً | |
|
| تُنادِيكَ بالشكْوى وتدعُوك للفَضْلِ |
|
وكُلٌّ عليها شاهِدٌ غيرُ شاهِدٍ | |
|
| وَلَيْسَ لَهَا حاشاكَ من حَكَمٍ عَدْلِ |
|
أَيَحْتَقِبُ الركبانُ شرقاً ومغرِباً | |
|
| غرائِبَ أَنفاسي وأَلقاكَ فِي الرَّجْلِ |
|
ويَنْتَقِلُ الشَّرْبُ الندامى بدائِعي | |
|
| وهَيهَاتَ لي من لَذَّةِ الشُّرْبِ والنُّقْلِ |
|
وضَيفٌ بحيثُ الطَّيْرُ تُدْعى إِلَى القِرى | |
|
| يضيقُ بِهِ رَحْبُ المَباءةِ والنُّزْلِ |
|
طَوٍ وَوُجُوهُ الأَرْضِ خِصْبٌ ومَطْعَمٌ | |
|
| وعيمانُ والجُلمُودُ يَفَهَقُ بالرِّسْلِ |
|
وحَرَّانُ أَوْفى ظِمءَ تِسْعٍ وأَرْبعٍ | |
|
| بحيثُ تَلاقى دافِقُ البحرِ والوَبْلِ |
|
وسَيفٌ يقُدُّ البَيْضَ والزَّغْف مقدِماً | |
|
| يروحُ بلا غِمْدٍ ويغدُو بلا صَقلِ |
|
وذُو غُرَّةٍ معروفَةِ السبق فِي المدى | |
|
| وَقَدْ قَرِحَ التَّحجيلُ من حَلَقِ الشُّكْلِ |
|
ودَوحَةُ عِلمٍ فِي السماءِ غُصُونُها | |
|
| تَرفُّ بلا سُقْيا سوى بَغَش الطَّلِّ |
|