بُشراكِ أَيَّتُها الدُّنيا وبُشرانا | |
|
| أَحياكِ بالعدْلِ منْ بالأَمْنِ أَحْيانا |
|
لعَلَّ آمالنا فِي اللهِ قَدْ صدَقَتْ | |
|
| وصِدْقَ موعِدِهِ بالفتحِ قَدْ آنا |
|
وعودةً تمتري عفواً وعافيةً | |
|
| ودعوةً تقتضي صفحاً وغفرانا |
|
تنسَّمي ريحَ رَوْحِ اللهِ مُنشِئةً | |
|
| غُيوثَ رحمتِهِ سَحّاً وتَهتانا |
|
واستَقبِلي زَهْرَةَ العقبى مُنوِّرَةً | |
|
| بالنُّورِ فِي رَوْضَةٍ تَهتزُّ رِضْوانا |
|
لَتورِقَنْ شجرُ الدُّنيا لَنَا وَرِقاً | |
|
| بسعدِها وتُريقُ الأرْضُ عِقيانا |
|
وتعبقُ الأَرْضُ من مسكٍ وغاليةٍ | |
|
| وتُمطرُ المُزْنُ ياقوتاً ومرجانا |
|
وقُلْ لِمنْ قَدْ أَضَلَّ الشمسَ طالِعةً | |
|
| لا تَسْرِ من بعدِها فِي لَيلِ حَيرانا |
|
ويا غريباً شريداً عن مواطنِهِ | |
|
| لِتَهنكَ الأرضُ أُلّافاً وأَوْطانا |
|
ويا مَرُوعَ الضُّحى يُزْجي ظَعائِنَهُ | |
|
| عَرِّسْ بجوَزِ الفلا أمْناً وإِيمانا |
|
هاتِيكَ شَمسُ الهُدى فِي بُرْجِ أَسعُدِها | |
|
| وَدِينُنا مُشرِقٌ فِي عِزِّ دُنيانا |
|
ودَوْحَةُ اللهِ زَكَّى غَرْسَها فزَكَتْ | |
|
| أُكْلاً وظِلّاً وأَشْجاراً وأَغصانا |
|
أوشِكْ بِهَا نِعمةً راقَتْ لِتُحييَنا | |
|
| نُعمى ويُثمِرَ ذَاكَ الحُسنُ إِحسانا |
|
خلافَةُ اللهِ فِي مثوى نُبوَّتِهِ | |
|
| وحِفظهُ قَدْ تَولَّى من تَولّانا |
|
ودَولةٌ سبقتْ آمالَنا كَرَماً | |
|
| كَأَنَّ مَا قَدْ تمنَّينا تمنَّانا |
|
ودَعوةٌ أعلنَ الدَّاعي فأَسْمعَها | |
|
| من قَصْرِ قُرْطُبةٍ أَقصى خُراسانا |
|
وبَيعةٌ عَرَفَ الإِسلامُ آيتَها | |
|
| فلم يَخِرُّوا لَهَا صُمّاً وعُميانا |
|
كادَتْ تُحرِّكُ للأَشجارِ ألسِنةً | |
|
| تَدْعو وتَخرِقُ للأَحجارِ آذانا |
|
للقاسِمِ القائِمِ الهادي الَّذِي هُديَتْ | |
|
| إِلَيْهِ طاعتُنا سِرّاً وَإِعْلانا |
|
وابن الَّذِي كُتِبتْ فِي اللَّوْحِ طاعَتُهُ | |
|
| وَوُدُّ قرباهُ عندَ اللهِ قُربانا |
|
إِمامُنا وابنُ مَنْ أَمَّ الإِلهُ بِهِ | |
|
| أَهلَ السماءِ ومَنْ فِي أَرْضِهِ دانا |
|
تِلْكَ المَنابِرُ لَمْ تثْبتْ قواعِدُها | |
|
| حَتَّى تحلَّينَ مِنْ ذكراهُ تيجانا |
|
بلِ الكتائِبُ لم تُنشرْ صحائفُها | |
|
| حَتَّى رأَتْهُ لِفتحِ اللهِ عُنوانا |
|
مقلَّداً نصلَ هَذَا السيفِ مِنْ يَمَنٍ | |
|
| فِي السَّلمِ والحَرْبِ تمكيناً وإِمكانا |
|
نصيحةٌ عَمَّتِ الدُّنيا وَساكِنَها | |
|
| نُوراً وأَضرمَتِ الأَعداءُ نِيرانا |
|
فأَصبحَ المُنذِرُ المَنصورُ واليَنا | |
|
| والقاسِمُ المَلكُ المأْمونُ مَولانا |
|
من بعدِ فترَةِ أَزْمَانٍ مَطَلْنَ بِهِ | |
|
| وَدِدْنَ أَلّا نُسمِّيهنَّ أَزْمانا |
|
يُمناهُ فِي قائِمِ السيفِ المُقامِ لَهُ | |
|
| فِي العَدْلِ والقِسطِ عندَ اللهِ ميزانا |
|
رَدَّ الإِلهُ إِلَيْهِ حقَّ والدِهِ | |
|
| فكُلُّ حَقٍّ بِهِ ردٌّ لمَنْ كَانَا |
|
أَحْيا بِهِ لابنِ يَحيى حَقَّ أَوَّلِهِ | |
|
| فِي نُصْرَةِ الحَقِّ إِقراراً وإِذْعانا |
|
حُكماً بما نطقت فِيهِ وَمَا صدقت | |
|
| شهادة الله تنزيلاً وفرقانا |
|
وَأُسْوَةً برَسُولِ اللهِ والِدِهِ | |
|
| فيمنْ تخَيَّرَ أنصاراً وجيرانا |
|
فَحَسْبُ مُؤْثِرِ هَذَا الحُكمِ مَعدِلَةً | |
|
| وَحَسبُ ناصِرِ هَذَا الدِّينِ بُرْهانا |
|
فَتى نَماهُ إِلَى نَصرِ الهُدى نَسبٌ | |
|
| لَوْ قُدِّرَ البدْرُ ليلَ التِّمِّ لازدانا |
|
مِنَ الَّذِينَ وَفتْ للهِ بَيْعَتُهُمْ | |
|
| فأَخلصوا العهدَ إِيماناً وأَيمانا |
|
باعوا نُفوسَهُمُ من ربِّهِمْ فَجُزُوا | |
|
| خُلْدَ الثَّناءِ وخُلدَ الفوزِ أَثْمَانا |
|
فأَشرَقَتْ سُبُلُ الدنيا بهدْيِهِمُ | |
|
| والأَرْضُ قَدْ شَرِقَت كُفراً وأَوْثانا |
|
تَلقى شبابَهُمُ فِي السَّلمِ إِنْ نَطقوا | |
|
| شِيباً وشيبَهُمُ فِي الحَرْبِ شُبَّانا |
|
همُ المُلبُّونَ والأَبصارُ ناكِصَةٌ | |
|
| نَبِيَّهُمْ يَومَ نادى يَا لَقَحطانا |
|
والمُطْلِعُونَ نُجومَ المُلكِ إِذْ أفلتْ | |
|
| والكافِلونَ بعِزِّ الحقِّ إِذْ هانا |
|
لَهم مَدى السبقِ فِي بَدْرٍ وَفِي أُحُدِ | |
|
| وَآلِ حَرْبٍ وحِزْبَيْ قَيسِ عَيلانا |
|
وفي تَبوكَ وأَوْطاسٍ ومُصطَلقٍ | |
|
| ومَنْ عَصى اللهَ من أَبناءِ عَدْنانا |
|
لهُم بَرَاءةُ والأَنفالُ إِذ خُتِمَتْ | |
|
| والنِّصفُ قِسمُهُمُ من آلِ عِمْرانا |
|
ويومَ صِفِّينَ لَمْ تَخْذُلْ سُيوفُكُمُ | |
|
| آلَ الرَّسُولِ بِهِ يَا آلَ هَمْدانا |
|
فَليَهْنِكُمْ نصرُ من أَهْدى الهُدى لكمُ | |
|
| ونَصرُ أبنائِهِ منْ بعدِهِ الآنا |
|
سَعيَ الَّذِينَ هُمُ آوَوْا وهُم نصروا | |
|
| وأَنجبوا ناصِراً للدِّينِ آوانا |
|
أَسْرى إِلَى الرَّوْعِ فِي تأْمين رَوْعَتنا | |
|
| وساوَرَ المَوتَ فِي تمهيدِ مَحيانا |
|
وأَتعبَ الخَيلَ إِيثاراً لِرَاحَتِنا | |
|
| وفرَّقَ المالَ إِكْراماً لمَثوانا |
|
كَأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ الوَغى وَطَناً | |
|
| وَلا سِوانا لما يَحوِيهِ خُزَّانا |
|
سَيفاً ولَكنْ عَلَى الأَعداءِ مُحتكِماً | |
|
| بَحراً ولكن إِلَى الظَّمآنِ ظَمآنا |
|
أعطى الرَّغائِبَ حَتَّى كادَ يُوهِمُنا | |
|
| لَوْ سائِلٌ سَالنا منه لأعطانا |
|
وساجَلَ الدَّهْرَ حَتَّى لَمْ تَدَعْ يدُهُ | |
|
| فِي الجودِ كُفءاً ولا فِي الحرْبِ أقرانا |
|
إِذا المراتِبُ جالت فِي أَعِنَّتِها | |
|
| وجَرَّرَتْ خُطَطُ العلياءِ أَرسانا |
|
فاضْمُمْ إِليكَ أَقاصِيهِنَّ مُذْعِنةً | |
|
| حقّاً لِسَعيِكَ لا بغياً وعُدوَانا |
|
فَكم ضَربْتَ عليها من قِداحِ وغىً | |
|
| بالبيضِ والسُّمرِ ضَرَّاباً وطَعَّانا |
|
وكم سَبقتَ إِليها واحتوَيتَ لَهَا | |
|
| مَدىً جَعلتَ إِليها الصِّدْقَ ميدانا |
|
رياسَتينِ كَمِثلِ الشعرَيَينِ سَناً | |
|
| وكالرَّبيعَيْنِ روحاناً وريحانا |
|
وتاجَ نصرٍ وإِعظامٍ وتكرِمَةٍ | |
|
| حَلّاكَها من بأَمْنِ الأَرْضِ حَلّانا |
|
فإِن ولَدْتَ لَهَا أَقمارَ مَمْلَكَةٍ | |
|
| أَسباطَ مَلحمَةٍ أُسْداً وفُرْسانا |
|
فقد خَلعْتَ عَلَى يحيى حِجابَتها | |
|
| مَحفوفَةً منكَ إِعْزازاً وسُلطانا |
|
ثُمَّ احتوى حَكَمٌ مثنى وَزارَتِها | |
|
| فَفُزْتُمُ بالعلا مثنىً وَوِحْدانا |
|
كلٌّ حَباكُم أَميرُ المؤمنين بِهِ | |
|
| كما بقربكُمُ الرَّحْمنُ حابانا |
|
مَزِيَّةٌ جالتِ الدُّنيا فما وَجَدَتْ | |
|
| سِواكُمُ لِنفوسِ المُلكِ أَبدانا |
|
وهِمَّةٌ لَكَ يَا منصورُ مَا هَدَأَتْ | |
|
| حَتَّى رأَتْكَ لِعَينِ الدِّينِ إِنسانا |
|
فَهدَّمَتْ بك بُنيانَ العِدى فَرَقاً | |
|
| وشيَّدَتْ لَكَ فَوْقَ النجمِ بُنيانا |
|
يُنسي بناءَكمُ صَنعَاءَ بلْ إِرَماً | |
|
| ذاتَ العِمادِ وسِنداداً وغُمْدانا |
|
والأَبْلقَ الفرْدَ والأَبْراجَ من أَجَأٍ | |
|
| والسَّيلَحِينَ وسدّاً كَانَ مَا كَانَا |
|
بنِسبةٍ من رسولِ اللهِ شدَّ بِهَا | |
|
| ربُّ العُلا للهدى والدِّين أَرْكانا |
|
صِهراً يكادُ وَقَدْ لاحَتْ معالِمُهُ | |
|
| يَشدُو بِهِ الدَّهْرُ إِفصاحاً وتِبيانا |
|
جزاءُ رَبِّكَ بالحُسنى لذي حُرَمٍ | |
|
| أَضْحى عَلَى حُرَم الإِسلامِ غَيرانا |
|
وحفظُ مَنْ لَمْ يَزَلْ بالعدلِ يحفظنا | |
|
| ورَعْيُ من لَمْ يزل بالبرِّ يَرعانا |
|
وَصِدْقُ مَا قَدْ عهدْتُم فِي كَرائِمكمْ | |
|
| إِنْ لَمْ يُمَلَّكْنَ أَكْفاءً فأَكفانا |
|
فَلْتَهْنِكمْ نِعمةٌ يحيا السُّرورُ بِهَا | |
|
| وغبطةٌ حانَ فِيهَا يومُ مَنْ حانا |
|
ففازَ بالعِزِّ من نادى بِبَيْعَتِكُمْ | |
|
| وبَاءَ بالخِزْيِ هَيَّانُ بنُ بَيَّانا |
|