اسعَدْ كَمَا سَعِدَتْ بِكَ الأَيَّامُ | |
|
| واسْلَمْ كَمَا بِكَ يسلَمُ الإِسلامُ |
|
وابْهَرْ بملك ثابتٍ أَركانُهُ | |
|
| فِي باذخٍ للعزِّ لَيْسَ يُرَامُ |
|
وانعَمْ بحمَّامٍ حِمىً لَكَ فَأْلُهُ | |
|
| وَعَلَى عَدُوِّكَ تَرْحَةٌ وحِمامُ |
|
مِمَّا بَنَتْهُ لَكَ السُّعودُ وأَبدَعَتْ | |
|
| فِيهِ المُنى وتأَنَّقَ الإِحكامُ |
|
وتدفَّقَتْ فِيهِ المياهُ كَمَا جَرى | |
|
| فِي كَفِّكَ الإِفضالُ والإِنعامُ |
|
متأَلِّفُ الأَضْدادِ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| فِيهِ طباعُ زمانِهِ أَقسامُ |
|
فكأَنَّ سيفَكَ فِي يمينكَ شادَهُ | |
|
| حَتَّى التقى فِيهِ ندىً وضِرامُ |
|
وكأَنَّما يَسْرِي لِمُثْعَبِ مائِهِ | |
|
| دِيَمٌ يخالِطُ بَرْقَهُنَّ غمامُ |
|
مُتَفَرِّجُ الأَبوابِ عن صَحْنٍ ثوى | |
|
| فِيهِ الصباحُ وشُرِّدَ الإِظلامُ |
|
وتَخَيَّلَتْ فِيهِ خُيُولُكَ خافِقاً | |
|
| من فوقِها الرَّاياتُ والأَعْلامُ |
|
يتلُوهُ مُنْفَجَرُ المياهِ كَأَنَّها | |
|
| من فيضِ جودِكَ فِي الأَنامِ سِجامُ |
|
وتَلِيهُ من جَوِّ الربيعِ سجِيَّةٌ | |
|
| فِيهَا تساوى الليلُ والأَيَّامُ |
|
مُفْضٍ إِلَى شكلِ الهجيرِ ونارُهُ | |
|
| بَرْدٌ عَلَيْكَ وإِنْ غَلى وسلامُ |
|
فكأَنَّهُ صدرُ المتيَّمِ هاجَهُ | |
|
| من ذِكْرِ من يَهْوى جوىً وغرامُ |
|
وتأَلَّفَتْ من مائِهِ ورُخَامِهِ | |
|
| شكلانِ تُشْكِلُ فيهما الأَوهامُ |
|
هل تَحْتَ ذَاكَ الماءِ ماءٌ جامدٌ | |
|
| أَم ذابَ من فوقِ الرُّخامِ رخامُ |
|
وكأنما رِيقُ الحبيبِ جَرى عَلَى | |
|
| ثغرٍ كَمَا نَظَمَ الفريدَ نِظامُ |
|
فَهُوَ الَّذِي لِهَوى النفوسِ هواؤُهُ | |
|
| ترتاحُهُ الأَرواحُ والأَجسامُ |
|
وهُوَ الزمانُ شتاؤُهُ ومَصِيفُهُ | |
|
| وخريفُهُ وربيعُهُ البَسَّامُ |
|
وهو الحياةُ نعيمُها ونسيمُها | |
|
| وسرورُها لَكَ سَرْمَدٌ ودَوَامُ |
|
فانعَمْ بِهِ وبكُلِّ زَهْرَةِ عِيشَةٍ | |
|
| مَا غَرَّدَتْ فَوْقَ الغصونِ حَمَامُ |
|