جِهادُكَ حُكم اللهِ من ذا يَرُدُّهُ | |
|
| وعَزْمُكَ أَمْرُ اللهِ مَنْ ذا يَصُدُّهُ |
|
وطائِرُكَ اليُمْنُ الَّذِي أنتَ يُمنُهُ | |
|
| وطَالِعُكَ السَّعدُ الَّذِي أنتَ سَعدُهُ |
|
وبَيعةُ رِضْوَان رَعَى الله حَقَّها | |
|
| لمَنْ بَيعةُ الرِّضْوَانِ إِذْ غابَ جَدُّهُ |
|
فأَصبَحَ فِي رَأْسِ الرِّياسَةِ تاجُهُ | |
|
| وَنُظِّمَ فِي جيدِ الخِلافَةِ عِقدُهُ |
|
مَسرَّتُهُ مأْوى الغريبِ وسِتْرُهُ | |
|
| ولَذَّتُهُ خَيْرُ المُقِلِّ ورِفْدُهُ |
|
وأجنادُهُ فِي موقِفِ الرَّوْعِ رَوْضُهُ | |
|
| وَأَعلامُهُ فِي مَوْرِدِ المَوْتِ وِرْدُهُ |
|
نلاعِبُ آرَامَ الفَلا من هِباتِهِ | |
|
| وآرامُهُ غُرُّ الطِّرَادِ وَجُرْدُهُ |
|
ونَفْتَرِشُ الدِّيباجَ منْ جُودِ كَفِّهِ | |
|
| وَمَا فَرْشُهُ إِلّا الجَوادُ ولِبدُهُ |
|
ومَنْ بَرَّحَ البيضُ الحِسان بوَجْدِهِ | |
|
| فبالبيضِ فِي الهَيجاءِ بَرَّحَ وَجْدُهُ |
|
وقَرَّبَنا من رَحْمَةِ اللهِ هَدْيُهُ | |
|
| وَرَغَّبَنا فِي طاعَةِ الله زُهْدُهُ |
|
وعلَّمَنا بَذْلَ النُّفوسِ لِنَصْرِهِ | |
|
| نَدى كَفِّهِ المُرْبي عَلَى القَطْرِ عَدُّهُ |
|
ولَوْ لَمْ يُوَافِ الوافِدُونَ قِبابَهُ | |
|
| لأَصبحَ من زُهر الكواكِبِ وَفْدُهُ |
|
وأَيَّامُهُ المَوصُولُ طُولُ صِيامِهِ | |
|
| بلَيلٍ تَحلَّى بالتِّلاوَةِ سُهْدُهُ |
|
وأَبْلَجَ من قحطانَ قُربُكَ عِزُّهُ | |
|
| ومُلكُكَ مَحْياهُ ونَصرُكَ مَجْدُهُ |
|
شَديدُ مِحال الرُّمحِ فيكَ أَبيُّهُ | |
|
| مُبِرُّ خِصامِ السَّيفِ عَنكَ أَلَدُّهُ |
|
رضاكَ لَهُ يَا مُرتضى دينُ وَاثِقٍ | |
|
| بأَنَّكَ للدينِ الحَنيفِ تعدُّهُ |
|
وما يَزْدَهِيهِ مِنكَ دهْرٌ يسُودُهُ | |
|
| إذَا لَمْ تُجرِّدْهُ لِثَغْرِ يَسُدُّهُ |
|
يَوقِّرُ عنكُمْ سَمْعُهُ فيُصيخُهُ | |
|
| ويَقصُرُ عَنْكُمْ طَرْفُهُ فَيَمُدُّهُ |
|
وعهدُكَ بالآمالِ تَصْرِفُ عَنكُمُ | |
|
| ورَدَّاكُمُ عَهدَ السَّموْأَلِ عَهْدُهُ |
|
وكم حَلَّ مَوتُ الحَقِّ من شَدِّ عَقدِكم | |
|
| ويُحيي ابْنُ يَحْيى عَقدَكُمْ فَيَشُدُّهُ |
|
وإِنْ ماتَ مَوْتُ اليَأْسِ منكُم رَجاؤُهُ | |
|
| تَنَسَّم فيكُم روحَهُ فيَرُدُّهُ |
|
ونادَيْتَ فِي الإِسْلامِ حَيّ عَلَى الهُدى | |
|
| فَيا لَكَ مِنْ ظَمآنَ قَدْ حانَ وِرْدُهُ |
|
فقلَّدْتَهُ سَيفاً لِزَحْفٍ يقُودُهُ | |
|
| لِخِزْيِ عِدَاكَ أَوْ لزغف يَقدُّهُ |
|
فإِنْ لَمْ يكَنْ لِلهِنْدِ يوماً حَديدُهُ | |
|
| فمِنْ يَعرُبَ العَليا شباهُ وَحَدُّهُ |
|
وإِنْ يَكُ فِي سَرْوِ اليَمانِينَ أَصْلُهُ | |
|
| فطاعتُهُ فِي عَبدِ شَمْسٍ وَوُدُّهُ |
|
وإِنْ أَنْجَبَتْهُ أَزْدُهُ وتُجِيبُهُ | |
|
| فَصَفْوَتُهُ عَدْنانُهُ وَمَعَدُّهُ |
|
أَمَا وتَحَلَّى دُونَ مُلكِكَ نَصْلُهُ | |
|
| لَقِدْماً تَحَلَّى من سَنائكَ غِمْدُهُ |
|
لمُلكٍ نَمى عَبدُ المَلِيكِ مُلُوكَهُ | |
|
| وأَنْجُمِ نورٍ من هِشامٍ تُمِدُّهُ |
|
بكُلِّ إِمامٍ ناصِرٍ أَنتَ صِنوُهُ | |
|
| وكُلِّ مليكٍ قاهِرٍ أَنتَ نِدُّهُ |
|
نَمَوْكَ إِلَى بَيتِ النُّبُوَّةِ وابْتَنَوْا | |
|
| لَكَ الشَّرَف الفَرْدَ الَّذِي أَنتَ فَرْدُهُ |
|
فأَفخِرْ بِمَنْ قُرْبُ النِّبيينَ فَخْرُهُ | |
|
| وأَمْجِدْ بمَنْ مَجدُ الخَلائِفِ مَجدُهُ |
|
ومَنْ كُلُّ حَقٍّ فِي الخِلافَةِ حَقُّهُ | |
|
| وكلُّ إِمامٍ فِي البَريَّةِ جدُّهُ |
|
ومَنْ أُمُّهُ أَجْيادُ والرُّكْنُ ظِئرُهُ | |
|
| ومُرْضِعُهُ البَطحاءُ والحِجْرُ مَهْدُهُ |
|
لَهُ حَرَمُ الإِتْهامِ والغَوْرُ غَوْرُهُ | |
|
| ومَنْهَجُ سُبلِ الحَجِّ والنَّجدُ نَجدُهُ |
|
وحَيثُ اعْتلَى صَوْتُ المُلَبِّي وَحَجُّهُ | |
|
| وحَيثُ انتهَى صَدْرُ الحَجيج وَوَخْدُهُ |
|
مَناقِبُ سارَتْ فِي مَعالِمِ كُنْهِها | |
|
| عُقولُ بَني الدُّنيا وَمَا حُدَّ حدُّهُ |
|
وَفَخْرٌ لَوْ استَنْجدْتُ فِي وَصْفِهِ الوَرَى | |
|
| لأَسْأَرَ من عَدِّ الحَصى مَنْ يَعُدُّهُ |
|
ولمْ يُبلِ مَا أَبْلاهُ آباءُ مُنْذِرٍ | |
|
| لأَوَّلهمْ بلْ مَفَخَرٌ تَسْتَجِدُّهُ |
|
وأَلْقَوْا عَلَى مَرْوَانَ صَفوَةَ أَنْفُسٍ | |
|
| تَعالى بِهَا جَدُّ الزمانِ وجَدُّهُ |
|
وسيفُكَ منهُم سَهْمُكَ الصَّائِبُ الَّذِي | |
|
| يَزيدُ غَناءً كُلَّما زادَ بُعدُهُ |
|
رَمَيْتَ بِهِ آفاقَ رُومَةَ فانْثَنى | |
|
| يقودُ بُنُودَ الرُّومِ نَحْوَكَ بَندُهُ |
|
فَرُبَّ حمِيِّ الغِلِّ فِي غِيلِ مُلكِها | |
|
| بَعيدٍ عَلَى شَأْوِ الجنائِبِ قَصْدُهُ |
|
متى يَرْمِ صَرْفَ الدَّهْرِ لا يَعدُ نفسَهُ | |
|
| وإِنْ يَرْمِهِ صَرفُ المكارِهِ يَعدُهُ |
|
تجلَّى ابنُ يَحيى فِي سناكَ لِغَيِّهِ | |
|
| فبَصَّرَهُ أَنَّ اصطناعَكَ رُشْدُهُ |
|
فما أَبْطَأْتَ إِذ أَبطأتْ يدُ قادِحٍ | |
|
| أَتاكَ وَقَدْ أَوْرى لك النُّجحَ زَنْدُهُ |
|
ولا غابَ من وافاكَ من أرْضِ رُومَةٍ | |
|
| بغابٍ من الخَطِّيِّ تَزْأَرُ أُسْدُهُ |
|
كتائِبُ لَوْ يُرمى بِهَا الدَّهْرُ قبلَنا | |
|
| لزُلزِلَ ذُو القَرْنَيْنِ منها وسَدُّهُ |
|
كَأَنَّ فضاءَ الأَرْض أُلبِسَ منهُمُ | |
|
| لَبوساً من الماذِيِّ قُدِّرَ سَرْدُهُ |
|
تُهَدُّ بِهِمْ شُمُّ الجبالِ فإِنْ هَفَوا | |
|
| فلَحْظُكَ يَرْمِي جَمْعَهُمْ فَيَهُدُّهُ |
|
فما ينظُرُ الأَعدَاءُ إِلّا عَجَاجَةً | |
|
| يسيرُ بِهَا الرَّحمنُ فِيهَا وعبدُهُ |
|
إلى يومِ فَلْجٍ ساطِعٍ لَكَ نُورُهُ | |
|
| وميقَاتِ فتحٍ صادقٍ لكَ وعْدُهُ |
|
عَلى بادِئِ الإِنعَامِ فِيهِ تمامُهُ | |
|
| وحَقٌّ عَلَى سِبْطِ الخِلافَةِ حَمدُهُ |
|
وحَقٌّ عَلَى يُمنى يَدَيَّ بقاؤُهُ | |
|
| جديداً عَلَى مَرِّ الزَّمانِ وخُلْدُهُ |
|
بغَرْبِ لسانٍ لَوْ أُبارِي بِهِ الوَرى | |
|
| مَدى الدَّهر لَمْ يَبْلُغْ نَصِيفيَ مُدُّهُ |
|
عَليماً بأَن مَنْ أَلْحدَتْ فيكَ نَفسُهُ | |
|
| ففِي لَهَواتِ الذِّيبِ والذَّيخِ لَحْدُهُ |
|
ومَنْ يَبغِ فِي الآفاقِ عنكَ مُراغِماً | |
|
| فَوِجْدانُهُ فِي مُلتَقى الخَيل فَقدُهُ |
|
ومن يَتَّخِذْ فِي غير بَحرِكَ مَوْرداً | |
|
| فلم يُتَّخَذْ إِلّا لنَعْلَيْكَ خَدُّهُ |
|
فلا أَمَلٌ إِلّا إِليكَ انتِهاؤُهُ | |
|
| ولا مَلِكٌ إِلّا إِليكَ مَرَدُّهُ |
|